فاز نبيه بري رئيس حركة أمل الشيعية الموالية لسوريا أمس الثلاثاء مجددا برئاسة مجلس النواب اللبناني لمدة اربع سنوات بغالبية بلغت 90 صوتا من اصل 128 صوتاً. وحضر الجلسة كامل اعضاء المجلس الذين انتخب منهم 90 نائبا نبيه بري فيما اقترع 37 بورقة بيضاء ووجدت ورقة وحيدة باسم النائب الشيعي باسم السبع. وهي المرة الرابعة على التوالي التي ينتخب فيها بري رئيسا للمجلس لأربع سنوات. ويعتبر نبيه بري (67 عاما) أحد ابرز منفذي السياسة السورية في لبنان على مدى 25 عاما، وقد تقرب مؤخرا من إيران بعد انتهاء عهد وصاية دمشق. وبري طويل القامة طليق اللسان جهوري الصوت سريع البديهة لاذع في انتقاده انضم إلى حركة افواج المقاومة اللبنانية (امل) التي اسسها موسى الصدر عام 1970م، وبعد عامين على اختفاء الصدر في ليبيا ترأس بري، الذي درس المحاماة، عام 1980م حركة أمل التي لم تخف ميليشياتها مشاعرها في معاداة ياسر عرفات وتفضيلها سوريا التي كان نفوذها يتعاظم في لبنان، وبقي بري وفيا لابرز مبادئ الصدر ومنها (إسرائيل شر مطلق) و(على الشيعة الذين جرى تهميشهم لفترة طويلة ان يلعبوا دورا رئيسيا). ومنذ ان دخل البرلمان عام 1992 نائبا عن جنوبلبنان، حيث مسقط رأسه، امسك بري (الرئاسة الثانية) بمساعدة دمشق التي كانت تدير اللعبة في لبنان. أُعيد انتخابه للمرة الثانية عام 1996م وللمرة الثالثة عام 2000م حين حاز 124صوتا من أصل 126هي أصوات كتلته النيابية وأصوات النواب الذين يدورون في فلك دمشق وعلى رأسهم نواب كتلة حزب الله، منافسه الشيعي، الذي هو حليفه الانتخابي في كل الدورات وفق ارادة سوريا المتمسكة بوحدة الطائفة الشيعية. وكان بري اكد بعد الانتخابات (خضنا حملاتنا الانتخابية مع حزب الله تحت شعار حماية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا سيكون همنا الاول في المستقبل). نال بري، الذي شغل ابتداء من العام 1984 عدة مناصب وزارية، أولاً موافقة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ثم سعد الحريري رغم انهما شخصيتان معارضتان لسوريا حققتا فوزا كبيرا في الانتخابات. لكن بري فشل في نيل غطاء مسيحي واسع اذ اقترع 37 نائبا معظمهم من المسيحيين بورقة بيضاء لأنهم يأخذون عليه (تسلطه) و(تحيزه الطائفي). فعندما ترشح بري لرئاسة المجلس لم يعد بوضوح بالمساعدة في الافراج عن سمير جعجع رغم تعهد غالبية البرلمان السابق اقرار تعديل على قانون العفو يؤدي إلى الافراج عن قائد حزب القوات اللبنانية المحظور الذي يقبع في السجن منذ 11 عاما، كما فرض العمل بقانون انتخابي أُعد عام 2000 تحت وصاية سوريا ويعطي الأفضلية لحلفائها. ورغم محافظة بري حتى الفترة الأخيرة على جمع الشخصيات الموالية لسوريا فقد أعلن الحريري وجنبلاط دعمهما ترشيحه بعد أن تعهد، بدون ان ينجح كثيرا في الاقناع، ببرنامج يعتمد على (الاصلاحات ومكافحة الفساد واعادة تنشيط مؤسسات الدولة). نظم (انتفاضة) 6 شباط - فبراير عام 1984 ضد نظام الرئيس اللبناني أمين الجميل الموالي حينها للولايات المتحدة، ومنع بواسطة حرب المخيمات (1985 -1988) الدموية عودة انصار ياسر عرفات. وافاد مصدر طبي ان شخصا اصيب بجروح برصاصة طائشة خلال اطلاق النار في بيروت ابتهاجا بفوز رئيس حركة امل الشيعية الموالية لسوريا نبيه بري مجددا برئاسة المجلس النيابي. واوضح المصدر ان رجلا، لم يكشف عن هويته، اصيب في كتفه عندما كان يسبح في احد النوادي الرياضية في منطقة الاشرفية المسيحية السكنية في بيروت.
