أعطى اعلان القائد الاعلى السابق لحلف شمال الاطلسي الناتو ويسلي كلارك الذي انسحب هذا الاسبوع من سباق الرئاسة الاميركية دعمه للسناتور جون كيري كمرشح رئيسي عن الحزب الديموقراطي، دفعة كبيرة للأخير في معركته في مواجهة الرئيس جورج بوش في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. فيما يبذل جون ادواردز جهوداً مضاعفة قبل الاقتراع في ولاية ويسكونسن الثلثاء المقبل لمحاولة تحقيق فوز يعطيه فرصة لمنافسة كيري الذي اجتاح غالبية الاصوات في ولايتي تينيسي وفيرجينيا الجنوبيتين ليكرس نفسه المرشح الرئاسي الوحيد القادر على الفوز بترشيح الحزب في مختلف الولايات الاميركية. ودخل ادواردز سباقاً مع الزمن لإثبات قدرته على اجتذاب اصوات الناخبين في الولايات الجنوبية، رافضاً التسليم بأنه لم يعد في الإمكان وقف الزخم الذي يتمتع به زميله في مجلس الشيوخ. ورفض تلميحات الى ان انسحابه قد يضمن له موقع نائب الرئيس الى جانب كيري في حال فوزه بترشيح الحزب. وحصد كيري، المتحدر من ولاية ماساتشوستس الشمالية، اكثر من نصف اصوات الناخبين في فيرجينيا، فيما حل ادواردز ثانياً بربع الاصوات، ولم يتمكن اي من بقية المرشحين - هوارد دين وكلارك وآل شاربتون ودنيس كوسينيتش من تجاوز حاجز التسعة في المئة. وفي تينيسي حصل كيري على 41 في المئة من الاصوات متجاوزاً بفارق كبير كلاً من ادواردز وكلارك اللذين كانا يعتبران الولايات الجنوبية بمثابة ساحة خلفية لهما بصفتهما من الجنوب. واعلن كل من ادواردز ودين عزمهما على مواصلة السباق على رغم تزايد الضغوط الحزبية عليهما للانسحاب وترك الساحة لكيري بهدف توحيد الحزب في مواجهة المعركة الكبرى مع بوش. وقال كيري في كلمة امام مؤيديه في ولاية فيرجينيا ان الرسالة باتت واضحة: "الاميركيون صوتوا من اجل التغيير شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً". وتجاهل كيري منافسيه مركزاً اهتمامه على الانتخابات العامة في الخريف المقبل وعلى هدف اطاحة بوش الذي اتهمه بإضعاف اميركا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. وستصوت عشر ولايات في الثاني من الشهر المقبل بما فيها الولايتان الاهم والاكبر نيويورك وكاليفورنيا. واستبعد المراقبون قدرة اي من المرشحين المنافسين وقف زحف بطل حرب فيتنام الذي استفاد من اخطاء دين المتكررة عشية انطلاق الانتخابات في ايوا ونيوهامشير ليتقدم بصفته "المرشح البديل" من دين. ومكنه زخم الفوز المبكر من تقديم نفسه على انه المرشح الوحيد القادر على انتزاع البيت الابيض من بوش. ولم يسعف كلارك، الذي كانت استطلاعات الرأي تظهر تفوقه على مستوى وطني، انه كان قائد قوات حلف شمال الاطلسي ويحمل خبرة عسكرية تمتد 34 عاماً. إذ ان تقدم كيري في ايوا ونيوهامشير سلبه فرصة طرح نفسه بديلاً من دين الذي اعتبر مرشحاً من خارج مؤسسة الحزب على رغم حصوله على تأييد نائب الرئيس السابق ومرشح الحزب في العام 2000 آل غور. كما لم يساعد كلارك ان كلينتون، وهو من اكثر الرؤساء الاميركيين السابقين شعبية، دعا الناخبين الى تأييده. وساعد ظهور كيري بمظهر المرشح الذي لا يقهر على بروز تكهنات بإحتمال اتخاذه قراراً خلال الشهر المقبل بإختيار شريكه في السباق لمنصب نائب الرئيس. وتركزت التكهنات حول احتمال اختيار كلارك او ادواردز او السناتور هيلاري كلينتون، عقيلة الرئيس السابق. ويستتبع فوز كيري المتواصل 12 ولاية من اصل 14 حتى الآن، تفاقم الدعم المالي لحملته في مقابل جفاف التبرعات لمنافسيه الذين باتوا يبدون وكأن لا فرصة لهم. الى ذلك، تعهد كيري اليوم بالرد على اي "خدع قذرة" قبل الانتخابات الرئاسية بعدما وجه اليه علناً للمرة الأولى سؤال حول مزاعم باقامته علاقة غرامية في السابق، بحسب ما نشر موقع على الانترنت الخميس الماضي. واستبعد أقوى المرشحين الديموقراطيين ان تثير هذه المزاعم اي جدل.