رأت المحكمة الدستورية الأوكرانية أمس السبت أن تعديلات أدخلت مؤخراً على القانون الانتخابي الأوكراني مخالفة للدستور، وهو قرار قد يمس بشرعية الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى اليوم الأحد. وقال القاضي ميكولا سيليفون إن (المحكمة رأت أن التعديل الذي يمنع أي مواطن باستثناء المعوقين من الدرجة الأولى من التصويت في المنزل مخالف للدستور). وأضاف أن (قرار المحكمة الدستورية نهائي ولا يمكن استئنافه بأي شكل). ودعا الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما ليل الجمعة السبت المرشحين للانتخابات إلى التعاون من أجل تحقيق مصالحة الشعب الأوكراني المنقسم بسبب هذا الاقتراع (التاريخي). وقال كوتشما في كلمة بثها التلفزيون (من المهم جداً أن يجد المرشحان للرئاسة وبمعزل عن نتيجة الاقتراع، القوة لمد يد التعاون)، مؤكداً أن ذلك (مبادرة ضرورية للشعب الأوكراني الذي لا يمكن تقسيمه). ويشير كوتشما إلى التوتر بين الغرب القومي الموالي للمرشح القريب من الدول الغربية فيكتور يوتشنكو والشرق الناطق باللغة الروسية المؤيّد لفيكتور بانوكوفيتش. وقال الرئيس المنتهية ولايته (ليس هناك أعداء على أبوابنا لكن الهدوء غاب مع ذلك من أراضينا). وأضاف (علينا أن نطفئ نار الانفعال ونتحرك باتجاه المستقبل، حيث سيجد كل منا مكانه. يجب أن نضع حدا لهذه القضية أي الانتخابات الرئاسية، التي سببت لنا معاناة كبيرة). وتقرر تنظيم الانتخابات التي ستجرى اليوم بعد أن ألغى القضاء نتائج الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي التي أجريت في 21 تشرين الثاني - نوفمبر بسبب عمليات تزوير. وتظاهر مئات الآلاف الأشخاص ضد الاقتراع الذي فاز فيه يانوكوفيتش في حركة احتجاج لا سابق لها في أوكرانيا منذ استقلالها في 1991م. واختلف المتنافسان في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا بشأن العلاقات مع الغرب في إطار آخر محاولاتهما لكسب الناخبين في ختام الحملة الانتخابية التي أوقعت الدولة السوفيتية سابقاً في حالة اضطراب.ويرجح فوز الليبرالي المعارض فيكتور يوشتشنكو في انتخابات الأحد بعد أن خرجت أعداد كبيرة من أنصاره للشوارع للتنديد بالتزوير في الانتخابات السابقة وقال إن مهمة أوكرانيا الاستراتيجية هي بدء التكامل مع أوروبا.واتهم رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي أعلن فوزه في انتخابات الشهر الماضي التي ألغتها فيما بعد المحكمة الدستورية خصومه بخدمة جماعات أجنبية تحاول الاستيلاء على السلطة. ويقول رئيس الوزراء إن النصر سرق منه. وانتخابات الأحد ستكون هي المرة الثالثة التي يدلى الناخبون الأوكرانيون بأصواتهم فيها خلال أقل من شهرين. واتهم الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما الجانبين بتقديم المصالح الشخصية على مصلحة البلاد غير أنه قال إنه ينظر إلى التصعيد الأخير (بتفهم). وصرح يوشتشنكو الذي يتعافى من تسمم بمادة الديوكسين أنحى فيه باللائمة على السلطات للصحفيين يوم الجمعة بأنه سيفوز وأكد تعهده بأن يدفع أوكرانيا تجاه أوروبا.وقال (سأفوز لأنني فزت بالجولتين الأولى والثانية. وهذه المرة سوف أفوز بالجولة الثالثة.... أياً كان حجم التزوير الذي ما زال من الممكن أن يحدث فإنه لن يؤثر على النتيجة السياسية للانتخابات... الملايين خرجوا إلى الشوارع للدفاع عن اختيارهم. أنا مقتنع أن هذا سيكون الحال مرة أخرى في 26 من ديسمبر). ويصف يوشتشنكو روسيا التي أدارت شؤون أوكرانيا لمدة 300 عام قبل أن تستقل عنها بأنها (شريك إستراتيجي) وتعهد بأن تكون أول زيارة خارجية له كرئيس إلى موسكو. وسعى زعيم المعارضة الذي ما يزال وجهه مشوهاً بسبب التسمم لجذب أصوات ناخبين في المناطق الناطقة باللغة الروسية في شرق أوكرانيا معقل خصمه رئيس الوزراء.ولكنه قال للصحفيين (دعوني أقل اليوم أن مصالح أوكرانيا الاستراتيجية تكمن في الاندماج مع أوروبا). ويعني توجه يوشتشنكو ضمان مكانة لبلاده كدولة تتبنى اقتصاد السوق والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وبعدها بدء مفاوضات شاقة بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تقع ثلاث من الدول الأعضاء به على الحدود الغربية لأوكرانيا.