انشغل الرئيس الأمريكي بهدير سيارات السباق الأمريكي الشهير عن انتقادات المرشحين الديموقراطيين للرئاسة الأمريكية له، وفضل جورج بوش نقل حملته الانتخابية إلى أوساط عشاق السباق الذين يقدرون بعشرات الملايين ومعهم نجوم هذا السباق من السائقين والفنيين.. فقد وضع المرشحون الديموقراطيون في السباق إلى البيت الأبيض خلافاتهم جانبا في مناقشة تلفزيونية في ولاية ويسكونسين ليل الأحد الإثنين ليركزوا على انتقاد الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش. وشارك في المناقشة التي جرت عشية انتخابات تمهيدية مهمة في هذه الولاية، المرشحون الديموقراطيون الخمسة الذين ما زالوا يتنافسون حتى الآن.وبدا من المناقشات التي دارت بين المرشحين الخمسة أنهم باتوا يسلمون بأن السناتور عن ماساشوسيتس جون كيري الذي حقق فوزاً كبيرا في معظم عمليات الاقتراع التي جرت حتى الآن، لا يمكن أن يهزم في الانتخابات المقبلة. وكان كيري (60 عاماً) فاز في 14 من الانتخابات التمهيدية واللجان الانتخابية ال16 التي جرت حتى الآن. وتفيد استطلاعات الرأي أنه سيضيف نصراً جديداً إلى لائحته بحصوله على 45% من الأصوات في ولاية ويسكونسين. وتجنب الحاكم السابق لولاية فيرمونت هاورد دين الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه بترشيح الديموقراطيين، انتقاد كيري خلافاً لما حدث في المناظرات السابقة التي ذهب فيها إلى حد إدانة انتقادات كيري للبيت الأبيض. أما كيري فقد انتقد بوش لأنه زج بالأمريكيين في حرب في العراق. وقال: (لا أعتقد أن هناك خطة لكسب السلام في العراق ولا أعتقد أن بوش نفذ الوعود التي قطعها لأمريكا). من جهته، أكد جون إدواردز أن نزاهة بوش أصبحت الآن موضع تشكيك لأنه برر شن الحرب على العراق بوجود أسلحة للدمار الشامل في هذا البلد. وانتقد الرئيس السابق لبلدية كليفلاند دينيس كوسينيتش الذي لم يتمكن من الحصول سوى على عدد قليل من الأصوات، الرئيس الأمريكي بشدة وطالب بانسحاب سريع للقوات الأمريكية من العراق، معتبراً أن بوش (كذب) على البلاد لتبرير الحرب. وأكد المرشحون الديموقراطيون الخمسة الذين يدركون وزن النقابات في ولاية ويسكونسين الصناعية التي تشهد نسبة عالية من البطالة، أنهم سيعيدون النظر في حال انتخابهم في اتفاق التبادل الحر بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك الذي يرون أنه يؤدي إلى (تصدير الوظائف) إلى الخارج. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هاوارد دين سيحتل المرتبة الثانية في الانتخابات يليه جون إدواردز. وبينما وجه الديموقراطيون سهامهم نحو بوش فقد نقل حملته الانتخابية إلى دايتونا في ولاية فلوريدا وسط هدير محركات السيارات المشاركة في هذا السباق الشهير. وقال الرئيس الجمهوري الذي يأمل الفوز بولاية رئاسية جديدة من أربع سنوات في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر (إني أعشق السرعة). وبحضوره سباق دايتونا للسيارات وباختلاطه مع السائقين وفنيي الميكانيك يسعى بوش إلى استمالة نحو 75 مليونا من عشاق أشهر سباق سيارات في الولاياتالمتحدة. والتقطت صور له مع عسكريين أمريكيين أتوا لحضور السباق. وأعطى بوش إشارة البداية ناطقا بالجملة التقليدية (أيها السادة أطلقوا العنان لمحركاتكم). وقال الرئيس ممازحاً خلال مقابلة تلفزيونية قبل انطلاق السباق (كان بودي قيادة إحدى سيارات السباق هذه لكني أشك في أن حراسي سيسمحون لي بذلك). وفي إشارة إلى الجدل القائم حول فترة خدمته العسكرية إبان حرب فيتنام التي لم يحارب خلالها، أشار بوش إلى أنه (قاد طائرات مقاتلة في الحرس الوطني وعشق السرعة) مضيفاً (لكنت استمتعت كثيراً) في قيادة سيارات السباق. ويدور هذا الجدل بينه وبين السناتور جون كيري أحد المقاتلين القدامى في حرب فيتنام الذي يبدو أنه سيكون المرشح المرجح لمواجهته في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر المقبل.وكان جورج بوش الأب حضر سباق دايتونا للسيارات خلال حملته الانتخابية الثانية العام 1992. لكن المرشح الديموقراطي بيل كلينتون هزمه حينها.