تباينت الآراء حول ملتقى قراءة النص الخامس الذي نظمه نادي جدة هذا العام وكان عنوانه (مكة بوصفها نصاً)، حيث كان التركيز على نشاط نادي جدة المميز من حيث الأنشطة والإصدارات الدورية.. ولعل السمة الأبرز في السنوات الأخيرة إنشاء النادي جماعة حوار التي يرأسها د. حسن النعمي وإقامة ملتقى قراءة النص. هذه الإشادة لم تخلُ ملاحظات حول ضعف الإعداد للملتقى مع أنه مرة واحدة في العام، حيث لم تكن الدعاية كافية مما انعكس على ضعف الحضور، إضافة إلى اعتذار أسماء وإبدال أخرى بها في اللحظة الأخيرة. * الأستاذ عائض بن سعيد القرني - رئيس قسم الثقافة بتعليم جدة - أشاد بنادي جدة وأنشطته وإصداراته وقال: عودنا نادي جدة الأدبي الثقافي على تقديم الأميز والأبرز من الفعاليات الثقافية عبر مشواره الطويل، سواء كان ذلك في محاضراته أم في ندواته، فليس سراً على المتابع ما يدور في صالاته من حوار فكري حُرّ بنّاء يقيمه مثقفو جدة على اختلاف أطيافهم وأعمارهم، وذلك عبر جماعة حوار، التي يشرف عليها الزميل النشط الدكتور حسن النعمي. لم يكن ذلك النشاط وحيداً لهذا النادي العريق، ففضلاً عن إصداراته المتميزة في كافة صنوف المعرفة الإنسانية وإصداراته الدورية حول النقد والرواية والقصة والشعر والتراث وترجمة الآداب العالمية عبر سلاسل دورية هي على التوالي (علامات، الراوي، عبقر، جذور، نوافذ).. أقول فضلاً عن ذلك كله نجد الوسط الثقافي ينشدّ كل سنة في شهر محرم، أو صفر - كما هو هذا العام - إلى فندق الكعكي في تظاهرة ثقافية رائعة يقيمها النادي في عامها الخامس هي (قراءة النص)، الذي يستقطب لها سنوياً أعلام الفكر والأدب والباحثين البارزين من الأكاديميين وغيرهم حول موضوع ومحور معيّن، وقد شرف النادي هذا العام بأن جعل محوره حول مكةالمكرمة بوصفها نصاً؛ مراعاة لاختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2005م، فقد أحسن بحق لهذا الاختيار، كما أحسن استضافة أسماء لمفكرين نحظى بمشاركتهم لأول مرة هذا العام، أثاروا جدلاً ثقافياً رائعاً بطروحاتهم، لعل من أبرزهم الدكتور خالص جلبي، صاحب الطرح الإشكالي عبر كتبه ومقالاته في الصحف، وذو النظرة العالمية للسلام واللاعنف، وهو صاحب مشروع فكري يكاد ينتظم في كافة طروحاته يدعو فيه إلى نبذ العنف والإرهاب منطلقاً من مقاصد الإسلام بحسب طرحه.. وأنا بحق من قراء هذا المفكر والمعجبين بكثير من طرحه؛ لما يمتلكه من سعة أفق وجودة لغة وأصالة فكر. وعندما أذكر الدكتور جلبي فلن أنسى الكاتب والمفكر زكي الميلاد، المفكري السعودي ذا الطرح الجاد والمعاصر حول الخطاب الإسلامي، الذي يمثل مع الأستاذ محمد محفوظ مدرسة فكرية منفتحة وأوعية قادمة من ركن الجزيرة العربية الشرقي. وإذا كان لنا من وقفة من أطروحات هذا العام في قراءة النص فقد تفاوتت تفاوتاً واضحاً وطبيعياً من حيث توجهات المشاركين وأطيافهم، ومن حيث قيمة الدراسات والبحوث. ولعل تقليص الجلسات إلى خمس بدلاً من ثماني