سيطر شبح الخوف أمس، على لهجة السباق الى البيت الأبيض مع تصريحات للفريق الجمهوري حول تفضيل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن للمرشح الديموقراطي جون كيري، وأخرى من الحزب الديموقراطي تحذر الناخب الأميركي من حروب مستقبلية في حال فوز الرئيس جورج بوش بولاية ثانية. وأثارت تعليقات زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب دنيس هاسترت والذي اعتبر أن قياديي القاعدة يرغبون ب"التأثير في الانتخابات ورؤية كيري يهزم بوش"، غضب الديموقراطيين ووصفوها ب"المهينة والمخجلة والسخيفة". وأكد جون ادواردز المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديموقراطي أن الجمهوريين "يعزفون على وتر الخوف"، وأن "جون كيري في حال فوزه بالرئاسة سيلاحق عناصر القاعدة أينما كانوا ويدمرهم قبل أن يلحقوا الضرر بالشعب الأميركي". ويحاول الجمهوريون الاستفادة من قوة بوش في مسألة الأمن القومي، وتقدمه في استطلاعات الرأي على منافسه في ما يتعلق بالحرب على الارهاب والتخفيف من خطر "القاعدة". وجاءت تصريحات هاسترت بعد اسبوعين من عبارة نائب الرئيس ديك تشيني أن "الارهابيين يفضلون انتخاب كيري - ادواردز" والتي عاد عنها بعد انتقادات من الحزبين. ومن جهتهم عزف الديموقراطيون لحناً مشابهاً، وحذروا من أن فوز بوش بولاية ثانية سيصاحبه "ضعف على الساحة الديبلوماسية وبالتالي حروب أخرى"، كما أكد رئيس الحزب تيري ماك أوليف في حديث لشبكة "سي أن أن". وثبت تاريخيا نجاح سياسة الخوف في جذب الناخبين في الساعة الأخيرة قبل الانتخابات، وتحديداً بين جيمي كارتر ورونالد ريغن حول الخطر الايراني، وقبله بين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي حول حرب فيتنام. وصعد كيري أمس انتقاداته لسياسة الادارة في الحرب ضد الارهاب عموماً والعراق تحديداً، وهزأ من اصرار تشيني على ربط اعتداءات 11 أيلول بالحرب على العراق، معتبراً أن نائب الرئيس يصر أن "الأرض مسطحة". موسم مناظرات تلفزيونية وسيتابع كيري التركيز على مسألة العراق وربطها بالوضع الاقتصادي حتى موعد الانتخابات في 2 تشرين الثاني نوفمبر المقبل ومروراً بالمناظرات التلفزيونية الثلاث بين بوش وكيري التي ستبدأ في آخر الشهر. ويستفيد كيري من معارضة داخلية للحرب من داخل الحزبين، ومن قيادات رفيعة في الحزب الجمهوري أبرزها السناتور جون ماكاين والسناتور ريتشارد لوغار والمرشح السابق بات بوكانن. ويسعى المرشحان الى اجتذاب نسبة السبعة في المئة الحائرة في الرأي العام الأميركي بحسب احصاء مركز زغبي الدولي الصادر أمس، والذي أعطى تقدماً طفيفاً لبوش - تشيني بنسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة لكيري - ادواردز. وأظهرت الأرقام ارتفاع نسبة الرافضين لاتجاه الادارة الحالي والمطالبين بقيادة جديدة لنسبة 50 في المئة في مقابل 48 الشهر الماضي. كما أظهر استطلاع شبكة "أن بي سي" الى اقتراب السباق في ولاية غرب فيرجينيا الحاسمة والتي فاز بها بوش في الدورة السابقة.