وزير الحرس الوطني يحضر عرضاً عسكرياً لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الوطني الكورية    وزير الحرس الوطني يصل جمهورية كوريا في زيارة رسمية    ترمب يتحدث عن وجود تزوير في فيلادلفيا.. والمدعي العام ينفي    السعودية تتقدم عالمياً في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة مضاوي بنت تركي    «المالية»: 309 مليارات ريال إيرادات ميزانية الربع الثالث.. و«غير النفطية» تصعد 6 %    التعاون يواجه ألتين للتمسك بالصدارة في «آسيا 2»    الجبلين يتغلّب على نيوم بهدف في دوري يلو    الاتفاق يتغلب على القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج    «التعليم»: تدريس اللغة الصينية بما يعادل مدة الابتعاث    تنفيذ حكم القتل تعزيراً في أحد الجناة بمنطقة المدينة المنورة    آل الشيخ في مؤتمر «cop29»: تنوع الثقافات واحترام خصوصية كل ثقافة.. مطلب للتعايش بين الشعوب    «الحسكي».. مكونات سياحية بمحمية الإمام تركي بن عبدالله    مجلس الوزراء يقر إطار ومبادئ الاستثمار الخارجي المباشر    سان جرمان وبايرن يسعيان للعودة إلى سكة الانتصارات    بيولي: النصر يستهدف اللقب الآسيوي    مشروع رؤية 2030.. أول الغيث    9146 ريالا زيادة سنوية بنصيب الفرد من الناتج المحلي    الحوادث المرورية.. لحظات بين السلامة والندم    الزائر الأبيض    ازدهار متجدد    تبكي الأطلال صارن خارباتي    سلام مزيف    فلسفة الألم (2)    الممارسون الصحيون يعلنون والرقيب لا يردع    د. الذيابي يصدر مرجعًا علميًا لأمراض «الهضمي»    انقطاع نفس النائم يُزيد الخرف    القيادة تهنئ رئيسة مولدوفا    المنتخب السعودي .. وواقعية رينارد    Apple تدخل سوق النظارات الذكية لمنافسة Meta    أول قمر صناعي خشبي ينطلق للفضاء    إلزام TikTok بحماية القاصرين    أداة لنقل الملفات بين أندرويد وآيفون    محمية الغراميل    اتفاقية بين السعودية وقطر لتجنب الازدواج الضريبي.. مجلس الوزراء: الموافقة على الإطار العام والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    ثري مزيف يغرق خطيبته في الديون    الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً    الاحتلال يواصل قصف المستشفيات شمال قطاع غزة    معرض سيتي سكيب العالمي ينطلق الاثنين المقبل    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    يا كفيف العين    اللغز    خبراء يؤيدون دراسة الطب باللغة العربية    رأس اجتماع مجلس الإدارة.. وزير الإعلام يشيد بإنجازات "هيئة الإذاعة والتلفزيون"    عبدالوهاب المسيري 17    15 شركة وطنية تشارك بمعرض الصين الدولي للاستيراد    الصناعة: فوز11 شركة برخص الكشف بمواقع تعدينية    همسات في آذان بعض الأزواج    وقعا مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري.. وزير الدفاع ونظيره العراقي يبحثان تعزيز العلاقات الدفاعية وأمن المنطقة    X تسمح للمحظورين بمشاهدة منشوراتك    فالنسيا تعلن فقدان أثر 89 شخصاً بعد الفيضانات في إسبانيا    تأثيرات ومخاطر التدخين على الرؤية    التعافي من أضرار التدخين يستغرق 20 عاماً    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل المصري    أبرز 50 موقعًا أثريًا وتاريخيًا بخريطة "إنها طيبة"    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة مضاوي بنت تركي بن سعود الكبير    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    كلمات تُعيد الروح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عراقة تيماء بين التاريخ والآثار
تبوك لؤلؤة الشمال - الجزء الثاني 1 / 6 عام 1369ه تأسست إمارة تبوك بتولي الأمير خالد السديري إمارتها قصر الحمراء من أبرز الآثار ويرجع بناؤه إلى العصر الحديدي
نشر في الجزيرة يوم 01 - 03 - 2003


حلقات أعدها: عبدالرحمن محمد العطوي
ننطلق هذا الأسبوع في حلقات حدود الوطن إلى حيث تبوك «لؤلؤة الشمال» التي سبق ان نشرنا الجزء الأول عنها وفي هذا الجزء نستكمل الحديث عن بعض المحافظات التي لم تتسع حلقات الجزء الأول للحديث عنها. والتي نبدأها اليوم بمحافظة تيماء والتي تبعد عن مدينة تبوك نحو 264كلم.
