قرأت خبراً مفاده أن ضحايا المرور من القتلى والمصابين حوالي أربعين ألف شخص في المملكة العربية السعودية. ويذكر الخبر ازدياداً مريعاً في عدد المخالفات المرورية، إذ ازداد عدد المخالفات المرورية في عام 1424ه بنسبة 349% عن عام 1419ه مما يعني حدوث إحدى عشرة مخالفة مرورية كل دقيقة على مستوى المملكة. المتهورون الذين سنتحدث عنهم اليوم هم المخالفون لأنظمة المرور والمتسببون في حدوث الحوادث المرورية وسقوط ضحايا في تلك الحوادث المرورية. وهؤلاء هم من يتجاوزون السرعة على الطرقات، ومن يتجاوزون عند المنعطفات والتقاطعات.. ويتجاوزون الإشارة الضوئية المرورية، ويتسابقون على الطريق، ولا يركزون أثناء القيادة. وضعت الدولة في المدن وعلى الطرقات العامة حدوداً تبين السرعة، كما وضعت إشارات منع التجاوزعند المنعطفات، لكن المتهورين مصيبة على الطرق !! هؤلاء بعضهم من المراهقين والبعض الآخر من المستعجلين. هل تصدقون أن عدد المخالفات المرورية وصل إلى 5.558.173 مخالفة في عام 1424ه !! تصوروا أكثر من خمسة ملايين مخالفة ؛ أي أن ربع سكان المملكة العربية السعودية يخالفون، وإذا لم نحسب العنصر النسائي غير المسموح له بقيادة السيارات، لوجدنا أن نصف سكان المملكة العربية السعودية خالف الأنظمة المرورية. فهل يعقل أن نصف سكان المملكة من الذكور يندرج تحت مسمى (المتهوِّرين). هل تعرفون كم يكلفنا هذا؟ إنه يكلفنا أكثر من 5% من الناتج السنوي للمملكة. كيف؟! أكثر من 90% من رجال المرور ليس لهم شاغل أو همُّ إلا مباشرة الحوادث المرورية، احسبوا كم سيارة تعطَّلت وتحطَّمت ؟ وكم سيُصرف على تصليح الكثير منها من جيوبنا الخاصة ؟ وهل تصدقون أن ثلث أسرَّة المستشفيات في مملكتنا مشغول بمصابي الحوادث؟! ولذلك قدِّروا كم سنحتاج من طبيب وممرض واخصائي ومعدات للمستشفيات وكم سيُصرف على الأدوية والضمادات وغيرها من تكاليف المستشفيات والتي ستصرف على مصابي الحوادث، قدِّروا وقت الموظف المراجع لأحد تلك الحوادث، وغيابه عن عمله، كم سيكلف، إنها سلسلة من المصاريف لا تنتهي. وكم سنوفر من أموال لا تقدَّر لو تثقف الأغبياء والمتغابون ممن يسببون المخالفات والحوادث المرورية. وللمسئولين عن لوحات الطرق في المملكة، أقول: زيدوا من لوحات حدود السرعة، ولوحات عدم التجاوز على الطرقات والمنعطفات ولوحات الوقوف فالتكرار يعلم (الشطَّار)، والغبي من المسئولين من يقول: إنها كافية.. كما أرجو أن يرسَّب في اختبار رخصة القيادة كل من يتجاوز حدود السرعة ولا يلتزم إشارة منع التجاوز.. أي اجعلوا اختباراً صعباً لرخصة القيادة ولا تتساهلوا. فحياة الكثيرين من المواطنين تعتمد على نوعية المجتازين لتلك الاختبارات..أيضاً أكثروا من كاميرات السرعة الإلكترونية على الطرق والتقاطعات واجعلوا الغرامات وسحب الرخصة عقابا لمن يخالف القوانين.. وأتساءل: كيف يحترم المواطن السعودي والمقيم غير السعودي القوانين في البلاد الأخرى ولا يحترمها في بلادنا؟! الأمر بسيط.. ليس هنا عقاب، ولا قوانين رادعة. ولوزارة التجارة أقول: لا نريد سيارات ليس بها متطلبات السلامة الضرورية. اجعلوا المملكة العربية السعودية قدوة للبلاد الأخرى من حيث جعل مواصفات السلامة في وسائل النقل الأعلى في العالم. لا تجعلوا التجار يتحكمون في مصائرنا. وأخيراً لا أقول إلا: يالطيف الطف بنا ، وقلِّل من المتهورين منا؛ حتى ننعم براحة البال. واسأل نفسك يا أخي المواطن و المقيم، هل أنت ضمن نصف سكان المملكة المتهورين أم ضمن النصف الآخر؟ واخشَ الله ولا تخالف الأنظمة المرورية. والله من وراء القصد