اطلعت على المقالة التي سطرتها أنامل الأستاذ عبدالعزيز الدباسي في تعقيبه على الأخ صالح العيد. ولقد كان من كلام الأستاذ الفاضل فيما معناه أنه كتب قرابة الألف مقال ولم يركز الأخ العيد إلا على مقالات التعدد. في هذا الصدد أحببت أن أعرض رأيي في هذه المسألة، فالحق أقول إن كثيراً من الكُتّاب تسطر أناملهم مقالات رائعة وعبارات لاذعة تعجب القراء وتنال إعجابهم وتطرب عقولهم وتؤثر في أحاسيسهم، يعيشون هذا الجمال لأنفسهم ولا يعلم الكاتب حينها مدى جمالية هذا المقال وهل هو من المقالات الحديثة أم لا؟ وهذه نقطة يغفل عنها الكثيرون. أين الجانب التشجيعي للفرد وأين بث العواطف لصاحب المقال ليقوى قلمه وتثبت عزيمته وتتدفق ذاكرته بألوان من الإبداع وأشكال من البيان والحس المرهف، ولكن الذي نراه في شتى الصحف أن المقال لا يأتي إلا تعقيباً وهذا لا بأس به لأن أفكار الناس ليست واحدة فالاختلاف في وجهات النظر من نعم الله سبحانه وتعالى على عبادة. وأنا بالذات وفي هذه النقطة بالخصوص أرحب بمثل هذا وأجعل له مكاناً في ضميري وأعبد له طريقاً إلى فؤادي لأنه يفتح لي آفاقاً من المعرفة وأنفاقاً من العلوم، فأهلاً وسهلاً به، ولكن الذي يسوؤني ويكدر خاطري أن أرى كثيراً من أصحاب الأقلام عند الرد على المخالف يسل قلمه ليقذف من يريد ويوجه له كلمات العتاب وخطابات السباب ويخفي محاسنه ويبرز مساوءه فيحسبها القارئ خصلة ملازمة لذلكم الكاتب فأين الخيار حينها وأين الإنصاف والروية في الأحكام.. لماذا نرى الحكم طائشاً، وميزان العدل ليس عادلاً؟ إن على الناقد أن يلمح لجوانب الخطأ ويبين معالم الصواب ليكون الكاتب موازناً بين كفتين فيستفيد منه الآخر أما أن يثقل الكاتب بالمديح الزائد المغالى فيه فهذا بحد ذاته معمٍ للقلب، لا يستطيع صاحبه أن يكشف ما به من عيوب وأخطاء، بل أعطي فوق قدره فظنه أعلم الناس وبين آخر لم يتركه القارئ إلا عظماً!! فسلط عليه سيوفه ورماه بخناجره فانهد كاهله وضعفت قوته، ولا حول ولا قوة إلا بالله من هذا الحكم الجائر والميزان الظالم. هي دعوة صريحة للعدل في الأحكام والرأفة بالأنام فهلا عقل أصحاب الأقلام؟ سليمان بن فهد المطلق