مساجد الطرق ومرافقها التي غالباً تكون في محطات الوقود، تحتاج إلى عناية، وإلى الاهتمام بها، إذ تشتكي كثير منها عدم الصيانة، مع كثرة من يقصدها للوضوء والصلاة فيها، وإليكم وقفات حول أهمية الاعتناء بها.. أولاً: إن في تعمير وصيانة المساجد فضلاً عظيماً، وفي العناية بفرشها ونظافتها وتطييبها أجر جزيل عند الله تعالى، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة كانت تقُمُّ المسجد، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن امرأَة سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ -أو شَابًّا- فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا -أو عَنْهُ- فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: «أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي» قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أمرهَا -أو أمرهُ- فَقَالَ: «دُلُّونِي على قَبْرِهِ» فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَة ظُلْمَة على أهلهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ» وفيه بيان فضل كنس المسجد، وتفقُّد النبي صلى الله عليه وسلم للخدم فيه. ثانياً: إن مساجد الطرق ومرافقها، يرتادها كثير من الناس للوضوء وللصلاة فيها، وليس ثمة اهتمام بالمسجد من جهة مشغِّل المحطة إلا قلة منهم، فمرافقها من أماكن وضوء ودورات مياه تحتاج إلى تنظيف وتزويد بالمنظِّفات، وصيانة باستمرار، لكي تكون مهيأة تهيئة مناسبة، تناسب الذوق العام، في النظافة والعدد، ووسائل التنظيف، وكذلك المسجد، يحتاج إلى نظافة وصيانة وفرش مناسب باستمرار، وهنا يطرأ تساؤل: أين دور مشغِّل المحطة؟ لماذا لا يشترط عليه، صيانة ونظافة وتشغيل المسجد، ويراقب في ذلك؟ ثالثاً: إن مساجد الطرق هي بيوت من بيوت الله، التي هي أحب البقاع إلى الله، وعلى المسلمين جميعاً بلا استثناء الاهتمام بنظافتها وصيانتها؛ لتكون بالصفة اللائقة بها، فما المانع إذا رأى المصلي أو المصلية، قذاة أو نحوها أن يبادر بإخراجها من المسجد إلى سلة النفايات، أو إذا رأى شيئاً متسخاً في ناحية المسجد أن ينظفه ما دام مستطيعاً لذلك؟! ففي ذلك أجر من الكريم المنان. رابعاً: إن مساجد الطرق ومرافقها مما يحتاج الناس إليها كثيراً، وفي كل الأوقات، مما يؤكد أهمية مزيد العناية بها ذلك أنَّها مفتوحة طوال اليوم والليلة. خامساً: لما آلت إليه حال كثير من مساجد الطرق ومرافقها من إهمال، من جهة مشغِّل المحطة، تأسست المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق، تمَّ التصريح لها من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومدعومة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومن مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية، ومن وقف سعد وعبدالعزيز الموسى، وهي مؤسسة فتيَّة في تأسيسها، طموحة في أهدافها، نبيلة في رسالتها، كبيرة في مسؤوليتها، تحملُ همَّاً طالما حمله المواطن والمقيم، عن مساجد الطرق ومرافقها، وتحتاج إلى مزيد من الدعم، نسأل الله أن يبارك في جهودها، وأن يجزي القائمين عليها والداعمين لها خيراً. المساجد بيوت الله، وأحبُّ البقاع إليه، وفيها تأدية ثاني أركان الإسلام وهي الصلوات الخمس، فالعناية بها من الأعمال الجليلة، فلا تحرم نفسك من المساهمة في ذلك، إما بمباشرة ذلك بنفسك، أو بدعم الجهات الخيرية المصرح لها بذلك إن كنت مستطيعاً.