في مثل هذا اليوم من عام 1965 شاهد ملايين المواطنين الأمريكيين بثاً تليفزيونياً مباشراً لمدة خمس عشرة دقيقة أظهر مسبار الفضاء رينجر 9 وهو في طريقه للاصطدام بسطح القمر. وتم إرسال الصور المثيرة مباشرة من خلال الكاميرات الداخلية المزود بها مسبار الفضاء رينجر 9 وبدأ النقل التليفزيوني الحي حوالي الساعة 850 بالتوقيت المحلي ( الساعة 1350 بتوقيت جرينتش) بينما كان المسبار الفضائي يسقط من على ارتفاع 2363 كيلو متر في طريقة نحو سطح القمر. وأخذت الصور التليفزيونية المشاهدين في رحلة مثيرة عندما سقط المسبار بسرعة رهيبة داخل الفوهة البركانية التي تحمل اسم الفونسوس على سطح القمر. وكان المسبار الفضائي رينجر 9 آخر مسبار يتم إرساله في مهمات تم فيها توجيه تلك المسبارات عمداً نحو سطح القمر لأخذ أكبر قدر ممكن من الصور قبل أن تصطدم بسطح القمر وتتحطم عليه. وأرسل المسباران السابقان رينجر 7 ورينجر 8 آلاف الصور الفوتوغرافية للقمر قبل الاصطدام به. ولكن المسبار رينجر 9 كان مجهزاً لتحويل إشاراته إلى شكل ملائم للعرض على شاشات التليفزيون المحلية، ونقل المسبار صوراً تليفزيونية للقمر إلى داخل البيوت. ورأى المشاهدون المبهورون سلسلة من الصور بدأت بصور للفوهات بطليموس والفونسوس والباتيجنوس. وعندما بدأ المسبار في الاقتراب من سطح القمر أصبحت المنطقة المصورة أكبر وركزت على فوهة الفونسوس. وقبل خمس دقائق من الاصطدام وعلى بعد 644 كيلو مترا من السطح، ظهرت قنوات واضحة تشبه الطرق الواسعة. وظلت الصورة واضحة على بعد حوالي ثلث ميل من السطح، ثم انقطع فجأة على إثر اصطدام المسبار بالسطح. وأرسل المسبار آخر صورة وهو على بعد اثنين من عشرة من الثانية من الاصطدام، واخذ الأمل العلماء في أن تكشف الصورة عن تفاصيل جديدة عن قشرة سطح القمر. وجاءت المهمة الناجحة قبل 24 ساعة فقط من إطلاق سفينة الفضاء جيميني 3 في المرحلة الثانية من تسابق أمريكا لإرسال إنسان على سطح القمر. وقد دفعت الصور التي أرسلها المسبار رينجر 9 بالولاياتالمتحدة مؤقتاً إلى الأمام في سباقها مع الولاياتالمتحدة لغزو الفضاء. وأظهرت الصور بأن سطح القمر قادر على تحمل هبوط سفينة فضاء مأهولة عليه ? وكانت تلك مسألة هامة شغلت علماء ناسا في ذلك الوقت. وأظهرت الصور أيضاً أنه بالرغم من صعوبة اختيار موقع للهبوط بين الفوهات البركانية والجبال إلا أن ذلك لم يكن مستحيلاً. وتم استخدام الصور في تطوير سلسلة سفن فضاء لونر، وجرى إطلاق أولها في عام 1966 لمسح أرض القمر. ومع ذلك فقد هبطت السفينة لونر على أرض القمر بعد أربعة أشهر من هبوط مركبة الفضاء السفينة لونا 9 عليه وإرسالها أول صورة من على سطحه. وعندما هبط رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج على القمر في 21 يوليو 1969 فقد جاء ذلك في المنطقة المسماة بجر السكون التي تم اختيارها كموقع هبوط محتمل بناء على الصور التي أرسلها المسبار رينجر 8 .