صاحب كوكب المريخ لقب "المريخ الملعون" نظراً للتاريخ المهين للرحلات المرسلة إليه والتي كان آخرها رحلة المسبار الأوروبي "سكيارباريلي" الذي تحطم على سطح المريخ. ويحاول البشر الوصول إلى الكوكب الأحمر منذ عام 1960، والمتسابقان الأبرز في هذه الرحلات كانا الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي، إلا أن السباق شهد مشاركات أوروبية ويابانية وصينية وغيرها، ولكن الفشل كان مصير المتسابقين كافة في معظم الجولات. ونجد قرابة ال44 محاولة لإرسال مركبات فضائية إلى الكوكب الأحمر، فشل نحو ثلثيها إما على الأرض، أو خلال الرحلة أو خلال هبوطها على سطح الكوكب الأحمر. وكانت أولى محاولات التعرف على المريخ من نصيب الاتحاد السوفياتي الذي أطلق "برنامج المريخ". وكانت أولى الرحلات "مارس 1 إم" وفشلت المركبة الفضائية "مارسنيك" خلالها بالدخول إلى مدار المريخ، وفق موقع "ناشونال جيوغرفيك". واستمرت المحاولات السوفياتية فأطلقت في 1962 "مارس 2 إم في" و"مارس 2 إم في 4" و"مارس 2 إم في 3" إلا أن جميعها فشلت في مغادرة مدار الكرة الأرضية. وفي عام 1964 قامت أميركا بأولى مبادراتها لاستكشاف المريخ إذ أرسلت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" المسبارين "مارينر 4" و"مارينر 3" اللذين نجحا بالوصول إلى سطحه أخيراً. والتقط "مارينر 4" أول صور بالأبيض والأسود للمريخ ظهر فيها سطحه مغطى بالفوهات، ولم تغط هذه الصور سوى 1 في المئة من المريخ. وفي 20 ديسمبر 1967 انقطع الاتصال بين "مارينر 4" والأرض. وشهد عام 1971 سلسلة مهينة من الرحلات السوفياتية إلى المريخ، إذ تم إرسال "مارس 2" التي تحطمت في مدار المريخ، و"مارس 3" التي هبطت على سطحه إلا أن الحظ لم يرافقها طويلاً فبعد 20 ثانية توقفت كافة مؤشراتها عن العمل وانقطع الاتصال بها. وفي 1975 أطلقت ناسا برنامج "فايكينغ" الذي كان المهمّةَ الأكثر طموحاً. وأرسلت خلاله المسبارين "فايكينغ 1" و"فايكينغ 2". وكُلّ مركبة فضائية شملت متتبع وأرضي، و بعد الدوران حول المريخ وإرسال الصور إلى الأرض تم اختيارِ موقعِ المتتبّع الباقي في مدار المريخ وموقع نزول مسبار الهبوط. وبعد انفصال المسبار عن المركبة الفضائية دَخلَ في الغلاف الجوي للمريخ ونَزل بسهولة في الموقعِ المختارِ. استمرّ القمران الصناعيان في تتبع وتصوير الكوكب. وكان هذا البرنامج أول برنامج بشري ينجح باستكشاف كوكب المريخ. وأرسلت ناسا رحلة "مارس أوبسيرفير" إلى المريخ في 1992، إلا أن الحظ لم يحالفها كسابقتها "فايكينغ"، فبعد ثلاثة أيام من الهبوط على سطح المريخ انقطع الاتصال بالمركبة الفضائية التي يعتقد بأن محركها انفجر. وحاولت وكالة الفضاء الأميركية مرة أخرى في 1998 وأرسلت "مارس كلايميت أوربيتر" التي كان شعارها "أسرع، أفضل وبتكلفة أقل"، إلا أنها فشلت أيضاً وتحطم المسبار أثناء محاولته الهبوط على سطح الكوكب. ولم ينته الإصرار الأميركي في 1998، فأرسلت ناسا مهمة "مارس بولار لاندر" في 1999 ولم يختلف مصيرها عن مصير سابقاتها، إذ انقطع الاتصال بالمركبة الفضائية وفقد أثرها لأسباب غير معروفة حتى اليوم. وفي 1998 قامت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" بإرسال أولى مهماتها نحو الكوكب المشؤوم، إلا أن اللعنة أصابت الرحلة "نوزومي" أيضاً التي لم تصل مدار المريخ وتحطمت بسبب مشكلة في المحركات. وكان للمحاولات الأوروبية نصيبها من الفشل، إذ أطلقت الوكالة الأوروبية للفضاء مهمة "مارس إكسبريس" في 2003 ووصلت إلى مدار المريخ ولكنها فقدت مركبة الهبوط أثناء دخولها المجال الجوي للكوكب وأغلب الظن أنها تحطمت. وأرسلت الصين أيضاً مسباراً إلى المريخ على متن سفينة فضاء روسية فشلت في مغادرة مدار الأرض في عام 2011. وتحطمت المركبة في المجال الجوي وسقط الحطام في المحيط الهادئ.