فاز السناتور جون كيري في خمس من سبع ولايات اميركية أجريت فيها الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الديموقراطيين الى الرئاسة الاميركية اول من امس. وفاز السناتور جون ادواردز في كارولاينا الجنوبية جنوب شرق ليصبح خصم كيري الرئيسي، فيما سجل الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك فوزاً هزيلاً في اوكلاهوما. واكتسح كيري 60 عاماً السناتور عن ماساشوسيتس ولايات ميسوري وسط وديلاور شرق وداكوتا الشمالية شمال واريزونا ونيومكسيكو جنوب غرب. وحصل اداوردز السناتور عن كارولاينا الشمالية 50 عاماً على 45 في المئة من الاصوات في كارولاينا الجنوبية المجاورة، في مقابل 30 في المئة لكيري. وشكلت الولايات السبع التي تضم عدداً كبيراً من السود مؤشراً مهماً لاتجاهات الناخبين على صعيد الولاياتالمتحدة كلها. وفاز كلارك بفارق ضئيل لا يتجاوز بضع مئات من الاصوات على ادواردز في اوكلاهوما، على رغم بذله مجهوداً كبيراً جداً في هذه الولاية، في حين اعلن السناتور عن ولاية كونتيكيت جوزف ليبرمان انسحابه من السباق الرئاسي. وقال أمام مؤيديه في مقر حملته الانتخابية في واشنطن ليل اول من امس: "بالنسبة اليّ، حان الوقت لاتخاذ قرار صعب ولكن واقعي، اذ قررت الليلة إنهاء مشاركتي في سباق الرئاسة". وفي الوقت نفسه، اعترف الحاكم السابق لولاية فيرمونت هاورد دين الذي كانت استطلاعات الرأي رجحت في بداية الحملة الانتخابية فوزه في انتخابات الحزب الديموقراطي، ان حملته تمر في وضع صعب. وقال امام مؤيديه في تاكوما ولاية واشنطن: "سأصوت لمصلحة اي مرشح ديموقراطي مع أنني آمل في ان اكون هذا المرشح، لأن اي شخص سيكون افضل من الرئيس جورج بوش". واحتل المرشح الاسود الوحيد الى الرئاسة الاميركية القس آل شاربتون المرتبة الثالثة في كارولاينا الجنوبية حيث حصل على عشرة في المئة من الاصوات، في حين كان يعتمد على هذه الولاية لاعطاء دفع لحملته الانتخابية. كيري امام مرحلة جديدة وأجمع المعلقون في الولاياتالمتحدة على ان كيري دخل مرحلة جديدة اكثر صعوبة في السباق، ترتب عليه مسؤوليات باعتباره المرشح الوحيد الذي رجحت الاستطلاعات قدرته على الانتصار على بوش في الانتخابات الرئاسية في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفي هذه المرحلة، يتعين على كيري تحويل نفسه الى قيادي صاحب سياسة مستقرة، ويتفادى ارتكاب الاخطاء ويتخلص من بعض سياساته السابقة ليجمع حوله اكبر قدر ممكن من المؤيدين. وفي حال واصل تفوقه، سيكون كيري في موقع مميز لطرح المسائل الامنية على غرار بوش وربما افضل، بصفته بطل حرب سابقاً في فيتنام، الا ان خصومه قد يستغلون صورته كسناتور يساري لاضعافه لدى الاميركيين المحافظين في شكل عام. ويبدو ان كيري ومديري حملته استوعبوا ذلك، اذ قال امام انصاره في سياتل ولاية واشنطن حيث ستجرى انتخابات السبت المقبل: "نحن نؤمن بأميركا اقوى، في حين ان بوش الذي يتحدث عن القوة، جعل اميركا اضعف...اقتصادياً وتعليمياً وفي مجال الرعاية الصحية". وأضاف: "لم ننتصر بعد. سنعمل في كل مكان وفي تشرين الثاني المقبل سنهزم جورج بوش بمساعدتكم". وسيركز كيري استراتيجيته الجديدة القائمة في آن واحد على "الاهتمامات الداخلية" و"قوة اميركا عالمياً"، على كسب انصار دين في فيرجينيا الاسبوع المقبل والديموقراطيين المحسوبين على المؤسسة الحزبية في واشنطن، كما تبدأ حملته في جمع التبرعات في نيويورك. وبدأت سهام كيري تصيب بوش، اذ اعيد فتح سجل الاخير في الخدمة العسكرية الذي يسجل غيابه عاماً عن الخدمة في قاعدة الحرس الوطني الجوية في تكساس بين عامي 1972 و1973. وكانت حملة آل غور فتحت ذلك الملف عام 2000، لكنها لم تنجح في الإفادة منه شعبياً. ادواردز باقٍ قوياً من جهته، وعد جون ادواردز بأن "يعيد البيت الابيض الى الاميركيين" اذا منحوه "فرصة لمواجهة بوش". واضاف انه "يهدي فوزه الى ملايين الفقراء الذين نراهم اليوم ونسمعهم"، مؤكداً: "سنساعدهم على الخروج من هذا الوضع وسنعطيهم الامل وسنعيد لهم وظائفهم". ورأى مراقبون ان ادواردز بدأ يطرح نفسه شريكاً محتملاً لكيري في السباق الرئاسي، اذ قد يختار الاخير ترشيحه لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي الى الرئاسة في مؤتمر يعقد في بوسطن نهاية تموز يوليو المقبل. وقال معلقون ان فوز اداوردز في كارولاينا الجنوبية والنتائج الجديدة التي حققها في الولاياتالمتحدة بعدما احتل المرتبة الثانية في آيوا في 19 كانون الثاني يناير الماضي، تجعل منه الخصم الرئيسي لكيري في انتخابات الديموقراطيين. واعلن ادواردز وكلارك ودين تصميمهم على مواصلة حملتهم الانتخابية حتى "الثلثاء الكبير" في الثاني من آذار مارس المقبل، حين تجرى انتخابات في عشر ولايات، يتم خلالها اختيار 1151 مندوباً هم كبار الناخبين الذين سيدلون باصواتهم لاختيار المرشح الديموقراطي للرئاسة. وسمحت الانتخابات في الولايات السبع اول من امس، باختيار 269 مندوباً يشكلون ثمن الاصوات المطلوبة للحصول على ترشيح الحزب في مؤتمره في بوسطن. وبالنسبة الى عدد المندوبين، كانت ميسوري التي سيمثلها في مؤتمر الحزب الديموقراطي 74 مندوباً، اهم هذه الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية، تليها اريزونا 55 ونيومكسيكو 26 وديلاور 15 وداكوتا الشمالية 14.