اطلعت على زاوية الأستاذ عبدالرحمن بن سعد السماري «مستعجل» بالعدد 11356 ليوم السبت الموافق 6/9/1424ه تحت عنوان «نحتاج إلى المزيد من المساجد» وإني لأشكر كاتبنا الكبير أبا سعد على اهتمامه الدائم بالكتابة بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة ولا شك أن بيوت الله لها مكانة كبيرة في نفوس أبناء هذا البلد وتعميرها يعود بالأجر الكبير على من قام به ولكن ليسمح لي أستاذي السماري أن أقول بأننا قبل تعمير مساجد جديدة حالياً بأمس الحاجة إلى صيانة المساجد القائمة والاهتمام بها سواء بمظهرها العام أو فرشها ونظافتها وصيانتها الدائمة التي لا تخفى على الجميع وأن المسلم ليحزن إذا دخل بعض المساجد ورأى ما هي عليه من عدم الاهتمام والنظافة واتساخ الفرش وتصدع الجدران وتقشع البوية وانطفاء الإضاءة وازعاج التكييف بالإضافة إلى حالة دورات المياه التي بدلاً من أن تساعدك على الطهارة تؤذيك بالنجاسة، وأن المسلم حينما يقرأ أو يسمع بأن أحد المحسنين أنفق على إقامة مسجد واحد أكثر من ثلاثين مليون ليضرب أخماساً بأسداس على هذه المبالغ التي صرفت على مسجد واحد، ولو وزعت على صيانة مساجد الرياض لكفتها أو على معظم مساجد محافظات المملكة لوفت بأكثرها وإن ما يزيد العجب أيضاً ما نسمع ونقرأ عن مشروع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف الخاص بالعناية بالمساجد فنسمع جعجعة ولا نرى طحنا. أو كما يقال تسمع بالمعيدي خيراً من أن تراه فسمعنا عن هذا المشروع الذي سمي بالرائد وسيحل كثيراً من أوضاع المساجد وما صاحبه من هالة إعلامية كبيرة وأنه سوف يصل لجميع مساجد المملكة إلا أن الواقع يخالف ذلك وإن كان هناك اهتمام فانصب على بعض المساجد بالرياض أو بعض المدن الكبيرة أما مساجد المدن الصغيرة والقرى والأرياف فلا تحلم بذلك وعليك أن تتحدث عن أوضاعها ولا حرج وأنا أنقل هنا صورة من مدينة روضة سدير فلا يوجد بها مسجد مقام من الوزارة ولم يحظ مسجد من مساجدها المشمولة بهذا المشروع ولك أن تعلم والقراء الاعزاء بأن المسجد الجامع الرئيسي بحي السبعين الذي تقام فيه صلاة الجمع والعيدين والاستسقاء والصلاة على الأموات صغير جداً ومتصدع ويحتاج إلى توسعة وسبق أن تمت مخاطبة معالي وزير الشؤون الإسلامية عن ذلك ولكن لم يحرك ساكنا وهناك مسجد الداخلة القديم الذي يقع على الشارع العام بروضة سدير متصدع والدفاع المدني منع الناس من الصلاة فيه خوفا من سقوطه رغم أهميته ووجوده على شارع رئيسي وبجوار المحلات العامة إلا أن الوضع من سنين كما هو وقس على ذلك الكثير. لذا آمل من أستاذنا السماري الكتابة عن الاهتمام بصيانة المساجد قبل تعميرها وما وقف عليه أثناء جولاته الكثيرة لنقل معاناة المدن والقرى جزاه الله خيرا والوقوف على المساجد ليرى العجب العجاب.إننا نناشد وعبر جريدة «الجزيرة» الغراء معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بما عرف عنه من اهتمام ومتابعة أن يولي صيانة المساجد وتفقدها من يرى فيه الكفاية والصلاح والاهتمام بهذا الأمر لأن المسلمين يغشون هذه المساجد خمس مرات في اليوم وبأعداد كبيرة فلذا تحتاج هذه المساجد إلى اهتمام كبير.وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وشكراً للسماري على أطروحاته المتميزة وللجزيرة سعة صدرها على الردود وكل عام والجميع بخير. عبدالرحمن بن محمد السلمان