لا أقول هذه كراهية للأطفال، فالأطفال زينة الحياة الدنيا ورمز البراءة. ولكن أقول ذلك كراهية لسوء التربية وكراهية الأمهات اللاتي يدعون أولادهن يربون أنفسهم بأنفسهم، بمعنى أنهن لا يكلفن أنفسهن ولو جهداً بسيطاً لتوجيه أولادهن وتأديبهم وإنها لمن المصائب حين يقوم مثل هؤلاء الأطفال بالاشتباك مع الأطفال الزائرين لهم لما سيؤول إليه البيت من الفوضى عقب تلك الزيارة المباركة فهم لا يدعون غرفة بالبيت إلا ويدخلونها ويعبثون بمحتوياتها ويكسرون ما هو قابل للكسر، أما قشور المكسرات وأوراق الحلوى فتغدو فراشاً فوق فراش البيت لدرجة أنه يختلط على الناظر معرفة لون الفراش الأصلي. والحقيقة هذا بسيط مع من ينقل محتويات البيت إلى الشارع وما ينقله من الشارع إلى البيت ولا زجر من وقوفهم عند حدودهم. وصاحبة البيت تشاهد ذلك وتتألم صامتة وصابرة على هذه المصيبة ولا تستطيع أن تتفوه بكلمة لأي منهم لأنها إن فعلت ذلك فمعناها أساءت لخاطر أمه المحترمة الفاضلة وإن تجرأت وفهّمت الطفل بالحسنى والأخلاق العالية وأن عمله هذا لا يليق بطفل مؤدب وخلوق مثله أسمعها كلاماً لا ترضاه ولا يليق بها لذا تفضل الصمت والحسرة. وأنا أعلم أن الأمهات المحترمات الفاضلات لا يرضين الخطأ على الغير ولكن استغراقهن في الحديث وللأسف كل ما يدور بينهن هو القذف وذكر عيوب الآخرين وتطلق الواحدة منهن عشرات الكلمات في الدقيقة الواحدة ولا تطلق كلمة واحدة تمنع طفلها ولو مرة من ارتكاب الخطأ. أنا لا أطلق حكمي هذا على جميع الأطفال بل البعض منهم. وهناك أطفال يتمنى الإنسان أن يكون له عشرات مثلهم لما يتحلون به من أدب وحسن أخلاق مما يدل على جهد أمهاتهم وتربيتهم التربية الصحيحة. الطفل إن صح التعبير سفير لأهل بيته يتخلق بأخلاقهم ويتحلى بمزاياهم، وأنت أيتها الأم الفاضلة المسؤولة أولاً وأخيراً لأن ابنك يلازمك الوقت كله ويبدو لي أني لم أبالغ فيما قلت، فمع الأسف هذه الحقيقة وهذا الواقع واعلم أن سماع الحقيقية أمر غير مرغوب فيه لدى البعض وقد انتقد من بعض القارئات المقصرات في تربية أطفالهن ولكن هذا لا يمنع من قول الحقيقة وشرح الواقع ما دمنا نرجو الفائدة للجميع. [email protected]