أقامت فدوى طوقان أمسية شعريّة في مقرّ المعهد الديبلوماسي في العاصمة الأردنيّة، بدأتها بحديث عن تجربتها وذكرياتها. عادت الشاعرة الفلسطينيّة إلى الطفولة، لتتذكّر أنّها كانت تفتقر للدفء العاطفي وحنان الأسرة. وتحدّثت عن حرمانها الذهاب إلى المدرسة وهي في الثانية عشرة، بعد تلقّيها فلّة من فتى معجب بها! وكادت تلك "الاقامة الجبريّة" تودي بها إلى الانتحار... وأضافت طوقان أن مسيرتها مع أخيها الراحل ابراهيم طوقان الذي علّمها ألف باء الشعر، عوّضتها عن ذلك الحرمان. وعن تطوّر قصيدتها، واستقرار شعرها عند نظام التفعيلة، أشارت طوقان إلى أنّها كان تكتب القصيدة التقليديّة ذات البيت المستقلّ بمعناه، والمتساوي التفاعيل في شطريه. "ومذ اطّلعت على حركة الشعر الحرّ أواخر الأربعينات، أدركت أنّها الطريقة المثلى التي سيتحقّق بها تطوّر الشعر العربي الحديث، شكلاً ومضموناً. هكذا تخليت عن البيت المستطيل التقليدي، وأخذت أمارس كتابة قصيدة التفعيلة ذات التكوين العضوي". وأيّدت الشاعرة التحرر من قيود العروض، لكنّها عارضت في المقابل التخلّي عن الوزن والقافية بشكل نهائي. كما عارضت أيضاً "ما يسمّى بقصيدة النثر. فالشعر يبقى فنّاً مستقلاً عن النثر!". وأضافت: "أحب في قصيدة التفعيلة تجاوب الأنغام والايقاعات الموسيقيّة المتباينة التي تولّد ارتياحاً في نفس المتلقّي". وقرأت طوقان تسع قصائد تعكس تنوّع تجربتها الشعريّة، واختلاف مضامينها وبناها الأسلوبيّة. وتجاوب الجمهور تحديداً مع قصيدتها "كفاني أظلّ بحضنها" من ديوان "الليل والفرسان": "كفاني أموت على أرضها/ وأدفن فيها/ وتحت ثراها أذوب وأفنى/ وأبعث زهرة/ تعيث بها كفّ طفل نمته بلادي/ كفاني أظل بحضن بلادي/ تراباً/ وعشباً/ وزهرة".