الأمن من أهم مطالب الحياة بل لا تتحقق أهم مطالب الحياة إلا بتوفر الأمن فهو ضرورة لكل جهد بشري «فردي أو جماعي» لتحقيق مصالح الأفراد والشعوب. إن الأمن والأمان هما عماد كل جهد تنموي وهدف مرتقب لكل المجتمعات على اختلاف مشاربها بل هو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء وإن ما حدث من ترويع للآمنين وما تم من تفجيرات وأعمال إجرامية وقعت في بلاد الإسلام ومهبط الوحي البلد الذي جعله الله عزّ وجل أرضاً مقدسة فيها بيت الله وفيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان آخرها ما وقع في مدينة الرياض، إن تلك الأحداث والجرائم إنما صدرت ونفّذت من فئة باغية ضالة محاربة للّه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخروج عن طاعة ولي الأمر وإفساد في الأرض. ألا يعلم ويدرك أولئك المفسدون ان الشريعة الإسلاميّة قد كفلت تحقيق أمن المجتمع بحد من حدود الله عز وجل قال تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فقد شرع الله هذا الجزاء الرادع للإرهاب والعدوان والفساد واعتبر ذلك محاربة لله ورسوله. هذا الإرهاب وهذا الجرم مدعاة للسخرية والفوضى فكل ذلك غير مقبول ولا مستساغ شرعاً ولا عقلاً ولا قبول له تحت أي مبرر كان. فالإسلام قد أعطى أبعاداً شمولية لمفهوم الأمن يشمل بها نواحي مختلفة لعموم حياة الإنسان يضمن بها عيشته وأركان حياته ومقومات بيئته وهذه الأركان أطلق عليها علماء المسلمين الضرورات الخمس وقد نصّ عليها القرآن الكريم وحثّ على المحافظة عليها حتى تستقيم الحياة للفرد والمجتمع في ظلّها وهي «الدين والنفس والمال والعقل والعرض» فأين مراعاة حرمتها من أولئك الضالين المنحرفين الذين انتهكوا حرمات الله حرمة النفس وحرمة الزمان والمكان. وإن مما يحقق الأمن في المجتمع المسلم أمر تظهر أهميته في العصر الحديث والزمن الحالي ألا وهو بيان وسطية الإسلام ومواجهة التطرف والغلو والإرهاب بشتى أنواعه وطرقه وخاصة الإرهاب المتستر بالدين فمن أجل الأمن واستتبابه في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلق بحقوق الناس وما يتعلق بالحق الخاص، فقتل مجرم واحد حياة هنيئة للأمة بأكملها قال تعالى: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } إن من واجبنا ان نقف مع قيادتنا الرشيدة لمحاربة تلك الأعمال الإجرامية والأفكار الهدامة والقضاء على تلك الفئة الشاذة والضالة. أسأل الله عزّ وجل بأسمائه وصفاته العلا ان يحفظ على هذه البلاد أمنها وإيمانها واستقرارها وان يوفق قادتنا لكل خير وان يحفظ قادتها وشعبها من كل مكروه وان يجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن انه سميع مجيب.