الظروف المناسبة لنشاط الفيروس قد تنتج عن نقص مقاومة الالتهابات أو لوجود أمراض مرافقة مثل السكري أو الأورام أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة يتصف المريض بظهور طفح جلدي مؤلم حارق على شكل حبوب صغيرة مجتمعة ومصطفة بجانب بعضها البعض تشبه عناقيد العنب يشفى الحزام الناري عادة خلال عدة أسابيع بعد الإصابة ومن النادر جداً أن يعود للمريض نفسه مرة أخرى لأن الإصابة ينتج عنها مناعة دائمة الحزام الناري Herpes Zoster يسمى أيضا (داء المنطقة)، وهو عبارة عن مرض جلدي يحدث نتيجة التهاب ناتج عن نوع معين من الفيروسات يدعى: Varicella - Zoster Virus وهو الفيروس نفسه المسبب لمرض: (جدري الماء) الذي يعرف بالعامية (العنقز). ولهذا النوع من الفيروس ولع خاص بالجلد والأعصاب، حيث تبدأ الاصابة عادة في العقد الشوكية للنخاع الشوكي وعقد الأعصاب القحفية ثم تنتقل نحو الجلد على مسير عصب معين، لكن لا يعرف بالضبط طريق دخول الفيروس للجسم ولا كيفية انتشاره. إن أي شخص أصيب سابقاً بجدري الماء يمكن أن يصاب بالحزام الناري حيث ان الفيروس يبقى كامنا في خلايا الجذور العصبية وتحت ظروف معينة غير معروفة تماما بحيث يمكن أن ينشط ويؤدي الى إحداث المرض. وقد تكون الظروف المناسبة لنشاط الفيروس هي ضعف المقاومة العامة للجسم أي نقص مقاومة الانسان للالتهابات كما هو الحال عند الأشخاص المتقدمين في السن، أو عند وجود أمراض مرافقة مثل السكري، الإصابة بالأورام، أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة. ويصيب هذا المرض مختلف الأعمار، وتغلب الاصابة لدى كبار السن، وبشكل عام نستطيع القول ان 20% من الأشخاص الذين أصيبوا بجدري الماء سابقاً يمكن أن يصابوا بالحزام الناري مستقبلاً. طفح جلدي مؤلم يتصف المرض بظهور طفح جلدي مؤلم حارق على شكل حبوب صغيرة مجتمعة ومصطفة بجانب بعضها البعض تشبه عناقيد العنب، لونها أحمر وردي وتحتوي على سائل رائق، لا تلبث هذه الحويصلات بأن تنفتح خلال عدة أيام لتجف وتغطى بقشرة سمراء اللون تسقط خلال أيام تاركة وراءها ندبة قد تدوم لفترات طويلة، وقد يترافق الطفح الجلدي مع ارتفاع في كريات الدم البيضاء، وتورم العقد اللمفية القريبة من مكان الإصابة فتصبح مؤلمة أثناء فحصها. والشكل الأكثر شيوعاً هو الاصابة في منطقة الصدر والظهر ثم الورك والوجه، والذراع والساق. وأخطر مناطق الاصابة في الوجه ولا سيما المنطقة القريبة من العين لأن ذلك قد يؤدي الى اصابة العين ويلحق الأذى والضرر بها. ما يتطلب استشارة طبيب العيون في الحال. وتكون الحالة العامة للمريض حسنة في أغلب الحالات، لكن قد يصاب بعض الأشخاص بازدياد في درجة حرارة الجسم وانحطاط عام وأرق وضعف في الشهية، وعادة ما تمر هذه الأعراض البسيطة دون أن يتأثر بها معظم المرضى. وينتقل الفيروس من المصاب بالحزام الناري الى الأشخاص الذين لم يصابوا سابقاً بجدري الماء ويؤدي لاحداث جدري الماء لديهم، وليس الحزام الناري. التشخيص والقصة المرضية يتم التشخيص عادة بناء على القصة المرضية، والفحص السريري للطفح. إن وجود الحويصلات التي تصطف بجانب بعضها البعض على مسير عصب معين، وفي جهة واحدة من الجسم مع وجود ألم حارق يسبق ظهور الطفح عادة بعدة أيام، كل ذلك يعتبر من الركائز الهامة في تشخيص الحزام الناري. وقد يشبه الألم أمراضا أخرى مثل: القرحة الهضمية، التهاب البنكرياس، التهاب الزائدة الدودية. تجدر الاشارة الى أن هناك عدة حوادث سابقة تتعلق بآلام البطن الشديدة في منطقة الزائدة الدودية تم تشخيصها على أنها التهاب في الزائدة الدودية، وتم بناء على ذلك فتح البطن بعدها يفاجأ الجراح بأن الزائدة الدودية غير ملتهبة، لا يلبث الطفح الجلدي المميز للحزام الناري بالظهور تدريجياً خلال عدة أيام بعد العمل الجراحي. وقد يضطر الطبيب لاجراء بعض الفحوص الطبية مثل تعداد الكريات البيضاء، أو صورة شعاعية للصدر أو فحص سائل محتوى الحويصلات تحت المجهر للكشف على الفيروس. مضاعفات هامة جداً تعتبر الآلام العصبية التالية للحزام الناري من المضاعفات الهامة جداً وتحتل المقام الأول لدى الكبار، أما الصغار فلا يتأثرون بها إلا قليلاً. وهذه الآلام تبدو على هيئة إحساس بالحرق أو الوخز وهي آلام مبرحة قد تدوم لعدة أسابيع أو أشهر بعد شفاء الاصابة الجلدية. وقد تحصل الندبات في الحالات الشديدة ولاسيما عند الأشخاص الذين تكون مقاومتهم قليلة، أوعند كبار السن، أو عند حدوث التهاب جرثومي مرافق للطفح الجلدي. تعطي الإصابة بالحزام الناري مناعة دائمة ولا يعود المرض مرة أخرى إلا في حالات نادرة جداً. شفاء خلال أسابيع يشفى الحزام الناري (داء المنطقة) عادة خلال أسابيع، ومن النادر جداً ان يعود للمريض نفسه مرة أخرى لأنه يؤدي الى مناعة دائمة. يمكن للمسكنات أن تخفف من الألم، أو الكمادات الباردة، أو مضادات الفيروسات عن طريق الفم تكون ذات فائدة كبرى خاصة عند التشخيص الباكر للمرض حيث إنها تثبط من نشاط الفيروس وتجهضه، وبالتالي تقلل من شدة الطفح الجلدي الحاصل. ويجب الانتباه دوماً للاصابة العينية المرافقة إن حصلت وخاصة في الحالات التي يصاب فيها الوجه. وقد يوصف (الكوريتزون) في بعض الأحيان لدى الحالات الشديدة، أما الآلام التالية للحزام الناري فتعالج بالمسكنات، ومضادات الكآبة وبعض الأدوية الأخرى التي لها تأثير جيد في تسكين هذا النوع من الألم. كما يعتبر العلاج بمادة (CAPSAICIN) الذي هو دواء مستخلص من الفلفل الحار نافعاً لتخفيف شدة الألم (وداوني بالتي كانت هي الداء). تتطلب الإصابة العينية عناية خاصة نظراً لخطورتها، ولهذا السبب يفضل اشراك طبيب أمراض العيون في معالجتها ويجب اتخاذ الاحتياطات القصوى خشية حدوث إصابة في القرنية. د. باسل غويش*