السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: كم سررت وأنا أتصفح الجزيرة يوم الأحد 21 ذي القعدة وأطالع خبراً مفاده (بتوجيه ومتابعة من سمو أمير الرياض - حفظه الله - تشكلت لجنة الصلح والمساعي الحميدة تمشياً مع رغبة سموه الملحة لتبيان العمل بالصلح والتسامح حيث إن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين التسامح وتحظى هذه اللجنة برئاسة سموه الكريم) فأقول إن إصلاح ذات البين من المبادئ الإسلامية التي كانت موجودة منذ مئات السنين وكادت تزول لولا فضل الله، ثم بجهود سموه الكريم.. وتتشرف محافظات بلادنا ومراكزها بوجود محافظين ورؤساء مراكز، يكنون لبلادهم ما يكنه هذا الأمير الصالح ويرغبون في الأجر كما يرغب.. فأتمنى أن تنشر لجان إصلاح ذات البين في باقي مناطق بلادنا الحبيبة ومحافظاتها ومراكزها .. فالأسر (رجالاً ونساء) والأقارب وذوو الأرحام في مسائل الميراث والطلاق وتشتت الأطفال، وضياع حقوق الأيتام من جهة أخرى، وخصومات الجيران فيما بينهم في المساكن والعقارات والمزارع بحاجة ماسة ل(إصلاح ذات البين) وهو مما حث عليه ديننا الحنيف.. قال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال الصادق المصدوق بأبي هو وأمي وأولادي ونفسي صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني رحمهم الله جميعاً. كما أننا في حاجة للسعي للصلح فيما يخص الوصايا والأوقاف وغيرها.. قال سبحانه وتعالى: )فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ( وقال عز من قائل: )وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (. إن لإصلاح ذات البين - بالإضافة لتلك الأجور والمصالح المترتبة عليه - فوائد جمة، فستوفر على المحاكم والشرط والدوائر الحكومية الجهد والوقت والمال، وأخيراً أهنئ كل من سعى لتفعيل مثل هذه المساعي الحميدة.. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين. عبد العزيز بن علي العسكر/الخرج [email protected]