تعرض مرضى القلب لخيبة أمل كبيرة إثر الإعلان عن حالات وفاة بينهم قد تكون ناتجة عن الإرهاق الجسدي الذي يلي العملية الجنسية، أو الإصابة بهبوط حاد في ضغط الدم نتيجة التفاعل الكيماوي بين محتويات "فياغرا" والأدوية المخفضة لضغط الدم التي يتناولها مرضى القلب. ويبدو أن خيبة الأمل هذه لن تطول بعد الإعلان عن اكتشاف دواء جديد يصلح لعلاج من تفشل معه الفياغرا وغيرهم ممن لا يمكنهم تعاطيها. على رغم النجاح المنقطع النظير الذي تلاقيه اقراص "فياغرا" والمحتمل استمراره لسنين مقبلة، تتجاهل وسائل الاعلام واجهزة الدعاية المعنية بتسويق هذا العقار حقائق مهمة، منها ان العلاج لا ينجح مع ثلث عدد العاجزين جنسياً ممن يتناولونه، وان هنالك اخطاراً يمكن ان يتعرض لها مرضى القلب ممن يتناولون ادوية تحتوي على مادة "نايتروغليسيرين" التي تتفاعل مع ما تحويه اقراص "فياغرا" من مادة "نايترك اوكسايد" فتؤدي الى هبوط حاد في ضغط الدم مما يعرّض المرضى لفقدان الوعي او الاصابة بنوبات قلبية خطيرة بعد الجماع قد تودي بحياتهم. لذا كثفت مجموعة من الباحثين والاطباء التابعين لشركة دوائية منافسة جهودها من اجل ايجاد عقار اكثر فاعلية وشمولية من "فياغرا" يستفيد منه كل العاجزين جنسياً ولا يحرم منه مرضى القلب الذين تضطرهم الادوية التي يتناولونها الى الامتناع عن تعاطيه. وكذلك المصابين بأمراض فقر الدم المنجلي واللوكيميا والاورام النخاعية المتعددة المحتمل معاناتهم من استمرار الانتصاب لفترات طويلة مؤذية. وتسعى الشركة المعنية للحصول على موافقة ادارة الادوية والاغذية الاميركية على تسويق الدواء الجديد الذي يحمل اسم "فازوماكس" خلال العامين القادمين. فقد اظهرت النتائج الاولية للتجارب الجارية حالياً على هذا الدواء انه نجح في علاج 40 في المئة من العاجزين جنسياً. ويتوقع ان تزداد نسبة نجاح العلاج بدرجة كبيرة لاحقاً وبالاخص مع المرضى أو الاشخاص الذين تفشل اقراص "فياغرا" في علاجهم. يعمل دواء "فازوماكس" مثل "فياغرا" من اجل تحسين جريان الدم وقوة اندفاعه داخل العضو الذكري، الا ان الوسيلة المتبعة في تحقيق ذلك تختلف بين العلاجين. ومن المميزات الاضافية لهذا العقار انه يؤهل متناوله للمعاشرة الزوجية خلال عشرين دقيقة من تعاطيه مقارنة بحوالي ساعة تتطلبها اقراص "فياغرا". واكد الدكتور أروين غولدشتاين من كلية الطب في جامعة بوسطن الاميركية ان النتائج المشجعة ل "فازوماكس" والمعلومات المتوافرة حول التجارب المستمرة تدعو الى التفاؤل الشديد بأن ادارة الادوية والاغذية الاميركية ستوافق على تسويقه مستقبلاً. لقد ازدادت وفيات متعاطي اقراص "فياغرا" ممن يعانون من امراض القلب في الولاياتالمتحدة الأميركية. وعزى الاطباء اسباب ذلك الى ان مرضى القلب الذين تتجاوز اعمارهم الخمسين او الستين عاماً هم الاكثر عرضة للنوبات القلبية الحادة التي تلي ممارستهم العلاقات الجنسية المرهقة، بمعدل 15 ضعفاً عن غيرهم. واذا كان المرضى بدينين يعانون من انعدام الرشاقة ولا يمارسون التمارين الرياضية، فان نسبة الخطر تزداد بصورة دراماتيكية. لذا ينصح خبير الفحولة البريطاني الدكتور "ستيفن لام" المرضى الذين يعجزون عن الصعود مسافة دورين فوق السلالم بعدم تناول اقراص "فياغرا". وفي مبادرة فريدة من نوعها اقدمت سيدة اميركية على رفع دعوى قضائية ضد الشركة المصنّعة لعقار "فياغرا" لان زوجها فارق الحياة بعد ساعة من تناوله العقار ومباشرة بعد انتهائه من ممارسة الجنس معها. وتجدر الاشارة الى ان زوجها البالغ من العمر 65 عاماً لم يكن من متناولي دواء "نايتروغليسرين" المخصص لمرضى القلب والذي يتفاعل سلباً مع المحتويات الكيماوية لاقراص "فياغرا". اما عمر الزوجة فهو 64 عاماً. وينصح الاطباء عادة مرضى القلب باجراء فحوصات معينة والتشاور مع ذوي الاختصاص قبل تناول اقراص "فياغرا" او اي دواء آخر، خوفاً من بروز مضاعفات صحية قد تعرضهم للخطر او الموت احياناً. وقد ادت المخاوف المتعلقة بمرضى القلب الى دفع الباحثين لايجاد بدائل عن "فياغرا" تتيح لهذه الفئة من المرضى فرصة الاستفادة مما يمكن ان توفره لهم من متعة ونشوة حرموا منها سنوات طويلة. ويحذر الاطباء من مغبة سوء استخدام اقراص "فياغرا" من قبل أشخاص لا يعانون العجز الجنسي. اذ لا توجد دراسات حول هذه الفئة من الناس تبين النواحي السلبية او الأعراض الجانبية الممكن ظهورها نتيجة ذلك. ويبدو ان بعض الاطباء المتهورين باشر في صرف وصفات طبية لمزيج غير مرخص به من الادوية المضادة للعجز الجنسي لتناولها مع اقراص "فياغرا". مما تسبّبت في ظهور تقارير مثيرة عن اشخاص استمرت لديهم حالة الانتصاب لمدد قاربت الاربع ساعات. ومن غير المستبعد ان يساء استخدام دواء "فازوماكس" ايضاً في حال نزوله الى الاسواق وتوافره في الصيدليات. وتقوم الشركة المصنّعة لاقراص "فياغرا" حالياً بتجارب حثيثة للتأكد من فعالية هذا العقار على النساء، بعدما تضاربت الآراء حول جدواه ومدى الاستفادة الممكن جنيها من تعاطيه بالنسبة للجنس الآخر. كما تحرص الشركة على معرفة الجوانب السلبية والاعراض الجانبية الممكن ظهورها عند النساء اللاتي يتناولن العقار. وستتيح هذه الدراسات فرصة ذهبية لايجاد جرعات او تركيبات ملائمة تصلح للنساء وتتجاوب مع النواحي الايجابية التي يجنيها الرجال من الاقراص المتوافرة حالياً. ومن البديهي ان تحاول الشركة تحسين الجرعات المخصصة للرجال بحيث يستفيد منها اكبر عدد ممن يعانون العجز الجنسي فياغرا: مبيعات قياسية يتوافر عقار "فياغرا" المضاد للعنّة بصورة عادية في بعض الدول مثل اندورا وسان مارينو والمكسيك والمغرب والبرازيل وجنوب افريقيا. وسوف يُصرّح ببيعه في دول الاتحاد الاوروبي اواخر آب اغسطس المقبل.