جلسات في الأعوام الماضية حرمنا من مشاركة كثير من الأعلام، وإذا ما نظرنا إلى أهمية هذا الموضوع المطروح عنواناً، لاسيما إذا عرفنا أن هناك أسماء لامعة كبيرة بإمكانها أن تقدم أوراق عمل ثقافية أرقى من أوراق كثيرة سمعناها، قد لا أكون مبالغاً إذا زعمت أن أربع أوراق من عشرين ورقة قدمت كانت على مستوى الملتقى، أما بقية الأوراق مع الأخذ في الاعتبار التفاوت بينها فقد كانت تحصيل حاصل بعيدة عن الجدة والجدية في أغلبها.. كنت أتمنى على الأخوة أعضاء مجلس إدارة النادي الموقرين على رغم جهودهم الفاعلة، وعلى المعنيين بهذا الملتقى إجمالاً أن يكون التحضير له مبكراً، خاصة أنه يقام في السنة مرة واحدة، فقد تفاجأنا باعتذار بعض الأسماء بعد أن أعلن عنها.. وجدنا مشاركات لغير المختصين فيما طرح.. كانت الدعاية - على الرغم من أنها المرة الخامسة التي يقام فيها - غير كافية؛ ولذلك لم نرَ من الجمهور سوى ما يعد على الأصابع. أخيراً أتمنى وأرغب إلى النادي الثقافي بجدة، الذي عودنا على تقديم الأفضل وعلى تقبل الرأي الآخر وعلى التجديد، أن يسعى في عامه المقبل - إن شاء الله - إلى استنفار كافة قواه البشرية والدعائية والمادية ويعقد مجالس للتشاور ولجانا متخصصة للفرز والقبول حتى يبقى نادي جدة مميزاً في كل شيء. * فيما أبدى الأستاذ محمد منسي البيضاني - عضو جماعة حوار بنادي جدة والشاعر المعروف - ملاحظاته على الملتقى بكل شفافية حيث قال: يُعد الملتقى الثقافي الذي ينظمه نادي جدة الأدبي خطوة فريدة من نوعها على مستوى الأندية الثقافية في المملكة؛ وذلك لأنه يستقطب كوكبة من الأدباء في مختلف أنحاء المملكة.. وكم كنت أتمنى أن يتطور الملتقى ليصبح مهرجاناً ثقافياً يستمر أسبوعاً أو أسبوعين، ولكنه في هذا العام 1426ه يبدو أن الملتقى قد شاخ، حيث لم يستمر أكثر من ثلاثة أيام. ومما يؤسف له الحضور القليل جداً من قِبَل المتابعين بل من قِبَل المشاركين، حيث لا يحضرون إلا ندواتهم فقط.. واستثني من ذلك الأخوات المشاركات حيث لاحظت حرص المثقفات أكثر من المثقفين مع الأسف، كما أن موضوع هذا العام لا يُعدّ موضوعاً أدبياً بقدر ما هو موضوع تاريخي، حيث إن العنوان (مكةالمكرمة بوصفها نصاً)، فجميع مَنْ تحدث عن موضوع الملتقى تحدث تاريخياً أكثر منه أدبياً، بل برز ذلك من أحد المشاركين حينما قام بعرض صور على شاشة مكبرة، فهل يُعدّ ذلك في حدود الأدب أم أنه لا يخرج من نطاق التاريخ؟ بل إن البعض تحدث عن مكة وجغرافيتها، وربما تكون قصيدة الاستاذ علي الشريف التي كانت على هامش الملتقى أفضل ما قُدّم أدبياً في هذا العرس الثقافي، وليس معنى ذلك أنني انتقص جهد أحد، ولكن كما ذكرت تبقى طبيعة الموضوع جبروتاً مسيطراً على أوراق المشاركين. * فيما أشاد د. خالص جلبي - أحد المنتدين - بالحضور الكثيف للنساء ومستوى الوعي لديهن، وهي المرة الأولى التي يشارك في ملتقى قراءة النص، وعبّر عن استمتاعه وهو يسمع لنخبة من المثقفين من