أخي وصديقي الأستاذ يحيى توفيق، إنني واثق من تقديرك لي، وأسعد بودك، لأنك رجل وفي وغالٍ، عرفتك وعرفتني في السراء والضراء، أحسب كل وفائك وأدب نفسك، وأذن لي ان أحسب عليك بعض شطحاتك وهي قليلة والحمد لله، لأنك تقاوم نفسك كثيراً، حينما نشعر أنك لم تنل ما تريد في مجال الشعر، رغم سعيك، وما تنشر مما تنظم، يظلمك الناس أحياناً، وتظلمهم أنت أحياناً أخرى.. غير ان ثم فرقاً بين ظلمك لغيرك، وظلم غيرك لك.. فأنت تتهم رجالاً أكفاء بالجهل وعدم الدراية، لأنك تكتب وأنت غاضب، أو تتحدث عبر ما يلقى اليك من أسئلة، ويظلمك غيرك ممن لا يعرفك، وتضيق أنت بما تسمع من حق وباطل، واختلال الاتزان يؤدي بالانسان الى أن يجور ويخطئ!. يا أخي الأعز، أنا لم أضق بما أدليت به الى ملحق الأربعاء الصادر بتاريخ 20/7/1424ه، ولذلك تجد كتابتي هذه هادئة كهدوئك حين تكون رائعا مشع النفس صافياً.. لكنك يا أخي تتجنى حينما تقول إن الغذامي:«لا علم له بالعروض أو التراث، ذلك أنك تتحدث بلا دليل.. وأريد أن أؤكد لأخي أبي يوسف، أن أنصار الحداثة الذين يناصبهم العداء، أعلم الناس بالتراث، ومن التراث العروض. * وأنا أتهم أخي الأستاذ يحيى توفيق بأنه لا يقرأ، لذلك أجد ان ثقافته محدودة، نعم هو يقرأ الشعر لينظم الشعر، لكنه ليس له دراية بالتراث ولا الحداثة. أنا لا ألوم الأخ يحيى حين يغضب ممن يكيل له النقد الجارح بالحق وبالباطل، ولكن لا أريده أن يلصق تهمه برموز المعرفة. وأقول إننا كلنا خطاؤون، كما يؤكد ذلك الحديث الشريف، ولا أريد من أخي ان يصب جام غضبه على الآخرين، حين يستثار، لأن كلام الانسان محسوب له أو محسوب عليه، وما أكثر ما يحسب عليه مما ينزلق به اللسان، وكثير منه باطل.. وصدقت يا سيدي يا رسول الله، عليك أزكى الصلوات والتسليم، وقد قلت لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، وقد أمسكت لسانك بأصابعك أو أشرت اليه: يا معاذ أمسك عليك هذا، وسأل الصحابي الجليل سؤال المتعلم: أنحن محاسبون على ما نقول - أو ما في معناه - فكان التوجيه النبوي:«ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم». * وقلت عني يا أخي إنني أخشى المواجهة، وأن الأخوين عبدالله الغذامي وسعيد السريحي، كانا يديران النادي.. وأنا أعلم ان مرد ذلك رفضك للحداثة، وقبولي أنا بها، لكن هذا لا يؤدي الى الغاء دوري ومسخ شخصيتي، وأنت العليم، وأعلنت في حديثك أنك تعرفني قبل نصف قرن، فهل رأيت فيّ خواراً وجبناً وذلة؟ أقول سامحك الله، وأنت تعلم ومن صاحبني في النادي بما فيهم العزيزان الغذامي والسريحي والحاضرون من الإخوة، إنني لا أنقاد لما لا يعجبني ولا يروق لي، وأنا أجتهد رأيي، والذي يعمل يصيب ويخطئ، ولعل مبدأ الشورى ديدننا كلنا غير أنك تختلف معي وأختلف معك فهذا شيء طبيعي لكن لا يهبط مبدأ الاختلاف الى التنابذ وسوء الظن والاتهام بالجهل، من خلال حملة، يدفعها أوار نفس غضبى، إنما أن نحسن الظن، وأن نقول للناس حسناً، كما أمرنا خالقنا.. وقديما قالوا: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون عدوك يوما ما، وأبغض عدوك هونا ما، عسى أن يكون صديقك يوما ما.. وإلى الله ترجع الأمور.!