توصل فريق طبي من جامعة تكساس بالولايات المتحدة مؤخراً إلى أن العامل الوراثي لمرض "الحزام الناري" (herpes zoster) يزيد مخاطر الإصابة بهذا المرض الجلدي، وأنه يتواصل خلال أجيال الأسرة. فالحزام الناري عبارة عن طفح جلدي مؤلم ناتج عن نشاط فيروس العنقز او جدري الماء ويعرف بالحلأ النطاقي. يعتبر فيروس العنقز هو السبب الأساسي للعدوى بهذا المرض. وخلال انتشار العدوى وخصوصا لدى الأطفال يتركز الفيروس في الخلايا العصبية للحبل الشوكي وخصوصا في الأعصاب التي تنقل الإحساس للجلد. يبقى الفيروس في حالة كمون في الخلايا العصبية لعدة سنوات قبل ان ينشط وينمو في الأعصاب ليصل الى الجلد مكوناً الحزام الناري وهو يصيب الأطفال وأكثر شيوعا وانتشاراً لدى البالغين وخصوصا كبار السن. فقد قام الباحثون بمقارنة حالات 504مرضى عولجوا من هذا المرض بين عامي 1992و2005، بحالات 523شخصاً عولجوا من حالات مرضية جلدية أخرى طفيفة أو مزمنة للمقارنة في نفس العيادة. وقد قدّم المشاركون تاريخاً شخصياً وأسرياً فيما يخص الحزام الناري. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين عولجوا من الحزام الناري كان احتمال قرابتهم المباشرة لشخص مصاب سابقاً بنفس المرض أربعة أضعاف الآخرين من غير المرضى به. وبالفعل كانت هذه القرابة المباشرة قائمة لدى نحو 40% من مرضى الحزام الناري، مقارنة بنسبة 10.5% لدى المرضى الآخرين. وأوصى الباحثون الى أن هناك حاجة ماسة لتلقي اللقاح الواقي من الحزام الناري لدى الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض بسبب العامل الأسري. وكانت التجارب الإكلينيكية على لقاح زوستافاكس (Zostavax) قد أظهرت أنه يخفض احتمالات (مخاطر) حدوث الإصابة بنسبة 50% لدى الأشخاص الذين بلغوا أو تجاوزوا ستين عاماً. وذكر الباحثون أن اللقاح يخفض احتمالات الإصابة لدى الفئة العمرية بين ستين و 69عاماً بنسبة 64%. ويعتبر الحزام الناري من الأمراض المعدية خاصة فيروس العنقز وينتقل المرض من المنطقة الموبوءة من الجلد ومن الأنف والحنجرة.علما بأن أي شخص أصيب بالعنقز يكون معرضاً للاصابة بالحزام الناري أكثر من غيره في كل الجنسين . ويكون هذا المرض اكثر خطرا عند المرضى ضعيفي المناعة، حيث يظهر الطفح على شكل حويصلات في اكثر من مكان وقد يؤثر الفيروس على الأعضاء الداخلية بما فيها الجهاز التنفسي والرئتان والدماغ. علما بأن اصابة الحامل بهذا المرض في الاشهر الأولى من الحمل قد تؤثر على الجنين لكن لحسن الحظ فهو نادر ما يحدث وقد يصاب الجنين بالعنقز في أواخر فترة الحمل وتتطور الحالة في مرحلة الرضاعة عند الطفل فيصاب بالحزام الناري يظهر الحزام الناري على شكل حبيبات عنقودية الشكل وتنتقل بشكل مباشر عن طريق اللمس . ولا يوجد تفسير واضح يبين سبب تأثير الحزام الناري على خلايا عصبية بعينها. الأعراض السريرية: أولى علامات وأعراض الحزام الناري هي الألم وقد يكون الما شديدا خصوصا في المناطق ذات الحساسية العصبية والمتفرعة من العمود الفقري. قد يكون الألم في منطقة بعينها وقد يمتد لمناطق أخرى حيث يشعر المريض بالصداع والحمى مع تضخم للغدد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة علما بأنه ربما يكون غير مؤلم خصوصا لدى الأطفال. يبدأ الطفح على شكل حويصلات بالظهور في المناطق المؤلمة خلال يومين أو ثلاثة من بداية الالم. تبدأ بالظهور على شكل حبيبات حمراء متجمعة على الجلد وحول مناطق الأعصاب الشوكية وتستمر بالظهور لعدة أيام ثم تبدأ كل واحدة منها بالبروز ومن ثم تتقشر. كما يمكن أن يظهر في الفم او الأذن ويؤثر أحيانا على المناطق التناسلية. يبدأ الألم والأعراض بالزوال بشكل عام وبالتدريج ففي الحالات غير المعقدة للمرض يتم الشفاء خلال فترة 2- 3اسابيع بالنسبة للاطفال البالغين و من 3- 4بالنسبة لكبار السن من المرضى. وقد يحدث ألم لا يصاحبه أي طفح وتكثر الاصابة في منطقة الصدر والعنق والجبين، لكن تزداد حول العينين مع تقدم السن. يكون الطفح الجلدي الناتج عن المرض أعمق بالنسبة لكبار السن والذين لديهم نقص في التغذية من المرضى ويخلف وراءه آثارا وندبا مكان الحبوب تبدأ العضلات بالوهن والضعف عند كل مريض لأن الاعصاب المغذية للعضلات قد تتأثر بسبب المرض وقد ينتج عن ذلك شلل في عصب الوجه في الغالب. وهناك فرصة بنسبة 50% للشفاء التام وفي اغلب الحالات. الألم العصبي ما بعد الإصابة بمرض الحزام الناري يعرف الألم العصبي لفترة ما بعد المرض بألم تبعات المرض ويستمر لأكثر من شهر من بداية الحزام الناري وتصبح الحالة أكثر تأثيراً في حالة الكبر وتؤثر على نسبة كبيرة من المرضى في سن ما فوق الأربعين . وقد يستمر الشعور بالألم مع تزايد حساسية المناطق المتأثرة بالإصابة وقد تكون مصحوبة بحكة. العلاج: في حالة الاصابة بالحزام الناري ينصح بمراجعة الطبيب في اقرب وقت لان البدء بالعلاج مبكرا يخفف الألم ويقلل من الأعراض وكلما تأخر العلاج قلت فعاليته. علما بأن للراحة والمسكنات تأثيراً كبيراً في العلاج. يستخدم كريم الكبسيسين للتخفيف من الألم لفترة ما بعد الاصابة بالمرض يعطى علاج مضاد للفيروسات عن طريق الفم للحالات التالية: في حال الاصابة في منطقة الوجه. للمرضى ضعيفي المناعة. وللمصابين من كبار السن. وهناك أنواع من مضادات الفيروسات التي تستخدم لعلاج الحزام الناري: دواء اسيكلوفار Aciclovir فالسيكلوفر Valaciclovir فاميسكلوفر Famciclovir في الحالات الصعبة، ينصح باستعمال اسيكلوفر عن طريق الوريد ولمدة أيام فقط في بعض الحالات ربما ينصح باستعمال الستيرويد عن طريق الفم. يمكن استعمال المضادات الحيوية للالتهابات الثانوية. ولعلاج الآلام الصعبة التي تحدث بعد الحزام الناري ينصح باستخدام مضادات الاكتئاب مثل كارباميزين أو فالبوريت الصوديوم. وفي حالات أخرى يمكن أعطاء حقن مسكنة للاعصاب من قبل أخصائي التخدير وفي حالات أخرى تعطي حقن البوتكس نتائج جيدة للتخفيف من الالم .