الإدارة بوجه عام وشامل علم يعتمد على الفن، وهي ذات مدلولات كثيرة تمارس في أوجه وأنشطة الحياة المختلفة. وسوف نتحدث في هذا السياق عن موضوع الإدارة المدرسية بصفتي أحد المنتسبين إلى مهنة التربية والتعليم، وباعتبار أن الإدارة المدرسية هي المسؤول الأول ومركز التحكم في الميدانين التربوي والتعليمي. والإدارة - كما هو معروف - صنو سلوك الفرد مهما طرأ عليها من تطور وتحسن في أساليب العمل وتقنياته ولوائحها التنظيمية. والإداري الناجح المؤهل أكاديمياً وتربوياً ويتمتع بخبرات وعلاقات إنسانية مع الآخرين هو الذي يستطيع أن يترجم الأهداف إلى نجاحات ملموسة على بساط الواقع. وعلى النقيض من ذلك يكون سبباً مباشراً في فشل العمل الإداري وفوضويته كما أنه من المفترض أن يدرك الإداري أنه هو السبب الرئيسي والمباشر في النجاح والفشل؛ لأن الإدارة المدرسية مسؤولية جسيمة. ويتوقف نجاح المدير على قوة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ويكون أي المدير أو رئيس قسم الإدارة المدرسية عنصراً فاعلاً ومفعلاً للقرارات الإدارية التي تسهم في زيادة الإنتاجية داخل المحيط المدرسي ولابد أن يفرق رئيس قسم الإدارة المدرسية والمدير عبر ذاته بين صنع القرار واتخاذ القرار ومراحل كلّ نمط من سلوكيات هذه الإدارة التربوية والإدارية. ومما يندى له الجبين أن البعض يرى أن الإدارة المدرسية تشريف لا تكليف وواقعنا التربوي علامة شاهدة وبارزة في ذلك لبقاء المدير أو رئيس القسم ردحاً من الزمن وكأن المجتمع يتعذر عليه وجود الكفاءات المؤهلة التي تتمتع بالخبرات والمهارات والإبداعات المختلفة. إننا في حاجة ماسة إلى دورات تدريبية وندوات ولقاءات مركزة بعيدة عن التنظير المملّ والتسطيح الفجّ في موضوع (اتخاذ القرار وصنع القرار)؛ لأن الإدارة المدرسية تمارس هذه الأنماط على مدار العام الدراسي فلابد من تسلح المدير بهذه النماذج لا أن نرتهن إلى أفق ضيق يستحيل معه الفهم وتطوير الذات ورفع الكفاءة. وفي نظري أن الإداري الناجح داخل الإطار التربوي هو الذي يعمل بنفسه ويتعاضد ويتكاتف مع الآخرين ويشكل سلطة تنفيذية لا سلطة تشريعية يغلفها الودّ والتسامح والبعد عن البيروقراطية. هذه مجرد خاطرة متواضعة عنت للنفس فقررت نثرها على بياض الورق.