اختار المرشح الديموقراطي جون كيري امس منافسه السابق جون ادواردز لخوض الانتخابات الرئاسية الاميركية الى جانبه كمرشح لمنصب نائب الرئيس، إثر استطلاعات للرأي اظهرت افضلية للاخير لدى الناخبين الديموقراطيين. كما مارست قيادات الحزب الديموقراطي ضغوطاً كبيرة لإقناعه بإختيار ادواردز 50 عاماً الذي كان كيري قال عنه خلال حملة الانتخابات الاولية بأنه "كان ما زال في الحفاضات عندما كنت اقاتل في فيتنام". وانهى كيري بقراره هذا سلسلة تكهنات شملت ترشيح 25 سياسياً للمنصب الذي يؤهل صاحبه، في حال الفوز في الانتخابات، لتسلم الرئاسة الى حين انتهاء الفترة الرئاسية في حال موت الرئيس او اصابته بمرض يمنعه من ممارسة مهماته. ويأمل كيري بأن يساعده ادواردز، السناتور من ولاية كارولينا الشمالية في استقطاب اصوات الناخبين الذين انجذبوا الى روحه المتفائلة وشخصيته العصامية التي اوصلته الى مجلس الشيوخ اذ كان ينتمي الى عائلة فقيرة قبل ان يحقق نجاحاً كمحام في نيويورك. وجاء اختيار كيري لإدواردز بعد فشل محاولاته المتكررة خلال الاسابيع الاخيرة لإقناع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق وبطل حرب فيتنام جون ماكين بالانضمام اليه. ويتمتع ماكين بشعبية كبيرة في اوساط الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء بسبب اعتداله السياسي وهدوئه ورصانته، وقدرته على انتقاد الحزبين معاً من دون الاساءة الى الاطراف التي ينتقدها. وبدأ امس بث دعاية انتخابية للرئيس جورج بوش على شبكات التلفزة يظهر فيها ماكين ممتدحاً سياسة الادارة الجمهورية في الحرب على الارهاب. وكان كيري التقى ادواردز سراً في واشنطن الاسبوع الماضي رغم تأكيده في حينه انه لم يتخذ قراره النهائي بعد، فيما قال مساعدوه ان ابرز المرشحين الآخرين للمنصب كانوا النائب ديك غيبهارت من ولاية ميسوري وحاكم ولاية ايوا توم فيلساك والسناتور بوب غراهام من ولاية فلوريدا. إلا ان ضغوط الناخبين وقيادات الحزب دفعت المرشح الديموقراطي الى حسم مبكر لخياراته. وشملت لائحة المرشحين ايضا قائد قوات حلف شمال الاطلسي الاسبق ويسلي كلارك والسناتور ايفان باي من ولاية انديانا والسناتور جو بايدن من ولاية ديلاوير. واشاد المراقبون والمعلقون السياسيون الاميركيون بأداء ادواردز في الانتخابات التمهيدية رغم انه لم يفز إلا في مسقط رأسه في ولاية نورث كارولينا، قبل ان ينسحب من السباق ويعلن تأييده كيري الذي استفاد ايضاً من سقوط المرشح هوارد دين في شكل مفاجىء. وتميزت حملة ادواردز بالتفاؤل ورفع شعار "اميركا واحدة" في مواجهة اميركتين، واحدة للأغنياء، واخرى للفقراء. ألا انه يفتقر الى الخبرة في السياسة الخارجية، فضلاً عن ان عمره السياسي في مجلس الشيوخ لا يتعدى ستة اعوام، وهي فترة سياسية قصيرة نسبياً. ويتطابق موقف ادواردز مع موقف كيري في ما يتعلق بالحرب في العراق والصراع العربي - الفلسطيني. ويُعتبر ادواردز، مثل كيري، مؤيداً لحق اسرائيل في "الدفاع عن نفسها" في مواجهة "الارهاب"، ورافضاً للتعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. كما يدعو الى تعزيز تحالفات اميركا الدولية واعطاء دور اكبر للأمم المتحدة لتخفيف العبء الذي تتحمله اميركا في معالجة الوضع في العراق. وسيبدأ فريق كيري - ادواردز هذا الاسبوع حملة انتخابية في الولايات الحرجة التي تظهر استطلاعات تقارب النتائج المحتملة فيها بين الحزبين بدءاً من ولاية اوهايو وصولاً الى ولاية نورث كارولينا. وسينعقد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في ولاية بوسطن في 26 تموز يوليو الحالي حيث سيعلن رسمياً عن ترشيح كيري للرئاسة.