حقق السناتور الديموقراطي جون كيري انتصاراً كبيراً في فيرجينيا وتينيسي، معيداً خلط أوراق اللعبة الانتخابية للديموقراطيين التي انتهت بانسحاب الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك بعدما حل في المرتبة الثالثة في الجنوب الذي يتحدّر منه. وبفوزه في أهم ولايتين انتخابيتين جنوبيتين لا تؤيدان عادةً مرشحاً شمالياً ليبرالياً، تحوّل كلارك إلى مرشح التوافق للحزب الديموقراطي الذي يسعى إلى اختيار مرشح قادر على مواجهة الرئيس الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقدم كيري 60 عاماًً نفسه في خطابه الاحتفالي في فيرفاكس فيرجينيا المعروفة بالولاية الأقل ثراء والأكثر محافظة، بوصفه "موحد الديموقراطيين"، في انتظار انتخابات "الثلثاء الكبير" في 2 آذار مارس في 10 ولايات أميركية أخرى. وحصل كيري الذي خدم في حرب فيتنام ومنح وساماً لذلك وانتخب عضواً في مجلس الشيوخ ثلاث مرات، على 52 في المئة من الأصوات في فيرجينيا، في مقابل 27 في المئة لإدواردز و9 في المئة لكلارك. في حين أحرز كيري في تينيسي 41 في المئة من الأصوات في مقابل 26 في المئة و23 في المئة لمنافسيه على التوالي. وقال كيري الذي يمثل ماساتشوستس في مجلس الشيوخ: "الرسالة واضحة... صوّت الأميركيون من أجل التغيير في الشرق والشمال الغربي والآن في الجنوب"، مشيراً إلى أن الجنوبيين أظهروا "القيم الأساسية التي تجمعنا، وهي أن النزاهة وحب الوطن والإيمان بالأمل والعمل الجاد التي هي أكثر أهمية من الحدود وأماكن الولادة". وأضاف: "تعتبر هذه اللحظة من اللحظات النادرة التي تعلن فيها الحقيقة. قالوا الجمهوريون إنهم ذاهبون إلى الحرب وأن إيجاد فرص عمل للأميركيين خارج البلاد هو لمصلحة أميركا. دعوهم يخبرون ذلك لعامل في ال45 من العمر يعيل 3 أولاد، فقد وظيفته وشاهد إفلاس المصنع الذي كان يعمل فيه". وأضاف كيري المتزوج من تيريزا هاينز الوريثة الثرية لمجموعة الصناعات الغذائية، أن "أميركا تجمع صفوفها وسندفع بها معاً إلى الأمام". وتميّز نجاح كيري الذي رهن نصف منزله لتمويل حملته الانتخابية بالفارق الكبير الذي فصله عن منافسيه الجنوبيين: إدواردز وكلارك، ما اعتبر ضربة موجعة للأول، ودفع بالثاني إلى الانسحاب من السباق. وكان كلارك فاز في ولاية أوكلاهما فيما فاز إدواردز في ولاية كارولاينا الجنوبية. وحقق كيري الفوز في 12 ولاية من أصل 14 جرت فيها الانتخابات الأولية. وينتظر نتائج انتخابات "الثلثاء الكبير" في 10 ولايات منها كاليفورنيا ونيويورك في الثاني من آذار مارس ثم في 9 آذار في ولايات أبرزها ميسيسيبي وفلوريدا ولويزيانا، التي ستحدد هوية المرشح الديموقراطي للرئاسة. وستغيب تكساس عن الحدث لعدم تمتع الديموقراطيين بشعبية فيها. إعادة خلط الأوراق وأعادت نتائج كيري خلط أوراق المرشحين الديموقراطيين الآخرين ودفعهم إلى مراجعة استراتيجياتهم. وفي هذا السياق، أكد إدواردز الذي احتل المرتبة الثانية أنه سيواصل حملته، موضحاً أنه يرفض رفضاً قاطعاً ترشيح نفسه لمنصب نائب الرئيس. كذلك أكد المرشح هاورد دين الذي لم يحقق انتصاراً في أي من الولايات ال14 أنه سيواصل المنافسة، فيما أعلن مات بينيت المسؤول عن الإعلام في حملة كلارك أن الأخير قرر الانسحاب بعدما احتل المرتبة الثالثة في انتخابات ولايتي تينيسي وفرجينيا. وأكد "أنه قرار نهائي". وكان كلارك أطلق حملة إعلامية كبيرة في فرجينيا ووضع ثقل حملته الانتخابية في تينيسي على أمل أن ينجح لاحقاً في مسقط رأسه أركنساس. وفاز كيري ب85 مندوباً ليبلغ مجموعه 414 مندوباً. فيما انتهى رصيد إدواردز ب139 مندوباً يليه دين ب86 مندوباً وكلارك ب68 مندوباً.