أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية لطف الله مشال أن الاعتداء الانتحاري الذي وقع أمس الأربعاء في أحد مساجد قندهار جنوبأفغانستان أوقع 20 قتيلاً بينهم رئيس شرطة كابول و40 جريحاً. وقال المتحدث (إنه اعتداء انتحاري ارتكبه أعداء أفغانستان والإسلام) مؤكداً أن الجنرال محمد أكرم حق رضوال رئيس شركة كابول والرئيس السابق لشرطة قندهار في عداد القتلى. وكانت وزارة الداخلية الأفغانية أكدت في وقت سابق سقوط (عشرات القتلى) في الانفجار في أحد مساجد قندهار أثناء صلاة الجنازة على رجل دين معاد لطالبان، فيما تحدث شهود عيان عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل. وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية لطف الله مشال قال (ليس لدينا بعد أي أرقام دقيقة عن الضحايا لكن عشرات الأشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح وأن بعض المسؤولين الإقليميين كانوا موجودين في المسجد أثناء الانفجار)، ملمحاً إلى احتمال ارتفاع الحصيلة بشكل كبير. وأوضح أن الانفجار وقع حوالي الساعة 9.00 هذا صباحا (5.00 ت غ) في مسجد عبد الرب أثناء صلاة الجنازة على الملا عبد الله فياض الذي قتل الأحد الماضي في قندهار في هجوم تبناه المتمردون الطالبان الذين طردوا من الحكم أواخر العام 2001م. وتعتبر قندهار معقل نظام الطالبان السابق الذين طردوا من الحكم في نهاية العام 2001م على يد تحالف عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة. وأضاف مشال أن أسباب الانفجار لم تعرف بعد، موضحاً أن (مسؤولين إقليميين كانوا موجودين في المسجد أثناء الانفجار). من جهته قال مصدر من أجهزة الاستخبارات الأفغانية قبل ذلك إنه (اعتداء انتحاري)، مؤكداً (إجلاء 14 قتيلاً و21 جريحاً من المسجد، ونخشى أن يكون أشخاص عديدون آخرون قتلوا). وكان مسؤول كبير في الشرطة الأفغانية طلب عدم كشف هويته أكد أن رئيس شرطة كابول والرئيس السابق لشرطة قندهار محمد أكرم حق رضوال كان موجوداً في المكان وهو (مصاب بجروح خطرة). وكانت الشرطة المحلية ذكرت أن الملا عبد الله فياض رئيس المجلس الإسلامي في ولاية قندهار قتل الأحد على (يد رجلين كانا على دراجتين ناريتين فيما كان في مكتبه) في قندهار. وقد تبنى عبد اللطيف حكيمي الذي يقدم نفسه على انه الناطق باسم الطالبان ذلك الهجوم وكان الملا فياض نظم الأسبوع الماضي اجتماعاً للعلماء في منطقة قندهار قرروا فيه سحب لقب (أمير المؤمنين) من الملا عمر الزعيم الروحي للطالبان الفارين حالياً. وبعد هدوء خلال فصل الشتاء استأنف المتمردون المعادون للحكومة (طالبان والقاعدة أو حركات أخرى) أنشطتهم خصوصاً في معاقلهم السابقة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من أفغانستان القريبة من باكستان، ضد قوات الأمن الأفغانية والأجنبية والمدنيين الأفغان. ومنذ بداية العام أسفرت المواجهات عن سقوط أكثر من 250 ضحية غالبيتهم من المتمردين وفق أرقام السلطات الأفغانية والامريكية غير المؤكدة من مصادر أخرى. من جهة أخرى بدأت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية في أفغانستان أمس الأربعاء بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية إطلاق سراح 53 من المسلحين (الأقل خطورة) من اثنين من معسكرات الاعتقال الخاضعة لسيطرة القوات الامريكية في البلاد. وقال جيمس يونتس المتحدث باسم قوات التحالف إن المسلحين سيطلق سراحهم من مركز الاعتقال في قندهار التي كانت يوما ما معقل زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وكذلك من القاعدة الجوية الامريكية في باجرام. ويذكر أن الافراج عن المعتقلين يأتي في إطار سياسة الجيش الامريكي بعيداً عن المصالحة التي اتفق عليها بين قوات التحالف والحكومة الأفغانية للعفو عن بقايا عناصر طالبان. وقال يونتس (إننا لا نرغب في الإبقاء على مزيد من المعتقلين ما دامت ليست هناك ضرورة لذلك. وعلى الرغم من ذلك يجب أن نتذكر لماذا نحتجزهم. إنهم أعداء لا يهاجمون فقط القوات الامريكية بل الشعب الأفغاني أيضا). وكان الجيش الامريكي أطلق سراح 80 معتقلاً من مركزي اعتقال أوائل الشهر الماضي. وما زال هناك حوالي 400 أفغاني تحتجزهم القوات الامريكية في أفغانستان. وكانت قوات التحالف والقوات الأفغانية اعتقلت مئات من المسلحين بعد أن أطاحت هذه القوات بنظام طالبان في عام 2001م حيث كان يأوي تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن المتهم بالضلوع في تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر على واشنطن ونيويورك.