عندما تجول عيني في بعض المنتديات ، وقراءة بعض الأخبار والتعليقات يرتد إلي البصر خاسئاً وهو حسير . حسيرٌ على أيادٍ قد أطلقت لأناملها أن تكتب على لوحات المفاتيح ماتشاء ..فتتستهزء ماتشاء .. وتسخر ممن تشاء .. وترمي التهم جزافا كيفما تشاء ..وتبالغ وقد تكذب أحيانا بما تشاء .. وتلمز وتهمز ذا وذا.. كلمات تُنشر وتعليقات تُنثر كثيرٌ منها.. رائدٌها سوء الظن ..وبريدها التعجل .. وبضاعتها شائعات تروج هنا وهناك ..وبعضها غيرة حاسد ..وحب للانتقاص .. آسى عندما أقرأ تعليقا يطعن في النيات ، ويستقرأ دواخل القلوب التي لايعلمها إلا علام الغيوب . آسى عندما أقرأ قذفاً للأشخاص في شرع الله يعزر كاتبه ، ويؤدب صاحبه . آسى عندما أقرأ استحقاراً للجهود ، وانتقاصاً للعاملين . آسى عندما لا أجد لهذا المعلق إلا دورالمصنف المنتقص المحتقر المشكك ، فتجده طوافاً على الأخبار والمقالات ليعلق عليها من خلال نظارته السوداء بعبارات قد نزع منها الحياء ، وملئت بسيء القول والبذاء . آسى عندما أقرأ عشرات التعليقات في جدل عقيم ..وكلام سقيم .. هي الكلمة أيها القارئ الكريم : فأين اليوم زمامها ؟! وأين هو خطامها ؟! أين حقيقتها ؟! أين مصداقيتها ؟! أين طيبها وعفيفها ؟! أفلا على أنفسهم أقلّوا..وقبل أن يكتبوها ويرسلوها ولو لحظة توقفوا.. ليخاطب كاتبها نفسه : أهي كلمة كتبتُها ..وتعليقةٌ علقتها..أرجوا فيها نفعا ..أو للضر دفعاً ..أو لنقد بناءٍ رفعا. أم أن فيها سخرية واستهزاءً ..وتقذيعاً للأشخاص وازدراءً ، ونشراً للمعايب وافتراءً . أذكر أناملي والأنامل التي تكتب كل يومٍ سيلا من الكلمات أذكرها بقول العظيم سبحانه ( ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد ) فالموعد الله والحسيب الله والكلمة التي كتبت وذهبت عند الله ماذهبت بل وربي في كتاب الحساب بقيت ، فاكتب صوابا وارجُ من الرحمن ثوابا وأعد ليوم لايملك البشر منه خطابا . أخوكم / فيصل بن عبدالرحمن الشدي عضو هيئة التدريس بجامعة الخرج البريد الالكتروني [email protected]