أعشاب طبيعية ومستحضرات تجميل وأنواع متعددة من الزيوت لا تحصى ولا تعد أصبحت تضج بها أرفف محلات العطارة في تظاهرة كرنفالية ترافقها صور مصاحبة للمنتج تثير الانتباه .وهذه المنتجات الكثيرة تتنوع استعمالاتها - كما يقودك اليها البائع - بين اطالة الشعر وتفتيح لون البشرة وحتى لمعالجة بعض العيوب في مناطق حساسة من الجسم، ولكنها للاسف فإن معظمها يحتوي على مواد كيميائية لا يعلم مضارها إلا من يقع في براثن مخالبها، ولا يزال مروجو هذه البضاعة ينفثون سمومهم بين السذج من المستهلكين الذين يريدون ان يصلوا إلى النتائج «المذهلة التي يوهمهم بها البائع بأقرب الطرق. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تخطت هذه البضاعة الحواجز التفتيشية ووصلت الى أسواقنا؟ ومن المسؤول عن تفشي هذه السموم. ويزداد الأمر مرارة عندما نعلم بأن سعر «قارورتين» من هذه الأدوية «الغريبة» كما يقول البائع أو الصيدلي الافتراضي 250 ريال استعمالهما لمدة شهر. ولمعرفة الاراء المتخصصة في هذه السموم، حملنا بعض هذه البضائع واتجهنا بها إلى الدكتور سالم محمد السري استشاري جراحة المسالك البولية فقال: يتجه الكثير من المواطنين للعلاج بالاعشاب على أساس انها غير ضارة وليست لها اثار جانبية مثل الادوية الكيميائية التي يعالج بها الاطباء، والحقيقة ان هذا الكلام قد يصدق على بعض انواع الاعشاب المجربة تجريبا كافيا إذا أعطي بمقادير دقيقة وصحيحة وبواسطة خبير في الاعشاب، والواقع ان الكثير من الاعشاب التي تباع في محلات العطارة غير معروفة الاصل، خصوصا تلك التي تعبأ في كبسولات أو التي تعمل على شكل أقراص، وبعضها لا يكتب عليه التركيب الاصلي، فلا تدري هل هي حقا أعشاب فقط أو تحتوي على مواد كيميائية أخرى. ويضيف للأسف يتوجه بعض المرضى الى العطارين مباشرة ليشكي له من الضعف الجنسي أو سرعة الانزال، فيقوم الاخير باعطائه تشكيلة من الادوية التي يعتقد أنها من الاعشاب ولا تضر، والحقيقة انها قد تكون ضارة جدا وتؤدي الى مضاعفات قد تكون خطيرة، وهي أصلا غير مرخصة من وزارة الصحة وبعضها كما أشرت تحتوي على مركبات غير واضحة، بل ان بعض هذه الادوية لا تكتب عليها اي شيء عن التركيب ولا الجرعة المناسبة ولا الاثار الجانبية، ولقد رأيت عجبا، فقد أحضر لي مريض أدوية أعطيت له على أنها علاج للضعف الجنسي فقرأت على احدها انه يفيد في تكبير الاثداء عند النساء، وآخر يفيد في آلام المفاصل، أي أن حتى هؤلاء العطارين غير ملمين تماما بما يستقدمون من أدوية خصوصا وانها في الغالب لا تأتي عبر الاقنية السليمة. وعن الآثار الجانبية لبعض هذه الأدوية يقول الدكتور السري: حدث ولا حرج، فقد رأينا أعشابا كادت تصل بمستخدميها الى الفشل الكلوي وبعضها ادى الى اسهال شديد أو حساسية منتشرة في الجسم، أما بعض المراهم التي ينصح باستخدامها موضعيا فقد أدى بعضها الى حساسية واكزيما شديدة في العضو التناسلي، وهناك دواء سائل يقال انه يزيد الرغبة الجنسية عند النساء يوضع مع العصير ولكنه يخلو من أي تركيب على العبوة وهذا قد يكون خطيرا جدا إذا زادت الجرعة مما يؤدي الى الوفاة وأعتقد بأن الحل الامثل لهؤلاء المرضى هي استشارة الاطباء المتخصصين في هذا المجال حيث ستتم اجراء الفحوصات الضرورية لهم، وقد يكون العلاج بسيطا حسب نتائج الفحوصات والتحاليل مثل علاج الالتهابات البروستاتا أو رفع مستوى هرمون الذكورة إذا كان منخفضا، أو بعض مضادات القلق، وغير ذلك، أما إذا احتاج بعض المرضى دواء لعلاج الضعف الجنسي فهناك أدوية حديثة موجودة حاليا، تمت تجربتها واختبارها وعرفت جرعاتها المناسبة وآثارها الجانبية كما عرفت موانع استخدامها ومحاذيرها ولعل الرائد في هذا المجال هو عقار فياجرا الذي مضى عليه أكثر من خمس سنوات في الاسواق واستفاد منه ملايين البشر في العالم، ظهر بعد ذلك عقار سياليس أو (سنافي) وهو من نفس فصيلة الفياجرا، ويتميز بطول مدة مفعوله التي تصل إلى 24 ساعة، ثم ظهر مؤخراً عقار ليفيترا وهو يشبه الفياجرا في مفعولة ومدة عمله، وهنا أيضا دواء أوبريما الذي قد ينفع المرضى الذين لا يستطيعون تناول الادوية المذكورة سابقا بسبب تعارضها مع بعض أدوية القلب التي تحتوي على مادة النيترات. ويضيف أنا لست ضد التعالج بالاعشاب، ولكن على المرء التوجه نحو الطريق الصحيح، فهناك أطباء تخصصوا في الطب البديل والعلاج بالاعشاب وهناك أطباء أعشاب يحملون شهادات في هذا المجال يمكن استشارتهم والاستفادة من خبرتهم، أما هذه العبوات التجارية التي تباع على أنها أعشاب فقد تضر أكثر مما تفيد خصوصا وأن أغلبها مجهول التركيب. وأخيرا يقول د. السري: للمرضى الذين يبحثون عن الدواء عند العطارين أقول إن هذا ليس الطريق الامثل لعلاج الضعف الجنسي، عليهم التوجه للاخصائيين في هذا المجال حيث سيكشف عليهم وتجري لهم التحاليل الضرورية التي قد تظهر سببا لهذا الضعف يمكن علاجه بسهولة وبدون مضاعفات تذكر، وهناك الكثير من الادوية الحديثة التي تناسب كل الحالات. من الجولة: - هذه البضائع تجد اقبالا كبيرا من الزبائن ويتم حجزها من فترة طويلة. - بعض الزبائن يأتون للشراء وهم على قناعة تامة بأن هذه الأدوية ستنهي معاناتهم. - أشكال متنوعة من البضائع يحتوي بعض أغطيتها على صور افتراضية تمثل شكل الاشخاص قبل وبعد استعمال الادوية. - معظم الزبائن كما يقول المروجون من العنصر النسائي.