قتل 20 شخصاً على الاقل، من بينهم قائد شرطة كابول الجنرال محمد اكرم، وجرح اربعون آخرون، في هجوم انتحاري استهدف مسجد عبد الرب في مدينة قندهار الجنوبية، خلال تقديم العزاء بالملا عبدالله فياض. وقتل فياض الاحد الماضي في هجوم تبناه متمردو حركة"طالبان"، وذلك للثأر من تصريحات جرّد فيها زعيم الحركة الفار الملا محمد عمر من لقب"امير المؤمنين". وتبنى مجهول اتصل بوسائل اعلام محلية مسؤولية"طالبان"عن التفجير الانتحاري، الذي حدد نائب قائد شرطة قندهار موقعه قرب المكان المخصص لنزع المصلين احذيتهم قبل الدخول الى المسجد، علماً ان شهوداً افادوا بأن الانتحاري ارتدى زي رجل شرطة. إلا ان حاكم قندهار غل آغا شيرازي اعلن العثور على وثائق مع الانتحاري اثبتت هويته العربية وانتماءه الى تنظيم"القاعدة"بزعامة اسامة بن لادن. من جهته، ندد الناطق باسم وزارة الداخلية لطف الله مشعل بالاعتداء، ووصف منفذيه بأنهم"اعداء للاسلام الذين يهاجمون اتباعه في اي مكان تواجدوا فيه في العالم، والسلام في افغانستان". وحذا حذو مشعل الناطق باسم الجيش الاميركي الكولونيل جيمس يونتس الذي ابدى استياء التحالف الذي تقوده بلاده من هذا العمل"العنيف والشنيع ضد مدنيين ابرياء ومسجد والذي سيزيدنا تصميماً على ضرورة القضاء على الارهاب الآن". وأعلن مشعل انه"تم نقل الضحايا الى مستشفيات عدة في المنطقة والى قاعدة قندهار العسكرية الاميركية"ولم يستبعد ان ترتفع الحصيلة. ولم تتبن اي جهة على الفور، المسؤولية عن العملية. ونقلت مصادر امنية عن شهود ان الاعتداء كان يستهدف مباشرة قائد شرطة كابول. وقال احد الشهود:"اقترب منه رجل بلباس الشرطة وفجر نفسه. وقتل اكرم على الفور وكذلك حراسه الشخصيين والاشخاص الذين كانوا بالقرب منه". وداخل المسجد، تناثرت الاشلاء وغطت الدماء الارض. وألحق الانفجار القوي اضراراً جسيمة بالمباني وبالخيمة الكبيرة التي اقيمت لاستقبال المزيد من المصلين. وفي حادث منفصل، انفجرت عبوة وضعت على جسر غرب قندهار، وذلك لدى عبور خبراء يعملون في وحدة لنزع الالغام، ما اسفر عن مقتل اثنين منهم وجرح خمسة آخرين. ودان الاتحاد الاوروبي بشدة الهجوم الانتحاري في مسجد قندهار. وجاء في بيان صادر في لوكسمبورغ امس، ان"رئاسة الاتحاد الاوروبي تدين بشدة الهجوم الذي وقع صباح اليوم امس على مسجد في قندهار ... وتقدم احر تعازيها لعائلات الضحايا والحكومة الافغانية". اطلاق معتقلين على صعيد آخر، افرج التحالف بالتنسيق مع الحكومة عن 53 معتقلاً للاشتباه بإنتمائهم ل"طالبان". ووصفهم بأنهم"الاقل خطورة"بين المعتقلين لدى القوات الاميركية في سجن قندهار وقاعدة بغرام الجوية.