أصحاب القلم والفكر خاصة د. محمود مسفر ورئيس النادي الأدبي بجدة الأستاذ عبدالفتاح أبومدين. أما ورقته فكانت بعنوان الإعلان الإبراهيمي؛ لأن مكة تعني الكعبة، والكعبة تعني إبراهيم، وإبراهيم يعني قصة القربان {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}، وهو رمز ضمن التوقف عن تقديم القرابين البشرية في أي صورة.. وساحات الحروب مسالخ فظيعة لتقديم القرابين البشرية. انطباع د. جلبي عن الملتقى كان إيجابياً وتمنى تفعيل الإعلان والدعوة للملتقى لمزيد من العقول الجيدة.. ويتفاءل بالسنوات القادمة بمشاركة أكثر للنساء. * فيما يرى د. محيي الدين محسّب - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وأحد المنتدين - أن الملتقى يجسد علامة للكيفية التي يجدد بها نادي جدة الأدبي وسائله في تفعيل الحراك الثقافي، فاختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية حدث لم يكن نادي جدة يستطيع ألا يقف عند قراءته قراءة معرفية منتجة نرى من خلالها مكة وقد أصبحت نصاً لا تنتهي تنويعات الخطاب التي يولدها، وهكذا يقوم نادي جدة بتحويل الاحتفالية إلى فعل معرفي، وليس كل المؤسسات تدرك أن دورها الثقافي يكمن في فاعلية هذا التحويل، فالمعرفة العميقة بأبعاد النص (النص المكي في الثقافة العربية الإسلامية وفي حركة الحضارة الإنسانية ومثلها وأشواقها).. هذه المعرفة العميقة هي التي تمارسها المؤسسة الثقافية الواعية، ونادي جدة الأدبي هو نموذج هذه المؤسسة. * والملتقى كما يراه الاستاذ زكي الميلاد - أحد المنتدين - كان احتفائياً بصورة عامة بحكم طبيعة الموضوع الذي فرض سياقاً محدداً من القراءات غلبت على العديد منها اتجاهات التوصيف والتوثيق واستحضار الخطاب الوجداني والروحاني واستدعاء الذاكرة التاريخية والاجتماعية، وهذا بالتأكيد ليس نقداً أو ضعفاً وليس تعبيراً عن النكوص أو غير ذلك، وإنما هي اشتراطات فرضتها طبيعة الموضوع الذي تناول هذا العام مكةالمكرمة بوصفها نصاً وذلك بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1426ه. ولا شك في أهمية وقيمة هذا الموضوع وتناوله من هذه الجهة وقراءته في نطاق قراءة النص، فمكةالمكرمة هي أم القرى ومدينة المدن وهي مدينة السماء في الأرض وفيها بيت السماء في الأرض وهو أول بيت وضع للناس، كما أنها المدينة التي تهوي إليها أفئدة الناس شوقاً وحنيناً. وأضاف الميلاد أن المثقفين والمفكرين ارتبطوا بهذه المدينة بحثاً عن روحانية الإسلام وصفاء الإيمان وتهذيبا للتوحيد وتنقية للنفس والعقل والروح، وبحثاً كذلك وتطلعاً للنهضة والتمدن انطلاقاً من هذه المدينة التي استقبلت الوحي والرسالة الخاتمة، ومنها انبعثت نهضة الإسلام كما دعا إلى ذلك عبدالرحمن الكواكبي في كتابه الشهير (أم القرى). وأشاد الأستاذ زكي بنشاط نادي جدة الأدبي، فنشاطه يعد فاعلاً ليس على مستوى الحركة الثقافية في المملكة وإنما على المستوى العربي، خصوصاً على مستوى إصداراته.. ويُعد