عكف ممثلون عن الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب أمس الأربعاء على وضع التفاصيل النهائية لاتفاق من شأنه أن يمهد الطريق لإنهاء أطول الحروب الأهلية في قارة أفريقيا. وقالت مصادر مقربة من المحادثات: إن خلافاً حول كيفية تقسيم الوظائف الحكومية في منطقتين متنافستين هما جبال النوبة والنيل الأزرق يعطل العملية كلها، وكان من المقرر أن يتم أمس الأربعاء التوقيع على ثلاثة بروتوكولات تمهد للتوقيع على اتفاق السلام النهائي. وأمس وصلت إلى نيفاشا طائرة خاصة تقل وفداً رسمياً وشعبياً من ثمانين شخصاً لحضور مراسم توقيع الاتفاق المتوقع أن يكون اليوم الخميس، بعد التأجيل الذي تم أمس الأربعاء. هذا وقد رحب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بالإعلان عن توقيع اتفاقات حول آخر المسائل العالقة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وقال باول في ختام لقاء مع نظيره البلجيكي لوي ميشال (نرحب بالتقدم الحاصل) في إطار المفاوضات الجارية في نيفاشا (كينيا) بين الطرفين و(نتوقع حصول التوقيع في الموعد المحدد). وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن باول تحدث يوم الأحد مع المفاوضين الرئيسيين، نائب الرئيس السوداني وقائد الحركة الشعبية. وتشارك الولاياتالمتحدة بفاعلية منذ أشهر في هذه المفاوضات. ومن جانب آخر دعا مجلس الأمن الحكومة السودانية إلى احترام الوعد الذي قطعته على نفسها ونزع سلاح الميليشيات المسؤولة عن العنف في إقليم دارفور بغرب البلاد. الجدير بالذكر أن المساعي الدولية لحل الأزمة السودانية لم تؤت ثمارها وذلك يعود إلى الاختلاف في بنود الاتفاقات التي طرحت على طاولة النقاش في أمور مثل توزيع الثروة ونزع السلاح وفترة المرحلة الانتقالية.