دعا الرئيس الاوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما ليل الجمعة السبت المرشحين للانتخابات التي ستجرى اليوم الاحد، الى التعاون من اجل تحقيق مصالحة الشعب الاوكراني المنقسم بسبب هذا الاقتراع «التاريخي». وقال كوتشما في كلمة بثها التلفزيون «من المهم جدا ان يجد المرشحان للرئاسة وبمعزل عن نتيجة الاقتراع، القوة لمد يد التعاون»، مؤكدا ان ذلك «مبادرة ضرورية للشعب الاوكراني الذي لا يمكن تقسيمه». ويشير كوتشما الى التوتر بين الغرب القومي الموالي للمرشح القريب من الدول الغربية فكتور يوتشنكو والشرق الناطق باللغة الروسية المؤيد لفكتور بانوكوفيتش. وقال الرئيس المنتهية ولايته «ليس هناك اعداء على ابوابنا لكن الهدوء غاب مع ذلك من اراضينا». واضاف «علينا ان نطفئ نار الانفعال ونتحرك باتجاه المستقبل حيث سيجد كل منا مكانه. يجب ان نضع حدا لهذه القضية اي الانتخابات الرئاسية، التي سببت لنا معاناة كبيرة». وتقرر تنظيم الانتخابات التي ستجرى اليوم الاحد بعد ان الغى القضاء نتائج الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي التي اجريت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب عمليات تزوير. وتظاهر مئات الآلاف الاشخاص ضد الاقتراع الذي فاز فيه يانوكوفيتش في حركة احتجاج لا سابق لها في اوكرانيا منذ استقلالها في 1991. فيما ساد الهدوء أوكرانيا أخيرا قبل يوم واحد من إعادة الانتخابات لاختيار رئيس للبلاد اليوم. وذكرت وكالة (ايتار تاس) الروسية للانباء امس السبت أن الحملة الانتخابية الثالثة والاخيرة من السباق الرئاسي كانت سريعة بالرغم من أن كلا المرشحين فيكتور يانكوفيتش وفيكتور يوشينكو بذلا كل ما بوسعهما لاستقطاب أصوات الناخبين. وقالت الوكالة إن يانكوفيتش كان قد ذهب في عطلة كي يركز على حملة أخيرة لاستقطاب أصوات الناخبين كما جدد فريقه الانتخابي وزار العديد من الدوائر الانتخابية بما فيها واحدة في غرب البلاد. أما يوشيكنو فكان قد توجه إلى مستشفي في فيينا للعلاج ثم واصل بعدها التجول لاستقطاب الاصوات في العديد من المناطق بالبلاد. وجاءت المناظرة التليفزيونية بينهما تتويجا لحملتهما الانتخابية. وبالرغم من ذلك يخطط عشرات الالاف من مؤيدي كلا المرشحين للتدفق على ميدان الاستقلال بوسط العاصمة كييف. وسيجري نشر أكثر من 170 ألف من قوات الامن لضمان حفظ النظام والقانون في أوكرانيا في يوم إجراء الانتخابات اليوم. ووصل إلى أوكرانيا بالفعل جميع المراقبين الدوليين الذين سيشرفون على إعادة الانتخابات. كما اعربت يوردور جونارسدوتير من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن اعتقادها بأن حضور مراقبين دوليين لاعادة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية سيضمن اجراء الانتخابات بشكل قانوني. وأوضحت جونار سدوتير في تصريحات لها امس في كييف انه جرت تعديلات جيدة على قانون الانتخابات وسوف يحول وجود عدد كبير من المراقبين الدوليين دون قيام الناس بأعمال تزوير.. مشيرة الى أن حضورهم الى كييف منذ سبتمبر والتعليمات الخاصة بما يجب القيام به لتحسين النظام بعد الجولتين الأوليتين كان لهما تأثير. وقد أنهى المرشحان الرئيسيان في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية حملتهما الانتخابية بتوجيه رسالتين اخيرتين الى الناخبين قبل اعادة الجولة الثانية.. فقال رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش في كلمة الى مؤيديه انه سيحول دون وقوع السلطة في أوكرانيا في يد الأجانب على العكس من منافسه السياسي مرشح المعارضة فيكتور يوشينكو.. وقال ان توحيد البلاد سيكون على رأس أولوياته اذا انتخب. وحذر يانوكوفيتش من أن فوز منافسه في الانتخابات الجديدة قد يؤدي الى حدوث انقسام في البلاد فيما يزعم يوشينكو أن السلطات ستحاول تزوير النتائج مرة أخرى.. بينما أعرب يوشنكو عن ثقته بالفوز في الانتخابات لأنه فاز في الجولتين الأولى والثانية (على حد قوله). وذكر راديو لندن في تقرير له بهذا الشأن ان الناخبين في الجولتين السابقتين من الانتخابات اللتين اجريتا في الشهرين الماضيين في شرق البلاد صوتوا لصالح يانوكوفيتش بينما فاز يوشينكو بمعظم الأصوات في المناطق الوسطى والغربية من أوكرانيا. وكان يانوكوفيتش قد فاز في الجولة الأولى بأغلبية ضئيلة.. الا أن المحكمة العليا ألغت النتائج بناء على وقوع تزوير على نطاق واسع. وجاء قرار المحكمة بعد أكثر من أسبوع من المظاهرات التي قام بها مؤيدو يوشينكو فيما عرف بعد ذلك باسم الثورة البرتقالية. ولقد تغير المناخ السياسي تماما منذ الفترة التي أجريت فيها الانتخابات السابقة وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن يوشنكو يتمتع بسبق بمقدار 14 نقطة عن منافسة. ويفضل يوشنكو توثيق العلاقات مع أوروبا الغربية وهو ما يراه منافسه يانكوفيتش سببا في التباعد بين أوكرانيا وروسيا شريكها التجاري الرئيسي.