تقع محافظة تيماء في الجزء الشمالي الغربي من المملكة وقرب الطرف الشمالي الغربي من بادية نجد أي على حافة النفود الكبير الغربية وتبعد عن مدينة تبوك بمسافة 264 كم وهي تمثل كمنتصف الطريق بين مدينة تبوك والمدينة المنورة.
تيماء في كتب الرحالة والجغرافيين المسلمين
حظيت مدينة تيماء باهتمام المؤرخين والجغرافيين والآثاريين المسلمين الذين زاروها وكتبوا عنها وقد ذكر الباحث الاثري محمد السمير التيمائي في كتابه (تيماء) أن الكتابة عن تيماء مرت بمرحلتين المرحلة الأولى مرحلة المؤرخين والجغرافيين المسلمين القدامى وهم أول من كتب عن تيماء ولهم يرجع الفضل الكبير بعد الله في التحقق من شخصية مدينة تيماء في العصور الإسلامية وهؤلاء المؤلفون على سبيل المثال المقدسي والبكري وياقوت الحموي والطبري.. الخ.
وقد تطرقوا في كتاباتهم عن تيماء عن مصالحة أهل تيماء رسول الله صلى الله عليه وسلم على اداء الجزية وإجلاء الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللله عنه عن يهود تيماء ومواقع وأشجار تيماء والطرق المارة بتيماء وربطها بغيرها من البلدان وموقعها بالنسبة لبلاد الشام.
اما المرحلة الثانية فهي مرحلة الباحثين العرب المحدثين والذي قام بها عدد من الباحثين السعوديين بزيارة لتيماء وضمنوا مؤلفاتهم نبذة عنها ومنهم من خصها بكتاب يتحدث عن آثارها وحضارتها القديمة.
وممن زاروا تيماء وألف عنها عبدالقدوس الانصاري الذي قام برحلة من المدينة المنورة إلى تيماء بتاريخ 25/5/1385ه ونشر ذلك في كتاب اسماه (بين التاريخ والآثار) صدر عام 1389ه..
كما زارها الاستاذ حمد الجاسر بتاريخ 11/5/1970م ونشر ذلك في كتاب صدر عام 1970م تحت مسمى (في شمال غرب الجزيرة) وكلا الاثنين تناولا تيماء من الناحية التاريخية فقط ولكن تبقى اعمالهم رمزاً يهتدى به لكل من أراد البحث عن تاريخ تيماء.
كما زار هذه المدينة عدد من الرحالة الأجانب وكان بداية ذلك في القرن التاسع عشر الميلادي ومن أوائل ذلك الباحث السويدي والسن وكان ذلك في عامي 1845م وزيارة أخرى له عام 1848م وتلاه كذلك الايطالي كارلو جوارماني سنة 1864م والرحالة الانجليزي تشارلز دوتي سنة 1877م كما زارها المستشرق الالماني اوتنج عام 1884م كما زارها اثنان من الفرنسيين هما جوسين وسافيناك سنة 1907 1909م وسجلا كثيراً عن الآثار التي تزخر بها هذه المدينة وركزوا على النقوش والكتابات القديمة حيث زاروا ما يسمى بالخبو الشرقي والخبو الغربي اللذين يقعان جنوب غرب تيماء بحوالي 15كم بالاضافة إلى عدد آخر من الاجانب.
المواقع التاريخية بتيماء
برج بدر بن جوهر
يقع هذا البرج في الجزء الجنوبي الغربي من تيماء جنوب قصر الأبلق مباشرة يحتل اعلى نقطة في المنطقة ويقوم البرج على جبل رملي والبرج عبارة عن مبنى مربع الشكل تبلغ ابعاده 3م2 والبرج مشيد أصلاً لمراقبة المنطقة الجنوبية الغربية من تيماء.
جبل غنيم
يقع جنوب تيماء بحوالي عشرة كيلومترات ويقع على ارتفاع 4000 قدم عن سطح البحر ويستمد أهميته من وجود عدد كبير من النقوش والكتابات التي دونت بالخط الثمودي وكان أول من اكتشف هذه النصوص الرحالة الانجليزي فيلبي عند زيارته لتيماء عام 1951م.
