السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: يطيب لي أن أعبر عن سعادتي وسروري كلما اطلعت على مقال من مقالاتكم القيمة التي تصب لصالح ديننا الإسلامي الحنيف، فبقدر فائدتي وغيري ممن يتابعون مقالاتكم بقدر ما أفرح لكم وأنا أتأمل قول القائل: فما من كاتب إلا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه ولا أخفيكم كم يتباشر القراء في المجالس وعبر رسائل الجوال كلما قرأ أحدهم مقالاً قيماً فيه ذب عن شعائر ديننا الحنيف أو مؤسساتنا الدعوية أو عن قيمنا وتقاليدنا الإسلامية، أو مناهجنا التعليمية التي تخرج منها الوزراء والأطباء والقضاة والمعلمون، نحسب تلكم المقالات ذخراً لكم يوم القيامة، فتدخلون تحت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من ذب عن لحم أخيه كان حقاً على الله أن يعتقه من النار) فكيف وأنتم تذبون عن سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم. فكم أعجبتني مقالتكم وخصوصاً ما تحدثتم فيه عن السنة النبوية، وضرورة العناية بها وبالسيرة النبوية، فهنيئاً لكم ما خطته أناملكم المباركة في ذلك المجال أو دفاعاً عن قيمنا ومبادئنا السامية، فكلما قرأت شيئاً منها كلما تذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) وقوله (الدال على الخير كفاعله) فأقول هنيئاً لكتابنا وكاتباتنا المميزين بموضوعاتهم الهادفة، وبأسلوبهم الدعوي القيم، وبدفاعهم عن قضايا أمتنا ومعتقداتنا المنبثقة من كتاب ربنا - عزل وجل - وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم، والمتبعة لمنهج سلفنا الصالح، ولا أخفيكم سراً إن قلت إن الألسن تلهج، والأيدي ترتفع بالدعاء لكم كلما قرأت الأعين مقالاً لكم ينافح عن السنة النبوية أو قيمنا الإسلامية وثقافتنا الإسلامية الأصيلة خصوصاً ونحن في وقت انساق فيه بعض الكتاب - هداهم الله - خلف بريق العولمة فسعوا للتغريب، وانطلقوا يلمزون علماءنا، وثقافتنا ومناهجنا التعليمية وخصوصية المرأة الحرة المسلمة بكل سوء ظانين أن بريق التغريب سيحميهم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره (لا يقي المرء من عذاب الله ماله؛ ولو افتدى بملء الأرض ذهبا!! ولا يقيه بنون؛ ولو افتدى بمن على الأرض جميعاً!) وقال سعيد بن المسيب - رحمه الله - القلب السليم هو القلب الصحيح؛ وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض؛ قال تعالى {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} عندها ستشهد عليهم أناملهم بما كتبوا، وتشهد عليهم الملائكة الكرام الكاتبون {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره (اللفظ عمل الشفتين) وقال الطبري - رحمه الله - في تفسيره (جعل سبحانه مع المرء من يكتب كل ما لفظ به وهو معه رقيب) وكأن هؤلاء الكتاب لا يعلمون أنهم سيحملون مثل أوزار وآثام من ضل وانحرف بسبب مقالاتهم، قال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه). أكرر شكري وتقديري لتميزكم يا أخي سلمان فيما كتبتم وتكتبون، وأوصيكم وصية محب بالتزود بقراءة كتب وفتاوى علمائنا الأفاضل - ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - وكتب وفتاوى سماحة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ وسماحة الشيخ د. صالح الفوزان وسماحة الشيخ صالح اللحيدان - وغيرهم من علمائنا ودعاتنا - ففيها الخير كل الخير، ولا يغرنكم كلام فلان وعلان ممن يتصدرون للقنوات الهدامة، فنحن في زمن الفتن، وقليل ما يسلم المرء على ما يلفظه لسانه وتخطه يده، ولا تعني هذه الوصية أنكم مقصرون - كلا والله - إنما من باب محبتي لكم في الله فأحب لكم ما أحبه لنفسي. عبدالعزيز العسكر- الدلم