قال ولدي: بابا.. لماذا الحجاج يرجمون الشيطان بالحصى؟ قلت: لأن الشيطان هو أكبر عدو للإنسان، وقد أخذ على نفسه وعدًا بأن يضل بني آدم، ولهذا نحن نحاربه. قال: إذا كان الحجاج يرجمون إبليس فماذا نفعل نحن؟ قلت: لقد علّمنا رسولنا الكريم عدة وسائل لحماية أنفسنا من الشيطان، منها أن تقرأ المعوذتين في الصباح والمساء، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عندما يوسوس لك بخواطر سيئة، وإذا ذهبت إلى فراشك تقرأ آية الكرسي فهي تحميك من الشيطان حتى تصبح، وأما الدعاء فمن الأدعية أن تقول (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة). قال: وهل هناك أذكار محددة لو التزمت بها يمكن أن تحميني من الشيطان؟ قلت: نعم منها مَن قال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) تكون له حرزًا أي حماية من الشيطان. قال: هذه سهلة، قلت: ولكن لا بد أن تقولها 100 مرة باليوم، قال: وكيف أحسبها؟ قلت: يمكنك أن تحسبها بأصابع يدك، لاحظ إصبعك تجد أن كل أصبع مقسمًا إلى ثلاث فقرات فيكون باليد الواحدة 15 فقرة، فلو ذكرت الله بحساب أصابعك ست مرات فتكون ذكرت الله 90 مرة وتزيدها 10 حتى يكون مجموعها 100. قال: سأجرب، ولكن كيف يوسوس الشيطان للإنسان؟ قلت: الوسوسة تكون بإيحاء خواطر شيطانية بنفسك وهي على درجات، أعلاها أنه يحرض المسلم على الكفر بالله تعالى، فإن لم ينجح يدعوه للبدع، فإن لم ينجح يشككه في إيمانه ويزيّن له فعل الكبائر من الذنوب، فإن لم ينجح يزعزع إيمانه ويجعله يقصر في الفرائض، فإن لم ينجح يجعله يؤجل السنن ويهملها، قلت: هذا شيطان ذكي!! قلت: نعم فالشيطان هو أذكى مخلوق على وجه الأرض، ولكنه يستخدم ذكاءه ليضل الناس من خلال النزغات والوسوسة، ولهذا علّمنا الله تعالى عندما ينزغنا الشيطان أن نلجأ إلى الله تعالى؛ لأن الله هو خالقه وهو القادر على منعه من إيذائنا، قال تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، فهنا التوجيه بالاستعاذة، وهناك توجيه آخر بذكر الله قال تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون). قال: بصراحة الشيطان يستحق أن نعاديه خاصة أنه وسوس لأبينا آدم وأمنا حواء، وعصى أمر الله ولم يسجد لهما، هذا ما تعلّمناه بالمدرسة، قلت: نعم إن ما ذكرته صحيح، وحتى عندما تدخل بيتك فقد علّمنا رسولنا الكريم كيف نحفظ بيوتنا من الشياطين، وذلك بأن نذكر الله عند دخول البيت وعند الطعام، فيقول الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، قلت مستغربًا: صحيح هكذا يقول الشيطان؟ قلت: نعم فالشيطان حريص على أن يفعل الإنسان المنكر أو أن يقصر في الطاعة، فهدفه إدخال الناس في جهنم، ولهذا يخوّف الناس بالفقر ويعدِهم الفقر حتى يرتكبوا المنكر، كما وصف الله (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)، قال: إذن يستحق إبليس أن يُرجم من ملايين المسلمين، قلت: صدقت، والحاج يعيش بشعور جميل يشعر به عندما يرجم الشيطان فينتابه شعور بالانتصار عليه، وأنه انتقم منه. قال: لو ينام الشيطان أو يموت حتى نتخلص منه، فتبسّمت وقلت: وهذا السؤال تمّ طرحه على الحسن البصري «رحمه الله» فقد سأله رجل فقال: أينام الشيطان فابتسم الحسن، وقال لو نام لاسترحنا.