منطار الضليعات
يقع في الجهة الجنوبية من تيماء فوق قمة أحد الجبال وأقيم استخدامه كبرج مراقبة وتوجد عليه عدد من الكتابات.
غيران الحمام :تقع شرق تيماء ضمن الكهوف الصخرية الطبيعية وتعرف محلياً بغيران المجدر وتستخدم كمحجر صحي لمن يصابون بمرض الجدري وتحتوي على نقوش ثمودية وإسلامية ورسومات لأشكال حيوان يعتقد أنها من العصر الحديدي.
الحصين :عبارة عن صخرة دون عليها عدد من النقوش الثمودية والصور.
الخبو الغربي :عليه صور حيوانات ورجال يحملون رماحهم وسيوفهم في حالة هجوم وهو مكان منخفض تتجمع فيه المياه وتحيط به الجبال.
الخبو الشرقي :به عدد من النصوص الثمودية والرسومات الصخرية.
طويل سعيد :عبارة عن برج مراقبة وانشىء لتحذير سكان تيماء في حالة اقتراب الاعداء وبه عدد من النقوش الثمودية وبعض الكتابات العربية.
وضحى :عبارة عن صخرة مسطحة مستديرة يبلغ نصف قطرها 10 أمتار وهي مليئة بالكتابات القديمة والرسوم الصخرية.
منطار بني عطية
عبارة عن بناء مقام على شكل مكعب فوق صخرة مرتفعة عن سطح الأرض بحوالي 10 أمتار ومشيد من الحجارة واقامته كبرج مراقبة ودون على جدرانه عدد كبير من النصوص الثمودية.
المعالم الأثرية بتيماء
من أهم المعالم الآثرية بتيماء هي:
1 السور الأثري الكبير.
2 قصر الحمراء.
3 - قصر الرضم.
4 بئر هداج.
5 قصر الأبلق
1 السور الأثري الكبير
يحيط هذا السور بتيماء من ثلاث جهات الغربية والجنوبية والشرقية وتكمن أهمية هذا السور كاستخدامه خط دفاعي ضد الحملات والغزوات التي تتعرض لها تيماء ويرجع بناؤه إلى القرن السادس.
وهذا يدلنا على أهميتها وانها كانت مطمعاً للمالك والسور يبين قدرة الانسان في الماضي على تسخير واستخدام الموارد الطبيعية وما يراه مناسباً لتأمين البلدة وسكانها وتختلف مادة بنائه من جزء لآخر، فالجزء الغربي مشيد من واجهتين كبيرتين كل واحدة مكونة من كتل حجرية كبيرة من الحجر الرملي وضعتا في مداميك غير منتظمة وفي أماكن أخرى استخدمت أحجاراً أصغر حجماً وفي بعض الاجزاء استخدم اللبن (الطين) واستخدم الصلصال والطين وطريقة بنائه نلاحظ أنه في بعض الأماكن جاء منسقاً بينما بني في اماكن أخرى بطريقة عشوائية ويبدو أن هذه الأماكن قد أضيفت في فترة لاحقة بعد تهدم هذه الاجزاء.
ويقدر ان كل بوابة عرضها 12 متراً وتقع البوابة الأولى على مسافة حوالي 500م إلى الجنوب الغربي من قصر الحمراء بينما تقع الأخرى على بعد 170 متراً إلى الجنوب الغربي من قصرالرضم ويعتقد أن هناك ثلاثة ابراج ويبلغ اتساعها 5 ،8 أمتار.
ويرجع تاريخ بناء السور إلى العصر الحديدي وتحديداً القرن السادس إلى الخامس قبل الميلاد ويعتقد ان الأمبراطور البابلي (555 539) قبل الميلاد هو من أمر باقامة هذا السور.
قصر الحمراء
يقع في الجهة الغربية من تيماء عند الطرف الشمالي الغربي من سلسلة مرتفعات التي تمثل امتداداً متصلاً بجزء من احد اسوار تيماء الفرعية.
ويعود تاريخه إلى العصر الحديدي وتحديداً القرن السابع إلى الخامس قبل الميلاد وتسميته تعود إلى لون الطبيعة الجبلية في المنطقة حيث يغلب على صخور المنطقة اللون الأحمر.
تم اكتشاف الموقع عام 1399ه من قبل الفريق الاثري المكلف بمسح ميداني لموقع تيماء بعد ذلك قامت الادارة بتكليف فريق أثري للتنقيب في القصر واستمر العمل به اربعة مواسم، وكان يرأس الفريق الدكتور حامد أبودرك واسفر العمل عن اكتشاف العديد من المعثورات التي تمثل المعادن والنقوش والكتابات الآرامية والثمودية والنبطية وبعض المسكوكات ويتكون القصر من ثلاثة اقسام هي.
