مازالت المعارك مستمرة في النجف جنوبالعراق بين قوات التحالف والحكومة العراقية من جهة وبين مليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحصنة في المزارات الشيعية، وقد أفادت مصادر صحفية أن سبعة جرحى من ميليشيا مقتدى الصدر أصيبوا في المعارك مع القوات الاميركية والعراقية تم إجلاؤهم أمس بسيارات الإسعاف بعد التوصل إلى اتفاق بين الميليشيا ومحافظة النجف. ونقلت أربع سيارات إسعاف تقدمتها سيارة رفعت العلم الأبيض الجرحى من النجف إلى مدينة الكوفة المجاورة. وقال أحد مسؤولي الأجهزة الصحية في النجف أبو أحمد العامري: إن (محافظ النجف قد أصدر أمرا لتجلي سيارات الإسعاف القتلى والجرحى من وسط المدينة التاريخي). إلى ذلك أعلن فلاح النقيب وزير الداخلية العراقي أمس أن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر يتفاوض مع الحكومة لمغادرة مرقد الإمام علي في مدينة النجف بعد أنباء متضاربة عن إصابته في غارة أمريكية. وكان عدة متحدثين باسم الصدر قالوا: إنه أصيب رغم أن جروحه لا تشكل خطرا في هجوم أمريكي، وقال النقيب: إن الصدر لن يمس إذا غادر المرقد في سلام، وأشار إلى سريان هدنة منذ الليلة الماضية. وقال: إن الحكومة ستتعقب العناصر الإجرامية التي اخترقت حركة الصدر ولكن ليس مقتدى الصدر. وتتعرض الحكومة لضغوط لوقف الهجوم الأمريكي على النجف مع تزايد عدد القتلى والجرحى وإعراب مزيد من العراقيين عن غضبهم إزاء الأساليب الامريكية المستخدمة لمواجهة الصدر وأنصاره. وقال مصدر سياسي عراقي: إن وفدا من زعماء القبائل والأحزاب السياسية التقى مع رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي الخميس وطالبه بأن يحاول إنهاء الهجوم الامريكي على النجف. ويمكن أن تؤدي أنباء إصابة الصدر إلى تفجر لأعمال العنف من جانب الطائفة الشيعية التي تمثل أغلبية في العراق حيث يتزايد الغضب على الهجوم الأمريكي قرب أقدس المواقع لدى الشيعة في العراق حتى من جانب من ينتقدون آراء الصدر الراديكالية. وحث إياد علاوي رئيس وزراء الحكومة العراقية المؤقتة الميليشيا الشيعية على إلقاء أسلحتها ومغادرة مرقد الإمام علي أقدس المزارات لدى ملايين الشيعة في أنحاء العالم، وسيطر جنود مشاة البحرية الأمريكية الذين تعززهم الطائرات والدبابات على قلب مدينة النجف في هجوم ضخم على جيش المهدي كما اقتحموا منزل الصدر لكن وجدوه خاليا، ومنع الجنود الأمريكيون الدخول إلى مرقد الإمام علي الذي شن منه مقاتلو المهدي هجمات خلال انتفاضة بدأت قبل تسعة أيام وأسفر عن مقتل المئات، ولكنهم لم يدخلوا المزار المقدس. وجاء الهجوم الكبير على النجف في ذروة انتفاضة أسفرت عن مقتل مئات آخرين في ست مدن أخرى في جنوب ووسط العراق مما أدى إلى رفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية. من جانبها أعلنت الولاياتالمتحدة ليلا أن العمليات العسكرية التي تقوم بها قواتها في العراق لن تخضع للهدنة التقليدية التي تطبق عادة خلال الألعاب الاولمبية مع أنها كانت من الدول التي تبنت قرارا في هذا الشأن في الأممالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية الاميركية، عشية افتتاح أولمبياد أثينا 2004 أن القوات الاميركية في العراق لن تراعي الهدنة التقليدية التي تدعو كل الدول المتحاربة إلى الالتزام بهدنة خلال الألعاب الاولمبية. وصرح ادم ايريلي مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه (يرفض بشدة القول: إننا نخرق مبادىء الاولمبياد بسبب ما يحدث في العراق). وأضاف (لا علاقة بين الهدنة خلال فترة الاولمبياد وما يحدث في العراق). وتبنت الولاياتالمتحدة تبنت مع 189 دولة عضوا (من أصل 191 ) في الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تقدمت به اليونان بعنوان (من أجل بناء عالم أفضل وسلمي من خلال الرياضة ومثاليات الاولمبياد) يشكل أساس هدنة خلال الدورة الرياضية. وكان جون نيغروبونتي السفير الاميركي في الأممالمتحدة خلال هذه الفترة. وقد اصبح السفير الاميركي في العراق. والعراق هو البلد الوحيد الذي لم يوقع القرار بسبب وجود حكومة تخضع للاحتلال حينذاك ولعدم وجود ممثل لها فى المنظمة الدولية.