ملتقى قراءة النص من النشاطات المميزة والواعدة للنادي. * فيما يرى الأستاذ سحمي الهاجري - عضو جماعة حوار بالنادي وأحد المنتدين - أن الملتقى في عامه الخامس يطرق موضوعاً مهماً وهو مكةالمكرمة بصفتها نصاً بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 1426ه، ويأتي تتويجاً للملتقيات الأربعة السابقة التي تطرقت للنقد والترجمة والشعر، وكلها مواضيع مهمة في مسيرة الثقافة في المملكة. ويرى سحمي أن نادي جدة من خلال هذا الملتقى ومن خلال ملتقى جماعة حوار أصبح يقدم حراكاً منتظماً ومهماً للساحة الثقافية، ويظهر ذلك من الأسماء المشاركة والمواضيع المطروحة والأوراق والدراسات المقدمة. * د. حسن غزالة - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وأحد المنتدين - لخص رؤيته عن الملتقى في: -عظمة الموضوع وقصور بعض الأبحاث وعدم دقة بعض المعلومات والأسماء. - مكةالمكرمة هي النص الرباني وتستعصي على أي نص بشري. - قلة الحضور وضعف وكثرة الإطراءات النسائية المملة في أغلبها. - حاجة ماسة إلى دقة أكثر في التنظيم ودقة الالتزام بالوقت. - ليست كل النوادي الأدبية تماثل أنشطة نادي جدة. * الأستاذة سهام القحطاني - الكاتبة المعروفة وإحدى المتنديات - قالت: الأرض هي الوحي الأول لنبوءة الإبداع، هذا إذا كانت أرضا ذات طابع اعتيادي، فما بالكم لو كانت الأرض ذات خصوصية إلهة؟ حينها تصبح كثافة الوحي أعمق ودلالات التشجّر أكثر امتداداً لشجرة جذرها في العمق وأغصانها تعلو وتعلو لتنغرس ثمارها بين طبقات سبع سماوات مع الملائكة تصلي وتسجد وتسبح لله بكرة وعشية.. تلكم ميزة تفردت بها مكةالمكرمة لتصبح على مر الزمان والمكان مركزاً للاشعاع الثقافي منذ مبتدأ. وانطلاقاً من مناسبة (مكة عاصمة الثقافة الإسلامية) قرر ملتقى قراءة النص هذا العام تخصيص محوره لهذه المناسبة من خلال عنوان (مكة بوصفها نصاً). وإن كان العنوان يحمل بعضا من دلالات المناسبة، لا إجمالها، فالنص يرتبط بمألوفنا بالوجود الأدبي الشعري والنثري، وإن كان ذلك صحيحاً إلا أن النصوصية تظل كمفهوم فكري جزءا من الخطاب المكون لثقافة المكان بوجوهه المختلفة باعتباره أولاً دلالة لتمركز الحمولة المعرفية داخله، وثانياً باعتبار أن كل وثيقة فكرية سواء تاريخية أو جغرافية أو فنية أو غير ذلك نصاً معرفياً لأثر خاص، وباعتباره ثالثا أن ليس بالضرورة كل نص هو شفيرة قابلة للتفكيك، وهكذا يخرج النص من خاصيته الفنية إلى شمولية ثقافية، ولعل هذا مقصد الأساتذة القائمين على ملتقى (قرءاة النص) من عنونته بهذا الاسم. ويتميز محور الملتقى بتنوع موضوعاته التي قسمت إلى (الرحلات، والمكان والمكانة، والتاريخ والواقع، ومركزية الثقافة، ومكة في النص)، وهي شاملة لأبعاد هذه المناسبة، وللمؤثرات التي أسهمت في تكوين مركزية مكة الثقافية وأثرها في ثقافة الآخر وأثر ثقافة الآخر في تنوع ثقافتها العالمية.. وإن كنت أتمنى أن يكون هناك موضوع يفرد تحت عنوان (النشاط