القسم الأول: يقع إلى الشمال من قصر الحمراء ويستخدم للنشاط الديني وقد اكتشف في هذا القسم معبد يعود تاريخه للقرن السادس إلى الخامس ق.م.
كما عثر على مسلة مكتوبة بالخط الآرامي وحجر مكعب منقوش على جانبيه يمثل طرز تأثيرات من جنوب الجزيرة وما بين النهرين وبلاد الشام.
القسم الثاني: يقع الى الجنوب من القسم الأول ويتكون من غرف مربعة الشكل غير منتظمة الابعاد.
القسم الثالث: يقع أقصى اتجاه الجنوب ويتكون من اساسات الجدران التي تمثل سلسلة من الغرف المتعامدة على جدار يتجه من الشمال للجنوب.
قصر الرضم
يقع في الجهة الغربية من تيماء على مسافة 100م من السور الغربي للمدينة وسمي بهذا الاسم كون أي مبنى يطلق عليه العرب قديماً اسم قصر.
فالرضم لدى أهالي تيماء والحجاز أي المبنى المشيد من الحجارة والمبنى مستطيل الشكل تبلغ أطواله 34*25م وارتفاعه يصل إلى 5 ،3م ويعود تاريخ بنائه إلى النصف الأول من الالف الأول قبل الميلاد.
بئر هداج
تقع في وسط المدينة القديمة في منطقة تعرف باسمها وتحيط بها أشجار النخيل من جهاتها الأربع وقد عرف عنها بأنها اعظم بئر في الجزيرة العربية واشهرها ويطلق عليها شيخ الجويه أي شيخ الآبار وكان يطلق على الرجل الذي يتميز بالكرم والجود هداج تيماء ونجد الشاعر المدني إبراهيم المدني يمدح والي اليمامة في أول القرن الثاني الهجري وهو السري بن عبدالله الهاشمي فيقول:
ألحمامة في نخل ابن هداج
صاحب صبابة عاتي القاس مهتاج
والبئر مطوية بالحجارة المصقولة ويتراوح عمقها من 11 12 متراً وابعادها منتظمة كالتالي «10*13*12*5*10*16م» أي أن محيط فوهتها تبلغ 65 متراً.
ويقول الرحالة فيلبي وهو أول من كتب عنها وأخذ صورة فوتوغرافية بحالتها القديمة للبئر قبل اربعين عاماً عن بئر هداج انها كانت مورداً لكثير من قوافل الجمال وقطعان الماشية التي تقصدها في اماكن بعيدة للسقيا هذا علاوة على أن الواحات الزراعية المجاورة كانت تروى من مياه هذه البئر وتستطيع البئر ان يسنى عليها بتسعة وتسعين جملاً دفعة واحدة اثناء فصل الصيف وتنقل المياه من البئر بواسطة قنوات يبلغ عددها إحدى وثلاثين قناة معمولة من الحجارة.
وتاريخ حفر هذه البئر مقارنة بين طريقة بناء جدرانها وبين طريقة بناء قصر الرضم يمكننا ان نعيد تاريخ بناء هذه البئر إلى نفس فترة بناء قصر الرضم أي حوالي القرن السادس قبل الميلاد.
ويوجد في أعلى عين للبئر من الجهة الغربية فتحة غائرة تبلغ ابعادها 5 ،1*1م ويقال انها عبارة عن قناة تصل ما بين بئر هداج وبئر الحمراء وهناك روايات تقول انها تصل ما بين بئر هداج وقصر الرضم.
وللوصول إلى اجابة مقنعة يعتقد ان هذه الفتحة عبارة عن خندق يصل ما بين البئر وبين احد القصور المهمة قديماً للسقيا في حالة تعرض المدينة للحصار.
وللبحث في أصل المسمى يعتقد الدكتور عبدالرحمن الانصاري أن لفظ هداج ربما كان له صلة باسم المعبود «هدد» أو «داد» إله المطر الذي كان معروفاً بين الساميين في المنطقة وفي العصر الحديث مازالت بئر هداج جوادة في مائها إلا أنه نظراً لقيام المزارعين المجاورين للبئر بحفر آبار ارتوازية داخل مزارعهم فقد قل ماء هداج نوعاً ما.
ويولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك اهتمامه الشديد بكافة الآثار بالمنطقة ومن ضمنها بئر هداج حيث يقوم سموه بزيارة هذه البئر اثناء جولاته التفقدية لمحافظات ومراكز وقرى المنطقة كل عام ويوجه بتقديم ما تحتاجه هذه الآثار من اعمال وترميمات.
قصر الأبلق
يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة ويحيط به سور كبير متصل بسور المدينة العظيم ويطلق عليه الحصن ويعرف «بحصن الأبلق» و«الأبلق الفرد» واكبت هذا الحصن شهرة تاريخية عظيمة ونُسب بناؤه إلى عاديا وسمي بالأبلق لأن في بنائه بياضاً وحمرة وقد ورد ذكر الحصن في العديد من الكتب ومما ذكره ياقوت الحموي الذي يقول عنه: «انه على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنه من العظمة والحصانة وهو خراب».
ويعلق الأستاذ حمد الجاسر على ما ذكره ياقوت الحموي بقوله: «ان ياقوتاً لم يشاهد تلك الآثار ولكن نقل وصفها عن خبير ولهذا وقع الخطأ، إذ إن اثار الحصن واطلاله لا تزال باقية وهو مبني من الحجارة لا من اللبن واثاره تدل على العظمة والقوة.وقال الأصفهاني حول الحصن «وكان هذا الحصن لجده عاديا واحتفر فيه بئرا روية عذبة وكانت العرب تنزل به فيضيفها وتمتار من حصنه وتقيم هناك سوقاً.
وقد قامت الادارة العامة للآثار باجراء عدد من الحفريات به واتضح ان الموقع قد استوطن من اوائل الألف قبل الميلاد واستمر الاستيطان حتى القرون الميلادية الأولى.
وجاء ذكر الحصن في عدد من القصائد للشعراء ومن هؤلاء قول السموأل يفاخر بحصنه.
بني لي عاديا حصناً حصيناً
وماء كلما شئت استقيت
حصن الأبلق والزباء
ينسب إلى الزباء ملكة تدكر مثل يقول «تمرد مارْد وعَزّ الأبلق».
والزباء هذه عاشت في القرن الثالث الميلادي وقتلت عام 273م ونستنتج من هذا المثل المنسوب إلى الزباء ان صح كما اورده الاستاذ محمد التيماني في كتابه «تيماء» أن الزباء لم تستطع اخضاع سكان هذا الحصن.
التعليم في تيماء
كان التعليم في السابق يقتصر على ما يتعلمه الصبية في المسجد من أمور دينهم حيث كان يقوم على التعليم من لديه خلفية بسيطة من أمور الدين وكانت تقتصر على حفظ سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن الكريم وكيفية الصلاة والصوم وغيرها من الأمور التي تواجههم واستمرت على هذا الحال حتى بداية منتصف القرن الثالث عشر الهجري حيث أصبح السكان يبعثون بأبنائهم إلى المشايخ الذين تولوا أمر القضاء في تلك الفترة ومن هؤلاء المشايخ الشيخ عبدالله الخلف والشيخ سليمان الحامد اللذان تعلم لديهم وغيرهم الشيخ فياض الزيدان الذي تولى تسليم الطلبة منذ منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث كانت الدراسة في المسجد على فترتين صباحية ومسائية تبدأ الفترة الأولى بعد طلوع الشمس وحتى قبيل الظهر والثانية قبل صلاة العصر وتنتهي قبل غروب الشمس هذا البرنامج على مدار الأسبوع عدا الخميس والجمعة فيوم الخميس للمراجعة وتسميع ما حفظه الطالب ويوم الجمعة عطلة يستعد فيها الطالب لاحضار ما تتطلبه الدراسة من طين أبيض لمسح لوح الخشب الذي يكتبون ويقرءون عليه وكذلك لاحضار أقلام من عيدان القصب ويعد الحبر لاستخدامه طيلة الأسبوع اللاحق في كتاباته.
وكانت المناهج الدراسية في بداية التعليم في تيماء تعتمد على الأحرف الهجائية وتعلم حركات التشكيل والتشديد والفتحتين والكسرتين والضمتين والقاعدة البغدادية وتركيب الكلمة والقرآن الكريم والثلاثة الأصول وشروط الصلاة والأحاديث الأربعين والفرائض ورياض الصالحين وكانت الأدوات المستخدمة في الدراسة السكين والقلم والمسطرة والحبر والمحبرة والمسطعة.
