بفوزه في تينيسي وفرجينيا امس، حسم السناتور جون كيري مبدئياً مسألة فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي الى الرئاسة، ولم يعد في انتظاره سوى امتحان "الثلثاء الكبير" في 2 آذار مارس المقبل، موعد تصويت 11 ولاية أميركية جديدة لاختيار مرشحها الديموقراطي إلى الرئاسة. وجمع سناتور ماساشوستس في رصيده حتى الآن 12 ولاية من أصل 14 شهدت الانتخابات التمهيدية للحزب، في الشمال الغربي والوسط الغربي والشمال الشرقي والجنوب، ليثبت بذلك نجاحه في إيصال رسالته إلى الناخبين. وحصل كيري ايضاً على تأييد ثلاثة أعضاء في الكونغرس من ولاية ويسكونسن شمال التي تشهد انتخابات قريباً، وهم: هيرب كول وديفيد أوبي ورون كايند. كما احتل المرتبة الأولى في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين خارج البلاد التي أجريت بين يومي الجمعة والاثنين الماضيين في 19 دولة. وحصد 55 في المئة من الأصوات في 17 دولة، تلاه هاورد دين بنسبة 19 في المئة معظمها أصوات ديموقراطيين في اليابان والسويد. وبهذا الزخم، بدا كيري قادراً على الحسم بسرعة والتخلص من المعارك الجانبية مع منافسين ديموقراطيين، ليتفرغ مبكراً للتركيز على مهاجمة إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش، خصوصاً في ما يتعلق بسياستها الاقتصادية التي اسفرت عن فقدان 350 الف وظيفة هذا العام بدلاً من توفير اكثر من مليون ونصف مليون وظيفة كما وعد بوش العام الماضي. وبدا ان الامتحان الاهم الذي سيواجهه كيري هو اختيار السياسي الانسب الذي سيرشحه لشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ومن شأن انتخابات "الثلثاء الكبير" ان تحدد هوية شريكه هذا في السباق، ما يلعب دوراً بالغ الاهمية في حشد اكبر عدد من الناخبين حوله. واعتبر نيك بالديك مدير حملة السناتور جون إدواردز ان "الزخم الذي حققه كيري مثير جداً"، فيما اجمع مراقبون على ان الحماسة "غير المسبوقة" في اوساط الديموقراطيين وانصارهم لاطاحة بوش، الامر الذي بدأت تشاركهم فيه اوساط من خارج الحزب الديموقراطي او على اطرافه، تشكل مؤشراً الى قدرة الحملة الديموقراطية على حمل مرشحها الى البيت الابيض. ويبدو إدواردز الأوفر حظاً لخوض السباق الى جانب كيري بعدما هزم الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، في ظل تضاؤل فرص حاكم فيرمونت السابق هوارد دين في استرداد معنوياته في "الثلثاء الكبير". ويستفيد كيري في حملته من الوضع الحرج للحزب الجمهوري مع وجود مرشحه بوش في السلطة. وأكد قرابة 90 في المئة من الذين شاركوا في استطلاع للرأي في فرجينيا أنهم يؤمنون بقدرة كيري في التغلّب على بوش في الخريف المقبل، ما يسلط الضوء على شعار بدأت اصداؤه تتردد في اوساط واسعة وهو: "اياً كان ما عدا بوش". ويبدو ان كيري لن يكون "اياً كان"، بل ينتزع بانتصاراته المتكررة اجماع كل المتضررين من سياسة الادارة الحالية، بعدما اظهرت انتخابات فرجينيا ان المجموعات السكّانية الرئيسية هناك، استجابة لندائه، فنال تأييد أكثر من ثلثي الأميركيين الأفارقة وحوالى ثلثي كبار السن فوق 65 عاماً في الولاية. وأظهر استطلاع آخر أجرته صحيفة "ميلووكي جورنال سنتينال" في ويسكونسن أن 45 في المئة من ديموقراطيي الولاية يؤيدون كيري. كذلك بيّن استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يو أس إي توداي" وشبكة "سي أن أن" تفضيل الناخبين في مختلف الولايات الأميركية لكيري يليه إدواردز ثم كلارك ودين. واللافت تساوي فرص كيري وبوش، بعدما أظهر استطلاع اجري قبل شهر فقط، تأييد 9 في المئة فقط من الناخبين له. وهي المرة الأولى منذ سنوات التي تتجاوز فيها فرص أي مرشح ديموقراطي نسبة الخمسين في المئة.