الثقافي للمرأة المكية) لتسليط الضوء على إبراز دور المرأة المكية وأثرها في تطور الثقافة المكية منذ العصر الجاهلي وحتى العهد السعودي. لكن ما حدث أثناء الملتقى يرسم (ثلة) من علامات الدهشة، يُذيل بها سؤال (لماذا غاب المثقفون عن ملتقى النص، خاصة اليوم الثاني كونه إجازة اسبوعية؟) قيل لأننا شعب حتى اليوم نؤمن (بكرة القدم) أكثر مما نؤمن بالثقافة، فانشغل المثقفون (بمباريات كرة القدم).. أو قيل لأن موضوع الملتقى غير مشجع وغير جاذب للمثقفين، وكأننا ندخل الثقافة في حسابات تسويق (الفيديو كليب).. وتتعدد الأسباب والغياب واحد. إن غياب المثقف عن ملتقى النص - وأحسبه غياباً مكرراً لمجمل الملتقيات الثقافية لدينا - إشكالية تحتاج إلى تأمل أسبابها لاستكشاف موضع الخلل. قدم الملتقى هذا العام أوراقاً عدة، وتتفاوت آراء الحاضرين في تقييم هذه الأوراق، لكني شخصياً أعجبت بقليل منها لحد الإبهار مثل ورقة الدكتور محيي الدين محسن، الذي بهرني بطريقة تناوله للموضوع وأسلوبه، والدكتور خالص الجلبي الذي قدم رؤية لمفهوم السلام الإبراهيمي الصانع الأول لمركزية مكة الثقافية عبر فلسفة مميزة ومختلفة.. وأحسب أن الكثير لم يستوعبوا ماذا أراد الدكتور الجلبي والدكتور محيي الدين أن يقولا، وهذا أمر طبيعي، فقد تعود لدينا المثقف أو مضنْ يدعي الثقافة على القول الثقافي البسيط المسطح، وإذا ما واجه قولاً ثقافياً مركب الدلالات يفتق من الداخل إلى الخارج وقف أمامه مسودا وهو كظيم أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، وهذا طبيعي لأن خطابنا الثقافي يفتقد القول الثقافي المركب باستثناء بعض المشروعات الثقافية (وهذه قضية مترامية الأطراف).. كما بهرتني ورقة الدكتورة لمياء باعشن التي أحسب أنها استطاعت أن تكون لنفسها نهجا خاصا على مستوى النقد. لا شك أن النادي الأدبي بجدة بقيادة أستاذنا وشيخنا الجليل عبدالفتاح أبو مدين استطاع أن يتفوق على باقي النوادي الأدبية التي مازالت تتثاءب من فوق سرير النوم، ويؤثر في تشكيل الخطاب الثقافي منذ بداية الثمانينيات الهجرية وحتى الآن، وقد ضمن له هذا التفوق المشاريع الثقافية التي تبناها ونفذها مثل مشروع (جماعة حوار) بقيادة الأستاذ الخلوق الدكتور حسن النعمي، ومشروع ملتقى النص، إضافة إلى الإصدارات المتعددة للنادي. إن التفوق ليس أمنية بل إيماناً أولا بدوري وبدور الآخر في تمثيل ايجابي للخطاب النهضوي، وهو إيمان يترجم عبر الانجاز الثقافي، وهي معادلة قلما تستطيع جماعة أن تربط بينها وتحقق اتحادها وتضبط نتائجها، لكن النادي الأدبي بجدة استطاع ان يحقق ذلك التعادل بفضل روح الجماعة الواحدة المبنية على المحبة والفكر الواحد والهدف الواحد، وهذا ضروري لإنجاح أي مشروع ثقافي. ويظل النادي الأدبي بجدة رائداً للخطاب الثقافي النهضوي ونموذجاً يجب أن يمثل قدوة ومنهجاً لباقي النوادي الأدبية التي مازالت تتمطى فوق وسادة سرير الاستنوام المصنوعة من ريش النعام!!.