تبوك لؤلؤة الشمال.. أصالة الماضي وتميز الحاضر

شهدت ولا زالت تشهد العديد من الإنجازات

تقع تبوك في شمال غرب المملكة على مساحة 4 ،116كم2 وتمثل 5% من مساحة المملكة وتنقسم جغرافياً إلى ثلاثة أجزاء مميزة أولها سهل تهامة الساحلي المحاذي للبحر الأحمر وثانيها هضبة حسمى والحوض وهي منطقة منبسطة ترتفع عن سطح البحر بين 800 - 1000م وتغطي حوالي نصف المساحة الإجمالية للمنطقة وتحتوي على سلاسل جبلية صغيرة الحجم وثالثها سلسلة جبال الحجاز التي تفصل بين الشريط الساحلي والهضبة الداخلية وهي من أكبر التقسيمات التضاريسية وتبرز من السهل الداخلي منطقة تلالية ترتفع بميل متدرج من 1 -500م تتخللها أودية متعددة العروض ومتباينة وتعد سلسلة مرتفعات جبال الحجاز من أشهر القمم الجبيلة ومنها جبل ديبه وراتفاعه 2350م والجو وارتفاعه 3580م وهي قمم صخرية تعود لعصر ما قبل الكمبري.
تبوك والتاريخ
يؤكد المؤرخون أن تبوك ذكرت في التاريخ اليوناني القديم وكان يطلق عليها (بتاوا) ويقال أنها عاصمة الأيكة ومنها قلعتهم التي يرجح أنها قلعة تبوك الحالية ويقال إنها بئر صالح عليه السلام وتسمى تبوكاً، تابوكا، تبوقا وتحمل هذه التسمية قبل الغزوة بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وإنكم تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي) وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان (يوشك بك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هنا قد ملئ جناناً»
هذا الكلام الذي قاله سيد المرسلين عليه السلام ما نراه الآن في تبوك حيث المنتجات الزراعية والأشجار والأشجار بمختلف أنواعها المنتشرة في المنطقة وأصبحت الزراعة في تبوك إحدى السمات التي تتميز بها إذ بلغ عدد المزارع المنتجة أكثر من 6742 مزرعة على مساحة 52 ،1 مليون دونم وتنتج جميع المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية ووصل الإنتاج من هذه المنطقة الدول الأوروبية.
وموقع تبوك المتميز جعلها محط الأنظار فهي ذات موارد مائية وأراضي خصبة ومستهوى للناس وتطل على ساحل البحر الأحمر قرب جمهورية مصر العربية حيث يمكن للإنسان من بعض المواقع خصوصاً في ساحل رأس الشيخ الحميد القريب من البدع أن يرى إضاءة سواحل مصر المطلة على البحر الأحمر من جهة شرم الشيخ كما أنها ملاصقة للحدود الأردنية عبر منفذين بريين هما حالة عمار والدرة حيث يتصلان بالأردن الشقيق وهذا ما جعل منطقة تبوك يسهل على طريقها الوصول إلى دول الشام وليس عجباً أن تنال تبوك العناية حيث شهدت غزوة تبوك الشهيرة التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسماة غزوة العسرة أو الغزوة الفاضحة لأنها فضحت المنافقين وعندما علم الرسول عليه السلام أن الروم تجمعت بالشام مع هرقل لغزو الجزيرة العربية دعا الناس للقتال ضد قيصر وتحرك المسلمون إلى تبوك لمقاتلتهم واستمرت الرحلة من المدينة المنورة إلى تبوك مسافة 20يوماً وبعد وصولهم توضأ الرسول من عين كانت قليلة الماء وعندها قال ما شاء الله وغرف بيديه قليلاً من الماء وغسل وجهه ويديه ثم أعادها فيها فجاءت العين بماء كثير فاستقى الناس حتى قال عليه السلام يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما هنا قد ملئ جناناً وهذه الغزوة كانت في شهر رجب عام التاسع من الهجرة ومكث الرسول عليه الصلاة والسلام في تبوك بضعة عشر يوماً لم يرق فيها دماً أو يقتل نصرانياً وقد وجد أهلها قد تفرقوا فأقام في تبوك مسجده المعروف حتى الآن مسجد الرسول وبعد انتشار الإسلام واستقرار الحكم للمسلمين في الجزيرة العربية أصبحت تبوك محطة لحجاج الشام.
الآثار بمنطقة تبوك
تزخر تبوك بالعديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصور المختلفة ومن الآثار قلعة المويلح وقلعة تبوك التي تقع الآن وسط مدينة تبوك وتحديداً على امتداد جادة الأمير فهد بن سلطان وقلعة الأزلم وبعض القصور مثل قصر شواق وقصر شغب.
