السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: يطيب لي أن أعبر عن سعادتي وسروري كلما اطلعت على مقال من المقالات القيمة التي تطالعنا بها صحيفتنا الجزيرة والتي تصب لصالح ديننا الاسلامي الحنيف، وقيمنا الاسلامية السمحة وبلادنا - حرسها الله بعينه التي لا تنام آمين - فهنيئا لكم قيادتكم لادارة هذا المنبر الاعلامي المبارك، فكلما قرأت شيئاً مما تنشره من الخير تذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) وقوله (الدال على الخير كفاعله) فأقول هنيئاً لكم ادارة ومحررين، وهنيئاً لكتابنا وكاتباتنا المميزين بموضوعاتهم الهادفة. وهنيئاً لنا معاشر القراء بمثل هذه الصحيفة.. فبقدر فائدتي وغيري ممن يتابعون مقالاتكم الخيرة، بقدر ما أفرح لكم وأنا أتأمل قول القائل: فما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه وإذا كان معظم ما ينشر في صحيفتنا الغراء (الجزيرة) خير على خير إلا أن الكمال لله وحده، فقد لفت انتباهي وأنا اتفحصها يوم الجمعة الموافق 2 ربيع الآخر العدد (11558) موضوعا بالخط العريض (مشرط الزهراني يعيد نجوم الأولى للتألق من جديد) وكتب الأخ سلطان الجلمود - هدانا الله وإياه - عن البروفيسور سالم الزهراني في علاج بعض اللاعبين..) وإن كنت من متابعي الجزيرة إلا أنني اعترف أنني لا أتابع الرياضة ولا أخبارها. ولكن ما لفت نظري أن يُنسب فضل اعادة اللاعبين للملاعب لمشرط د. الزهراني أو للدكتور نفسه. وهذا اللفظ وإن كان غير مقصود فيه مخالفة شرعية. وإن كنت أحسن الظن في الكاتب - وفقه الله - وفي صحيفتنا، وان هذا قد يكون خطأ مطبعياً ليس إلا، لأنه لا يخفى على الجميع أن نسبة الفضل في شفاء المرضى لغير الله لا يجوز، وان الطبيب وأدواته مجرد أسباب والعافية والشفاء والفضل لله وحده، قال تعالى {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} ما نصه (قال عون بن عبدالله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا. وقال أبوالعباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه:(إن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن وكافر..) الحديث. وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره، ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير. فيه مسائل: الأولى: تفسير معرفة النعمة وانكارها. الثانية: معرفة أن هذا جار على ألسنة كثير. الثالثة: تسمية هذا الكلام انكاراً للنعمة. الرابعة: اجتماع الضدين في القلب) انتهى كلامه رحمه الله. وأنا أكرر ان هذا ربما كان خطأ مطبعيا أو لبسا على الكاتب، إلا ان الجزيرة عودتنا - وغيرها من الصحف - على التنويه والاعتذار عن الخطأ إذا حدث في حق أحد من البشر، فإن الاعتذار والتنويه في حق ربنا ورب البشر من باب أولى، لذا آمل نشر هذا التعقيب في مكان بارز ولكم جزيل الشكر. عبدالعزيز بن علي العسكر/إمام وخطيب جامع العذار بالخرج ص ب 1279 الدلم 11992 [email protected]