إن الإنسان هو أقوى المخلوقات في هذا الكون.. ولكنه مازال ضعيفاً جداً أمام قوة خالقه.. وقد كرم الله الإنسان وفضله على مخلوقاته.. وأحاطه بسياج يحفظه ليجعله قادرا على تعمير الأرض وبالمنظور العلمي فإن الإنسان تحيط به هالة روحانية مكونة من الطيف الكهرومغناطيسي الرباني وفيه من القوة والسمك التي محال معها ان يخترقها عارض ما دام الإنسان متمتعا بالاستقرار النفسي والعقلي الذي يستمده من قوة الإيمان ومن غدير عقيدته الصحيحة الراسخة التي لا تنضب.. والتي لا تمت لوحل التطرف بصلة.. أو تلتصق بها الشوائب الغريبة والدخيلة،وحينما تتخالج كيميائيا لتصبح مضطربة نتيجة تيارات وبيئات وأفكار غريبة وان سمح هذا الإنسان ان يتعايش بها فسوف تضعف هذه الهالة ويكون من السهل على الشيطان التغلغل خلالها والدخول الى باطنها.. هنا يصاب الإنسان بالمس العقائدي الذي هو طبق الأصل صورة للمس الشيطاني.. ومن هنا تبدأ المعاناة.. ويبدأ هذا الإنسان بالتخبط وتبدأ الرحلة.. وأي مسار يتخذه لكي يتشبث به ولو بعود ثقاب في بحر له أمواج عاتية.. فهل يلجأ الى المشعوذ لينقذه من الغرق؟ ومن هنا تبدأ رحلة الابتزاز والمماطلة حتى يمتص هذا المشعوذ ما كان يوجد من إيمان داخل هذا الإنسان ويزيده وهنا وضعفا وخوفا.. وكيف لا! والمشعوذ يستعين بالشيطان هل هذا هو الحل الأمثل أم لجوء الإنسان الى ربه واعتماده على نفسه.. وتقوية إيمانه بالله وتلاوة القرآن ومعالجة نفسه بنفسه.. لأنه يتحسس مكامن الألم وموطن الضعف فيه؟ نعم هذا هو الحل الصحيح الذي لا توجد عليه ضبابية. بالمقابل نرى أن الأمة الإسلامية منذ نشوئها كانت قوية ومتماسكة.. تشكل جسداً واحداً تحيط به هالة مستمدة من الإيمان والعقلانية وتاريخها يحفل بالعهود الذهبية.. وهنا تبرز حاجتنا لممارسة النظرة الشمولية لحياتنا.. ولحياة الأمة الإسلامية.. ونستعيد مقارنة النظرة.. منذ أن سيطر الغرب على العالم بعد سقوط الدولة العثمانية والنظرة الشمولية على الوضع الحالي.. متضمنة جميع الأحداث السابقة.. مثل المقاومة العربية التي أصابها الوهن نتيجة عدة عوامل.. منها: - البعد عن الله والتمسك بالعقيدة الصحيحة واستبدالها بالقوميات العربية. - التطرف الديني. - ملاحقة الماديات المبنية على الخيانات للدين والوطن. - الحروب الأهلية والعصبية القبلية. هذا هو الجسر الذي أدى إلى عدم استقرار الأمة العربية والإسلامية لأن الشيطان كان يتربص بنا ونحن لا نراه ولا نشعر به.. ولم نقرأ أورادنا التي تحمينا من العدو. هذه الصورة طبق الأصل للعدو الصهيوني الذي يتربص بالأمة.. نعم انه الشيطان الذي يعاون السحرة بالذين اعتقدوا أنهم سيملكون العالم بقوتهم الشيطانية. إن تغلغل الشيطان بالجسد العربي والإسلامي هو الدليل القاطع على عدم الاستقرار النفسي لامتنا.. فلمن تلجأي ياأمتنا؟ هل تلجأي إلى الساحر أم إلى الشيخ الصالح الذي يساعد على العلاج بإذن الله.. أم تلجأي الى الله وتعتمدي على نفسك متوكلة على الحي القيوم؟ إنها وحدة الإيمان بالله. نعم أيتها الأمة هو الإيمان بالله والصدق مع النفس والآخرين.. نعم أيتها المجتمعات.. لا للعصبية.. لا للتطرف.. لا للخيانات. بل التعاون والأمانة والصدق في التعامل والإخلاص في العمل.. نعم أيتها الأسرة العربية.. هي التربية الصحيحة بعيداً عن التطرف والتناقضات والعادات والتقاليد الصدأة.. نعم أيها الفرد.. هو الضمير الحي. لا تسأل نفسك ماذا قدم لك الوطن.. ولكن اسأل نفسك ماذا أنت قدمت للوطن.