ومن الآثار الإسلامية قرى صغيرة مقامة من الحجر البازلتي مكونة من مجموعة من البيوت المتجاورة أو حجرات بسيطة ومنها مستوطنات التقابل وأم قريات وأبو المرد وأبو القزاز إضافة إلى قرى الفال والبهمية والرينة شرق ضباء ومن الأماكن الأثرية عنونة تيماء ومن الآثار بئر هداج وقصر الأبلق ومسلمة تيماء ومعبد روافة وقصر البجيدي والديسة وقلعة الأزلم وآثار الحوراء بأملج بالإضافة إلى العديد من الآثار الهامة في هذه المنطقة الحيوية الهامة.
تبوك والإنجازات المتواصلة
تعيش منطقة تبوك مزيداً من الإنجازات المتتالية ففي كل مجال تجد التطور والازدهار في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله من دعم لجميع المشاريع التي تهم الوطن والمواطن وتبوك التي تسابق الزمن في نموها العمراني والزراعي والصناعي والتجاري تفخر بوجود العديد من المنجزات التي تحققت لهذه المنطقة وستضاف هذه الإنجازات التي يفتتحها سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز اليوم إلى سجل هذه الإنجازات والمتمثلة في مبنى إمارة منطقة تبوك ومبنى قيادة حرس الحدود بمنطقة تبوك وقد سبق هذه الإنجازات التي تعود بالنفع على المواطن أن تشرفت هذه المنطقة قبل أكثر من عامين بتدشين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام مركز الأمير سلطان الحضاري الذي خدم منطقة تبوك والذي يعد معلماً حضارياً وثقافياً بارزاً في بلادنا الحبيبة حيث يحتوي هذا المركز الذي قدمه سمو النائب الثاني يحفظه الله كهدية لأبناء منطقة تبوك وعلى حسابه الخاص على وظائف متعددة فهذا المركز الحيوي الهام يقع على مساحة قدرها خمسة وسبعون ألف متر مربع ويقع بالقرب من مبنى إمارة منطقة تبوك الذي سيفتتحه سمو وزير الداخلية اليوم ويتكون من مبنى رئيسي ومدرج مكشوف يتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص وأصبحت الاحتفالات التي تقام في منطقة تبوك بمناسبة الأعياد وخلافها تقام في هذا المركز العملاق وكذلك وجود مبنى رئيسي يتسع لأكثر من ألفين وخمسمائة شخص به مسرح وخدمات مساندة ومستودعات ومكاتب ومجالس لاستقبال كبار الشخصيات والمركز مزودبأحدث أنظمة التكييف والأنظمة الصوتية وتستخدم قاعاته لعقد المؤتمرات والندوات وخلافه وبه مكتبة عامة مساحتها ستمائة وخمسة وسبعون متراً.
كا تزخر تبوك بوجود مركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي هذا المركز الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بافتتاحه والذي يعد أحد الإضافات المتميزة في مسيرة الخدمات الاجتماعية الخيرية بمنطقة تبوك فهو يحتوي على إمكانيات عالية المستوى من بناء وتجهيزات ويعتبر رئة تبوك الجديدة فيقدم خدمات متميزة وأنشطة اجتماعية وناد رياضي ومسبح ومكتبة وخدمات صحية لرواده فهذا المركز من مكارم أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز يحفظه الله.
ويوجد بمنطقة تبوك 23 مصنعاً منتجاً حيث يزيد حجم الاستثمارات في المنطقة على 208 ملايين ريال كما أن هناك أكثر من أربعين ترخيصاً لإنشاء مصانع جديدة بالمنطقة.
ومن المعالم الأساسية في منطقة تبوك المؤسسة العربية للتمويل والتجارة «أسترا» فهذه المؤسسة المتميزة حققت ولا تزال تحقق المزيد من الإنجازات والنجاحات الكبيرة هذه المؤسسة أسسها رجل الأعمال الشيخ صبيح طاهر المصري كمؤسسة فردية محققة النجاح تلو الآخر لتضم العديد من الشركات المتخصصة في الزراعة والصناعة والمقاولات والخدمات ومن الأنشطة التي تقوم بها تجارة الحبوب بكافة أنواعها والبهارات والزيوت والمستلزمات التموينية ولها أفرع في الرياض وجدة ومكة المكرمة والدمام ويتبعها:
1- مصنع تبوك للصناعات الدوائية وتبلغ طاقته الإنتاجية 500 طن من الأدوية وتم تصميم المشروع بأحدث تكنولوجيا لصناعة الأدوية ولا ينتج أي ملوثات بيئية وتبلغ طاقته الإنتاجية 226 طناً سنوياً ويهدف هذا المشروع الذي يتبع المؤسسة العربية للتموين والتجارة (أسترا) الإسهام في تأمين جانب حاجة المملكة العربية السعودية من الأدوية البشرية الجاهزة والعالية الجودة وبأسعار منافسة وإنتاج بعض المواد الأولية الأساسية التي تدخل في صناعة الأدوية الجاهزة وتصدير الفائض من الأدوية الجاهزة المصنفة والمواد الأولية إلى الدول الأخرى وإدخال التقنيات المتقدمة من خلال التعاون الفني مع بعض مصنعي الأدوية المعروفين على المستوى الدولي.
