سيطر جون كيري بانتصاراته المتلاحقة على الساحة السياسية الأمريكية أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش المثقل بهموم حرب العراق والذي يجهد لاثبات خدمته العسكرية في فيتنام بينما يتغنى كيري بسجله كأحد ابطال تلك الحرب، وفي سياق المعركة بين الديموقراطيين تقهقهر أحد أبطال هذا السباق الجنرال ويسلي كلارك. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية أن الجنرال ويسلي كلارك الذي شغل يوما ما منصب قائد قوات التحالف في الناتو قد انسحب من الترشح عن الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة بعد الاداء المخيب للامال لاصوات الناخبين يوم الثلاثاء. ويتنافس المرشحون للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في السباق إلى البيت الأبيض لمواجهة المرشح الجمهوري جورج بوش في تشرين الثاني- نوفمبر المقبل. وجاء قرار كلارك بالانسحاب بعدما أخفق في الحصول على تأييد الناخبين في ولايتي تينيسي وفيرجينيا وهما الولايتان الجنوبيتان اللتان كان يعلق عليهما آماله. وجاء كلارك في المركز الثالث في الولايتين بنسبة 23 في المائة من أصوات الناخبين في تينيسي و9 في المائة في فيرجينيا. وحقق السيناتور جون كيرى فوزا كاسحا في كلتا الولايتين بنسبة 42 في المائة و52 في المائة على التوالي تبعه السيناتور جون إدواردز وهو أيضا من الجنوب. وقال مات بينيت المسؤول عن الاعلام في حملة الجنرال المتقاعد انه (قرار من الصعب جداً اتخاذه) موضحاً ان كلارك اتخذ هذا القرار بعدما اطلع على النتائج النهائية في ولاية تينيسي. وأكد بينيت (انه قرار نهائي)، وطلب جون كيري اثر فوزه الجديد دعم الولاياتالمتحدة كلها بما في ذلك الولايات الجنوبية. وطرح كيري نفسه من جديد البديل الوحيد للرئيس الجمهوري جورج بوش. وقال مرة أخرى الرسالة واضحة: لقد صوت الأمريكيون للتغيير، في الشرق، وفي الشمال، وفي الغرب، والآن في الجنوب. وأضاف أمام أنصاره في فيرفاكس بفيرجينيا اثبتم ان قيمنا المشتركة وحب البلاد والعمل هي أهم من الحدود أو أماكن الولادة. وأضاف كيري الذي كانت زوجته تيريزا هاينز الوريثة الثرية لمجموعة الصناعات الغذائية التي تحمل الاسم نفسه، ان أمريكا تجمع صفوفها ومعا سندفع بها إلى الأمام. وعلى غرار عادته، شكر قدامى المقاتلين، مذكراً بماضيه كبطل في حرب فيتنام، ثم انتقد الحصيلة الاقتصادية لجورج بوش. وأكد ان جورج بوش يعتقد على الارجح ان عمل الرئيس يقتصر على رفع الأسهم في البورصة، أما نحن فنعتقد ان عمل الرئيس هو اعادة أمريكا الى العمل. وأكد كيري بفوزه في ولايتي فيرجينيا وتينيسي بفارق كبير على خصومه، انه قادر على نقل رسالته إلى الجنوب ايضا الاقل ثراء والمحافظ أكثر. ويبدو كيري في المعسكر الديموقراطي بعد فوزه في 12 من الولايات ال14 التي جرت فيها انتخابات تمهيدية، البديل الوحيد للرئيس الجمهوري جورج بوش. ونجح كيري الذي قاتل في فيتنام ومنح وساما على خدمته هذه وانتخب عضوا في مجلس الشيوخ ثلاث مرات، في ازاحة خصميه الجنوبيين الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك والمرشح الذي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في السابق هاورد دين. وقد رأى المعلقون ان المرشحين الآخرين سيراجعون على الارجح استراتيجياتهم بعد هذه النتائج. من جهته، أكد دين الذي لم يحقق انتصارا في أي من الولايات ال14 انه سيواصل المنافسة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي. أما المرشح الثالث جون ادواردز الذي احتل المرتبة الثانية بعد كيري، فقد أكد انه سيواصل حملته، موضحا انه يرفض رفضا قاطعا ترشيح نفسه لمنصب نائب الرئيس. وقال (أركز حملتي بالكامل على الرئاسة). وبعد فرز 99% من الأصوات في فيرجينيا، حصل كيري على تأييد 52% من الناخبين في مقابل 27% لادواردز و9% لكلارك و7% لدين. وفي تينيسي حصل كيري على 41% من الأصوات في مقابل 26% لادواردز و23% لكلارك بينما لم يحصل دين على أكثر من 4%، حسب أرقام شبه نهائية. وقال خبير الشؤون السياسية في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو ان (كيري أصبح مرشحاً على المستوى الوطني والمرشح الوحيد الذي أثبت انه قادر على الفوز في كل مكان). وتأتي انتصارات كيري هذه بينما يواجه الرئيس بوش جدلا يتعلق بخدمته العسكرية في حرب فيتنام. وفي مواجهة كيري بطل الحرب، اضطر لنشر أدلة تثبت انه أدى خدمته. وبعد تينيسي وفيرجينيا ستجري الانتخابات في ويسكنسن في 17 شباط- فبراير قبل (الثلاثاء الكبير)، حيث سيجرى اهم اقتراع في عشر ولايات من بينها كاليفورنيا ونيويورك في الثاني من آذار- مارس. وحسب أرقام أعدتها وكالة فرانس برس بعد انتخابات ماين الاثنين يتمتع كيري بدعم 315 مندوبا وكل من ادواردز ودين 85 مندوبا..