قيادة المدرسة ليست بالأمر السهل، فالمدرسة بمكونها المادي والبشري، وبنشاطاتها التربوية والتعليمية، تحتاج إلى «قيادة فاعلة، قيادة واعية برسالتها ودورها» تعرف ما لها من حقوق وصلاحيات تمارسها، وتعي ما عليها من واجبات ومتطلبات تقدمها لقيادة المدرسة، قيادة مدرسية تتمتع بسعة الأفق، وبُعد النظر، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة دون انفعال، قيادة مدرسية لديها القدرة على إيجاد شبكة من التواصل بمختلف وسائله وأساليبه مع منسوبي المدرسة، سواء من هم بداخلها، أو كل مَنْ لهم علاقة بها من محيطها الخارجي من أولياء أمور وكافة مؤسسات المجتمع، يكون قوامها التقدير والاحترام والمشاركة والاستثمار لمصلحة أبناء الوطن، قيادة مدرسية تمتلك أدوات القياس والتقويم والتحليل، ومهارات الملاحظة لما يدور في ميدانها، قيادة مدرسية لديها مهارة في تشخيص العقبات، ومعالجة المشكلات التي قد تحدث فجأة، قيادة مدرسية تؤمن وتعترف بالكفاءات والخبرات المهنية، وتقدّر المنجزات، قيادة مدرسية لديها الاستعداد للتشاور، وتقبُّل الأفكار، وإشراك الجميع في طرح القرارات، ودعم التجارب والخبرات، وتفويض السلطات بحسب القدرات، قيادة مدرسية لديها القدرة على الحسم والحزم، حينما تكون هناك مواقف بحاجة إلى الحسم فيها، قيادة مدرسية لديها مهارة في فن التواصل مع الآخرين، والتعاون معهم، قيادة مدرسية لا تحصر وظيفتها في المراقبة والمحاسبة، بل تكون لديها القدرة على البناء والتنمية والنهضة بأهداف المدرسة وتحقيق طموحات منسوبيها، قيادة مدرسية لديها قناعة بالعمل وتحمُّل مسؤولياته، قيادة مدرسية توظف النشاطات المدرسية، والطلابية في تعزيز الاعتزاز بالقيم الدينية، والتقاليد الأصيلة للمجتمع، وتنمية الولاء للوطن والقيادة وغرس المواطنة الصادقة، ولهذا على إدارات التربية والتعليم العمل بجدية ممثلة في قسم «الإدارة المدرسية» في اختيار الأشخاص المناسبين مهنياً وصحياً وعملياً ومهارياً في قيادة مدارسنا، والحمد لله الميدان التربوي يزخر بكفاءات رائعة، وأقترح عليهم أن يكون لديهم «كشاف لقوائم من الأسماء للمعلمين» الذين يُرى في أصحابها السمات التي تؤهلهم للعمل في قيادة العمل التربوي داخل المدرسة، السمات القيادية والإدارية، والمهارات العالية، بعيداً عن المحسوبيات أو النظر إلى أن تكليف إدارة المدارس يمكن أن يكون لأسماء قدمت ما لديها ولم يعد بإمكانها تقديم الجديد، خاصة ونحن في سبيل التوجه نحو إحداث التغيير الإيجابي في إدارة مدارسنا لتحقق أهدافها التعليمية والتربوية، لهذا وجود كشاف لأسماء يتوقع منها النجاح في إدارة مدارسنا لدى أقسام الإدارات المدرسية أمر جيد ليكونوا معدّين وجاهزين لتسلُّم المدارس وإداراتها، وخوض العمل الإداري فيها متى استدعت الحاجة إليهم، فحقيقةً يصدم أحدنا بوجود مديرين لا يستحقون أن يتسلموا دفة مدارس بسبب أنهم أصبحوا معطّلين لعجلة التغيير، وبسبب ضعفهم في معالجة مشكلات مدارسهم، وبعضهم بسبب ضعفهم في مواجهة بعض المخالفات من معلمين ابتُلي بهم الميدان، وبعضهم لافتقاده لمهارات العمل القيادي.