لم يكن الشيخ إبراهيم بن محمد الواصل مجرد راوٍ للشعر الشعبي، بل كان مرجعاً فيما يختلف فيه من أحداث وأحاديث حول الشعر ورموزه طوال القرن الماضي. كان يحفظ الكثير من الأبيات والقصائد ومناسباتها وكذلك شعر الرد «القلطة» وما كان يدور بين أقطابه من أمثال سليمان بن شريم ولويحان وصقر النصافي وزبن بن عمير. وكان - رحمه الله - صاحب مجلس عامر براود يعتبرون من صفوة المجتمع من الشعراء والرواة وعشاق الشعر الشعبي مما جعله استاذاً في هذا المجال وكان وقوراً في صمته ممتعاً في حديثه زاهداً في الشهرة وقد استعنت بالزميل الإذاعي والراوي إبراهيم اليوسف أكثر من مرة لنشر بعض مروياته. وقد عرف - رحمه الله - بالصراحة المتناهية وحب الخير للجميع. ولا يستغرب ذلك من يعرف أن الواصل - رحمه الله - نشأ في عنيزة بلد الشعر والكرم وأخذ عن رواتها في شبابه زاداً أعانه على التقييم والحفظ لروائع هذا الشعر. فاصلة «رحل الواصل إلى رحمة الله مطلع هذا الأسبوع وقد فجع برحيله كل من يعرفه أو قرأ بعض مروياته التي نشرتها «الجزيرة» في أعداد مضت ونحن إذ نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، نعد محبيه بنشر بعض مروياته التي دوّنها قبل رحيله ليستفيد منها عشاق الإبداع الشعبي ويدعون له بالرحمة». آخر الكلام من أجمل وأصدق ما قرأته في الرثاء للشاعر عبدالله بن ربيعة رحمه الله: ليت المنايا سلهمت عنه مقدار نقضي حسافاتٍ يلوجن بصدور وعلى المحبة نلتقي.