تأجل امس توقيع الاتفاق المرتقب لانهاء اطول حرب في افريقيا عندما دب الخلاف مرة اخرى بين وفدي الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية بينما كان ممثلو الحكومة السودانية وحركة التمرد يعكفون على وضع التفاصيل النهائية للاتفاق الذي من شأنه أن يمهد الطريق لانهاء أطول الحروب الاهلية في قارة أفريقيا. وقال وزير الخارجية الكيني كالونزو موسيوكا لرويترز: سيتأجل الاحتفال لكن فلننتظرهم. انه يومهم. أحاول الاتصال بكل منهم. وقالت مصادر مقربة من المحادثات ان خلافا حول كيفية تقسيم الوظائف الحكومية في منطقتين متنافستين هما جبال النوبة والنيل الازرق يعطل العملية كلها. وتجمع مسؤولون من الحكومة الكينية وشخصيات أجنبية بارزة بينها وزيرة التنمية الدولية النرويجية هيلدا فرافيورد جونسون في فندق قريب من نيروبي امس لحضور الاحتفال بتوقيع الاتفاق والذي كان مقررا في الواحدة بعد الظهر. وذكر مسؤول حكومي في الخرطوم أن ممثلي الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان مختلفان أيضا على ما اذا كان اسم جبال النوبة سيبقى على حاله أم سيتغير الى كردفان الجنوبية كما تفضل الحكومة. ويمثل هذا الاتفاق خطوة كبيرة لانهاء الحرب الاهلية المتأججة منذ 21 عاما وان كان لا يغطي صراعا اخر مشتعلا في منطقة دارفور بغرب البلاد حيث أدى القتال الدائر هناك منذ أكثر من عام الى ما تصفه الاممالمتحدة بأحد أسوأ الازمات الانسانية في العالم. وارسلت الخرطوم امس طائرة خاصة تقل وفدا رسميا وشعبيا من ثمانين شخصا متوجهة الى نيفاشا في كينيا لحضور مراسم توقيع بروتوكولات رئيسية في عملية السلام بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال الدكتور ابراهيم أحمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطنى (الحزب الحاكم) فى تصريحات صحفية عقب ترؤسه اجتماع لجنة شكلها الحزب الحاكم للاعداد لكرنفالات الاحتفال بتوقيع البروتوكولات التمهيدية لتحقيق السلام واستقبال وفد التفاوض أنه تم تجاوز كافة العقبات بما فيها وضعية العاصمة. وكانت وزارة الخارجية الكينية قد اعلنت الثلاثاء ان الحكومة السودانية والجيش الشعبي اكبر حركات التمرد في جنوب السودان بقيادة جون قرنق، سيوقعان الاربعاء (امس) اتفاقات على آخر القضايا العالقة من اجل توقيع اتفاق سلام شامل.واوضح بيان للوزارة انه "تم الاتفاق على القضايا الرئيسية العالقة مثل تقاسم السلطة ومناطق جبال النوبة والنيل الازرق وابيي المتنازع عليها. غير ان الصحف السودانية نشرت امس الاربعاء تقارير متضاربة يؤكد بعضها انه سيتم تأجيل توقيع الاتفاق. وقالت صحيفة الانباء الرسمية ان الاتفاق سيوقع اليوم، لكن صحيفتي الرأي العام والصحافة المستقلتين اكدتا انه سيتم تأجيله مرة اخرى بسبب خلافات حول تقاسم السلطة في منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق. وبعد توقيع هذه الاتفاقيات ستبدأ الأطراف المعنية بجولة مفاوضات جديدة تستغرق أسابيع عدة لمناقشة خطوات تطبيق هذه الاتفاقات وبعض الامور الامنية.. الوفدان سلما سكرتارية الايقاد مسودة الاتفاق يوم الثلاثاء. السلام اصبح امرا واقعا وكان الرئيس السوداني عمر احمد البشير قد اكد لزملائه رؤساء الدول الافريقية الذين شاركوا في قمة مجلس السلم والامن الافريقي الذي انعقد هذا الاسبوع في اديس ابابا أن السلام فى السودان أصبح أمرا واقعا واعلن أن مفاوضات نيفاشا ستفضى الى اتفاق شامل وعادل يكون نموذجا لفض النزاعات فى افريقيا.وقال البشير إن السلام فى السودان سينعكس خيرا على جيرانه وعلى كافة الدول. ومن المعروف ان علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السودانى ظل في كينيا لمدة تسعة أشهر يقود وفد المفاوضات وتم خلال الفترة الماضية توقيع عدد من الاتفاقيات من أهمها اتفاق الترتيبات الامنية واتفاق اقتسام الثروة. وكان وزير الخارجية الامريكي كولن باول قد رحب بالاتفاق وتحدث يوم الاحد مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه والدكتور جون قرنق رئيسي وفدي الحكومة والحركة الشعبية وتشارك الولاياتالمتحدة بفاعلية منذ اشهر في هذه المفاوضات حتى تسفر عن نتيجة. ويشارك مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر في مراسيم توقيع هذه الاتفاقيات.