تعقيباً على ما نشر في «الجزيرة» من مواضيع عن اللغة العربية اقول فإنه لمن الاهمية بمكان ان يتمكن الناس من لغتهم، كتابةً، وقراءةً، ومحادثةً، وخطابةً، وتعلماً وتعليماً، ورصداً للفكر والمعلومات، وللعلوم كافة، وان يجد الناس جميعاً الفرصة متاحة لهم لتحقيق ذلك على اختلاف ظروفهم، واحوالهم، وتطلعاتهم، فمن الناس من يكتفي بما يتعلمه من لغة في دراسته المعتادة، ومن الناس من لا يكتفي بها، لسبب او آخر، اما لأن عمله يتطلب منه قدرة خاصة في اللغة، او يريد المزيد من لغته العربية ليتفوق في دراسته، وابحاثه، او غير ذلك، فإذا لم تكفه حصيلته اللغوية في الدراسة المنهجية المعتادة، فيجب ان يجد ما يحقق بها غرضه او طموحه. ومن المعلوم ان اللغة العربية بحر لا ساحل له، وكلما ازداد المرء منها، اتسع فكره، انصقل عقله، علت همته، وارتفعت قدراته. ولا يحيط احد باللغة العربية مهما بذل في سبيل ذلك، ومهما اوتي من الامكانيات والقدرات، فهي ذات ابعاد واعماق تصعب الاحاطة بها. وقد ادى عدم استعمال اللغة العربية في المحادثات العامة، والخاصة الى جهل الناس لكثير من مفرداتها، ومعانيها الدقيقة، واستعمالاتها الصحيحة. واصبح المتداول بينهم قشورها دون لبها، الذي اصبح هماً عظيماً على الكراسي الدراسية. وينظر الناس الى هذه المملكة انها منبع الخير، وانها ام الاصول، وعليها من المسؤولية ما ليس على غيرها. اللافت للنظر حقاً ما وجدته اللغة العربية من تجاهل مقصوداً من غير العرب واعداء الدين، وغير مقصود من العرب انفسهم، ولا نلوم ونعاتب اعداء اللغة والدين، لأن هذا مُناهم ومطلبهم. ولكن الملومين فقط هم المسلمون والعرب، الذين يتجاهلونها في معظم الاحوال لجهل منهم، وبوسيلة قد لا ينتبه الغالبية منا الى خطورتها وحدتها، الا وهي استعمال العامية والكلمات الدخيلة على لغتنا، لاسيما في الاسواق والمجتمعات العامة، والادهى والامر استعمالها في مؤسساتنا التعليمية التي لا تكون جامعاتنا بمعزل عنها، اذا استخدمت العبارات العامية الدخيلة والكلمات «المستعربة» التي هي اصلاً مصطلحات او عبارات اجنبية تحورت وتحولت لتحل محل كلمات اساسية في لغتنا العربية. فيا اخوة الاسلام ويا اخوة العروبة، فلنقف ولنتكاتف لنصد هذا الهجوم على لغتنا التي هي عنواننا وعنوان هويتنا، ولنردد: لا تلمني في هواها ليس يرضيني سواها لست وحدي افتديها كلنا اليوم فداها لغة القرآن هذي رفع الله لواها