السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: إذا كُنا نحزن كثيراً كما يحزن غيرنا عندما تطالعنا مقالات بعض الكُتَّاب التي تُهاجم قيَّمنا ومبادئ ديننا الحنيف، وبعض مؤسسات بلادنا الخيرية، فإننا نُسر ويتهلل البشر بيننا كلما طالعنا مقالات الكُتَّاب المنصفين أصحاب المبادئ السامية الذين ينطلقون من قيَّم ديننا الحنيف الذي جعلته بلادنا - حرسها الله - دستوراً لها، فما إن تطالعنا الجزيرة بمقال للدكتور محمد أبو بكر حميد أو للأستاذ حمد القاضي أو للدكتور العشماوي أو للأستاذ السماري، إلا ويعرف القراء أنهم لن يختموا تلكم المقالات إلا بفوائد جمة تخدم الوطن والمواطن، بل تخدم المسلم والإسلام ككل. ولعل مما لفت انتباهي ما عقب به الأخ عبدالرحمن المهوس - وفقه الله - يوم الأربعاء الموافق 13 صفر في العدد (11864) بعزيزتي الجزيرة، في تعقيبه على د. محمد أبو بكر حميد.. وإنني وإن كُنت اتفق مع الكاتب في ثنائه على الدكتور وأسجل إعجابي بما يكتبه دكتورنا الفاضل وأزجي له دعواتي.. إلا أنني استغرب على الكاتب المهوس دعوته للدكتور بعدم الاهتمام بأمور المسلمين في البلدان الأخرى!.. أليس الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)؟.. ألم يقل بأبي هو وأمي وولدي عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد)؟.. ولعل مما يسر كل مسلم أن يقرأ لكتَّاب سعوديين يهتمون بأمور المسلمين كما هو اهتمام ولاة أمرنا - حفظهم الله - والعالم يشهد أن أيَّ كارثة طبيعية أو غيرها تقع إلا ومساعدات بلادنا تسبق المساعدات الدولية.. وكذلك بلادنا تلقي بثقلها في دعم قضية فلسطين وغيرها من القضايا الإسلامية والعربية، وهذا ليس بمستغرب علي بلد يمثل قلب العالم الإسلامي النابض، فبلادنا هي قبلة المسلمين ومحط أنظارهم، ومجمع أفئدتهم، وهذا ليس بمستغرب، فقضايا الأمة الإسلامية كانت هاجس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه البررة، - رحمهم الله وحفظ خادم الحرمين وولي عهده -.. والشعوب الإسلامية توارثت هذا وتناقلته أباً عن جد. واهتمام بلادنا حُكاماً بإخوانهم المسلمين سر من أسرار حفظ الله لبلادنا من كل مكروه!.. أليس هو سبحانه من وعد بقوله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (55) { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (56){ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (57) إذا ينبغي أن نفخر ونبارك لكاتبنا د. محمد الحميد اهتمامه بقضايا أمتنا الإسلامية، وتذكيرنا بها بين الفينة والأخرى.. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين. عبدالعزيز بن علي العسكر - الخرج [email protected]