رغم ان روسيا لديها اكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم الا انها لا تستطيع ان تفي بالطلب على الغاز. وادت قلة الاستثمارات الى نقصان الانتاج بشكل يقل كثيرا عن الطلب, ومن المتوقع ان يشهد هذا العام وحده نقص في الانتاج بواقع 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي,وبرغم ما لدى روسيا من احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي 28 تريليون متر مكعب، الا ان شركة غازبروم الاحتكارية تعتزم شراء غاز طبيعي من آسيا الوسطى, ويذكر ان انتاج روسيا من الغاز الطبيعي بلغ في العام الماضي 633 مليون متر مكعب وسينخفض بصورة طفيفة,وبدأت تظهر في الوقت الراهن الدلائل الاولى على حدوث ازمة, فقد بدأت الشركة الوطنية للكهرباء في قطع امدادات للطاقة الكهربائية في جميع انحاء روسيا بعد ان قررت شركة غازبروم تخفيض امداداتها من الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة بمقدار الثلث,وفي روسيا يتم توليد اكثر من اربعين في المائة من الكهرباء عن طريق حرق الغاز الطبيعي, وربما يشكل ذلك 70 في المائة في المنطقة الاوروبية من روسيا,ويعتقد بعض الخبراء ان استهلاك الكهرباء سيرتفع بواقع 3 في المائة على الاقل هذا العام في الوقت الذي ينتعش فيه الاقتصاد الروسي, ويقول مسئولون بشركة الكهرباء الروسية ان الطلب قد يكون اكبر من ذي قبل,وفي منطقة نيشتي نوفجرود ارتفع استهلاك الكهرباء بنسبة ثلاثة في المائة عندما اعيد افتتاح مصفاة لتكرير البترول بعد عشر سنوات,وبفضل انخفاض اسعاره اصبح الغاز الطبيعي المصدر الرئيسي للمادة الخام لشركات الكهرباء الروسية خلال السبعينات,وكانت هناك خطة طموحة لاستخدام الغاز لعدة عقود الى ان يتم بناء مفاعلات نووية ارخص واكثر امانا,ولا يدور اي حديث الان حول هذا الموضوع, ويستخدم ثلث انتاج روسيا من الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. وليس لدى شركة الكهرباء اي بديل للغاز لان وقود التدفئة اكثر تكلفة بمقدار ستة اضعاف، ومن شأن استخدامه ان يؤدي الى خسائر كبيرة نظرا للرسوم المفروضة حاليا على الكهرباء,وتقول شركة غازبروم انها خفضت امداداتها من الغاز الطبيعي لان محطات توليد الكهرباء عجزت عن دفع قيمة الفواتير غير ان المشكلة اعمق من ذلك وتكمن في حلقة مفرغة من الفواتير غير المدفوعة وهو ما اصبح امرا مألوفا في روسيا,وتبلغ الاموال المستحقة على المستهلكين الروس، لشركة غازبروم اكثر من مائة مليار روبل, ونحو 45 مليار روبل من هذا المبلغ مستحقة لاعمال الكهرباء ولكنها لا تستطيع دفع المستحق عليها لشركة غازبروم لان لها لدى زبائنها ديونا تبلغ 130 مليار روبل,ويبلغ ما تحققه شركة غازبروم سنويا 10 مليارات دولار عن طريق تصدير نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الذي يصدر بصفة خاصة الى دول اوروبا الغربية, غير ان نحو نصف الدخل يذهب مباشرة الى الميزانية الروسية,وتقول الشركة ان ارتفاع الضرائب والفشل في ضمان تسديد المبالغ المستحقة على مدار سنوات كان يعني ان استثمارات اقل من الانتاج. بيد ان رئيس شركة الكهرباء الروسية اناتولي شوبايس، وزير الخصخصة السابق، اتهم شركة غازبروم التي تعد اكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم، بارتكاب اخطاء ضخمة وبسوء ادارة. ويتهم شوبايس الشركة بتسخير السبل المتوفرة لديها لاعمال الاعلام وغيره من القطاعات بدلا من الاستثمار في مصانع الانتاج,ويواجه شوبايس مشكلة مماثلة في شرك الكهرباء,, فمحطات التوليد التي فيها مهترئة غير انه لا توجد اموال للاستثمار في شراء غيرها, وطبقا للتقديرات فان الشركة بحاجة الى 5 مليارات دولار في العام. ويهدف شوبايس الى جمع اموال من الصادرات ووضع برنامج واسع لخصخصة اعمال الكهرباء.