2- شركة ميس للمنتجات الطبية وتقوم بتصنيع إبر الحقن المتطورة والمعقمة ومنتجات طبية أخرى وتملك أول مصنع للإبر في الشرق الأوسط.
3- مستشفى الأمير فهد بن سلطان ويعد أول مستشفى خاص في المنطقة الشمالية بالمملكة ويحتوى على عيادات متخصصة وغرف تنويم وعمليات وعناية مركزية وطوارئ وطب أطفال وقسم لطب العيون.
4- شركة ميس لأنظمة ا لري وتصل طاقته الإنتاجية إلى 6 ،34 ألف طن أنابيب و 1480م/طن للمستلزمات الأخرى ويقوم بتصدير كميات كبيرة للدول الخليجية والعربية.
5- مصنع أسترا للصناعات الغذائية وتبلغ طاقته الإنتاجية عشرة آلاف طن سنوياً من المخللات والمربايات والبطاطس.
6- مصنع استرا للبيوت المحمية وطاقته الإنتاجية 300 ألف م2 من البيوت المحمية وعشرة آلاف م2 من المعدات الجاهزة وخمسة وعشرون ألف متر مربع من قواطع مباني البرادات.
بالإضافة إلى مصنع استرا للأسمدة الصناعية ومصنع عبوات الكرتون والبولسترين مطحنة أعلاف أسترا ومصنع الكرفانات والبرادات وينتج برادات النقل الثقيل وخدمات صيانتها وكذلك برادات النقل المبردة وخدمات صيانتها وكذلك وحدات التخزين المبردة والمحمولة على السيارات والعوازل المقاومة للحرارة وشركة استرا لمركبات اللدائن والمصنع العالمي لأنظمة المباني لإنتاج الهياكل والقواعد الحديدية ومصنع الوسائد والأغطية والألحفة ومخبز استرا لجميع أنواع الخبر العربي والأفرنجي والحلويات والفطائر وفرع الإعاشة الذي يقوم بتزويد وتأمين المأكولات الناشفة واللحوم والخضار والفواكه للقوات المسلحة السعودية وشركة الإنشاءات لتنفيذ المباني الحكومية والخاصة في المنطقة وشركة نور التجارية التي تطبق أنظمة التكنولوجيا المتقدمة وفرع للنقليات الذي يقدم خدمات الشحن لمجموعة شركات استرا والشركات الأخرى داخل وخارج المملكة كما أن مزارع أسترا تنتج جميع أنواع المنتجات الزراعية والحيوانية والطيور وتعد من أكبر مزارع العالم من حيث التحكم في الإنتاج وتبلغ مساحتها 2500 هكتار وتنتج استرا سنوياً نحو أكثر من 18 ألف طن من الخضروات ونحو 25 نوعاً من الحقول المكشوفة وشبه المكشوفة. وتبلغ المساحة المخصصة لإنتاج الخضروات حوالي 500 هكتار وتنتج أكثر من ثمانية آلاف طن سنوياً من الفواكه المختلفة ويبلغ عدد أشجار العنب أكثر من 436 ألف شجرة تنتج ما يزيد عن 35 ألف طن ويبلغ إنتاج الزهور حوالي 16 مليون زهرة سنوياً على مساحة 10 هكتارات من البيوت المحمية وتسيطر أسترا على سوق الزهور بالمنطقة وتصدر جزءاً من هذا الإنتاج إلى الدول الأوربية. كما تملك مزارع أسترا مناحل لأكثر من 400 خلية نحل لتلقيح أشجار الفاكهة وبعض أنواع الخضروات ويبلغ إنتاجها السنوي أربعة أطنان عسل كما يتم تسمين أكثر من 150 ألف رأس غنم سنوياً ويضم مشروع تربية الأغنام سبعة آلاف نعجة مختلفة الأنواع يبلغ إنتاجها حوالي 8500 رأس كما تم إنشاء مشروع لتربية الأبقار بنحو 100 رأس من الأبقار وتسمين أكثر من 500 عجل سنوياً وتصل طاقة إنتاج الدجاج أكثر من 4 ملايين دجاجة و 16 مليون بيضة سنوياً.