قد لا تليق كلماتي هذه بشاعرتنا البارزة فدوى طوقان، التي رحلت عنا منذ وقت ليس بطويل..وأنا في طرحي هذا لا أفتعل كلماتي هذه عن شاعرة عربية كتبت القصيدة بأسلوب كلاسيكي، وتميز شعرها بالمتانة والسبك، فلقبها النقاد بخنساء فلسطين بعد رثائها أخاها ووالدها.! توفي أخوها إبراهيم فرثته بقصيدة (لن أبكي) ولديها كم كبير من الدواوين منها (تموز شيء آخر) (والليل والفرسان) (على قمة الدنيا وحيداً) و (وحدي مع الأيام) ثم (أمام الباب المغلق). ومن أشهر قصائدها (لاجئة في العيد) وشعرها يعبر عن معاناتها الذاتية التي تشعر بها، كما احتلت قضية فلسطين المحور الأساس في شعرها. ولم تتوقف من الاهتمام بقضايا أخرى تهمها.! فدوى طوقان لم تتمكن من إكمال دراستها ولكنها عكفت على تثقيف نفسها بالقراءة والاطلاع. وكان لشقيقها إبراهيم اثر بالغ في نبوغها في الشعر. وأكبر صدمة تلقتها فدوى في حياتها وفاة أخيها إبراهيم، فقد كان دافقاً قويا لمواصلة مسيرتها، وبعد عودتها من إنجلترا احتضنت قضية أرضها.! أما شعرها فقد تميز بالواقعية، فنجدها تقول في رثاء أخيها: أين إبراهيم مني.. أين أنت؟ حبة القلب ونور الناظرين أنا من عيش وموت بين بين فلعل الحين موف عن قريب يمسح الجرح وآلام الحنين توفي والدها ثم تلتها نكبة وطنها، فكتبت الشعر الوطني، وخاضت تجربة حب صادقة فخط قلمها مجموعة اسمتها (انه اللحن الاخير). تقول: مسحت عن الجفون ضبابية الدمع الرمادية لألقاكم وفي عيني ذو الحب والإيمان إلى أن تقول: كفاني أموت على أرضها.. وأدفن فيها.. وتحت ترابها أذوب وأدفن كفاني أظل بحضن بلادي ترابا عشبا وزهرة. تعبث بها كف طفل نمته بلادي كفاني أظل بحضن بلادي ترابا وعشبا وزهرة قال فيها الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور: (كان شعر فدوى يرفل بالضوء عرسا بصريا، والزهر فاكهة الرائحة والنكهة طعما وذوقا، فإن الصوت يبقى الأهم، لأنه وسيلة عناق الروحين والعقلين معاً. والشاعرة لا تفسر الظاهرة، بل بها تحتفل). أما سليمان أوصان فقد وصفها بقوله: (شاعرة صادقة تكتب بأحاسيسها ومشاعرها وبحسها المرهف والعذب، ففي قصيدة (كيف تولد الأغنية) تصل الشاعرة إلى قمة إبداعها وتتوجه بخيالها الواسع بأغانٍ جميلة ورقيقة للفدائيين). رحم الله شاعرتنا فدوى طوقان وغفر لها!