أما في العصر الحديث ومنذ أن دخلت تيماء تحت لواء الحكم السعودي الزاهر في أواخر عام 1369ه والبلد آخذ في التطور التعليمي فكانت أول مدرسة افتتحت المدرسة السعودية الأولى وكان افتتاحها عام 1370ه وعدد الطلاب في ذلك الوقت 214 طالب والفصول تسعة فصول.
ثم افتتحت أول متوسطة بتيماء 1386ه وعدد الطلاب 263 طالب وعدد الفصول عشرة فصول ثم افتتحت مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية عام 1395ه وكان عدد الطلاب 183 طالب وافتتحت أول ثانوية 1397ه وعدد الطلاب 200 والفصول عشرة فصول وافتتحت المدرسة المحمدية الابتدائية عام 1398ه وعدد الطلاب 445 والفصول 14 فصلاً كما افتتحت مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، الابتدائية والمتوسطة عام 1401ه وعدد الطلبة 235 والفصول تسعة فصول والابناء السادسة عام 1403ه وعدد الطلبة 92 والفصول ستة فصول كما نال تعليم البنات حظه في هذه المحافظة حيث افتتحت أول مدرسة للبنات عام 1386ه وكان عدد الطالبات 297 طالبة والمتوسطة افتتحت عام 1392ه وعدد طالباتها 258 كما افتتح معهد المعلمات بتيماء عام 1408ه وكان عدد الطالبات 48 طالبة والآن يوجد بتيماء العديد من المدارس للبنين والبنات وشملت هذه المدارس مختلف المراحل الدراسية وانشئت المدارس بالقرى والهجر.
تأسيس إمارة تيماء
تأسست إمارة تيماء أواخر عام 1369ه حيث كان أميرها خالد السديري حتى أوائل عام 1370ه حينما تولى الإمارة الشيخ عبدالله إبراهيم الشنيفي حتى سنة 1384ه حيث تولى الامارة الشيخ سليمان بن يوسف الشنيفي حتى نهاية عام 1390ه ثم تولى الامارة الشيخ صالح البليهي من اوائل عام 1391ه إلى 1/7/1402ه بعدها تولى الامارة الشيخ سعود بن عبدالعزيز المتعب.
الخدمات الحكومية بتيماء
حظيت مدينة تيماء كغيرها من مدن المملكة بتوفير المرافق والخدمات اللازمة لتحقيق رفاهية المواطن حيث يولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك اهتمامه الكبير بهذه المحافظة ومختلف محافظات ومراكز وقرى منطقة تبوك حيث وفر على المواطن في تيماء عناء السفر إلى مدينة تبوك بتوفير كافة الأجهزة الحكومية في تيماء فهناك المستشفيات والمراكز الصحية وافرع لكافة الاقسام الحكومية كمراكز للشرطة والمرور ومبنى متكامل للبلدية وفرع لوزارة الزراعة وفرع لشركة الكهرباء وكل ما يتطلبه المواطن في هذه المحافظة.
عادات وتقاليد أهل تيماء
من العادات التي يتمسك بها أهل تيماء كما ذكر الباحث الأثري محمد التيمائي هي:
1 العونة وهي ان يقوم مجموعة من الأهالي بمساعدة أحدهم عند قيامه بعمل كبناء بيت او حفر بئر او مساعدته في الزراعة كيوم الرياس الذي يتم فيه اخراج الحب من السنابل بواسطة الحمير لكن في الوقت الحاضر اتخذت العونة شكلا آخر حيث تتم مساعدة اي شخص مقدم على الزواج بالمال او الذبائح وخلافه.
2 السفارة:
وهي ان يمشي مجموعة من الأهالي مع العريس من بيته الى بيت أهل العروس مرددين الاهازيج على أصوات الطبول حاملين معهم (الاتاريك) وهي المصابيح التي تضاء في الليل بواسطة الغاز أو الكاز وهذا العمل قديما اما الآن فتستخدم السيارات في شكل موكب لمرافقة العريس.
3 الختان: ويسمى محليا بالطهار أو الطهر حيث يوضع الطفل وسط صحن يسمى الطشت ويتم مشاغلة الطفل حتى يتم الختان له بعد ذلك يتم اطلاق الزغاريد تعبيراً عن الفرحة باتمام عملية الختان بالاضافة الى عمل الرشايش والرحلات.
الأكلات الشعبية: الرغيف: ويعمل من دقيق القمح حيث يعجن بالماء ويوضع على الصاج الساخن حتى يجف ويقلب على الوجه الآخر ثم يقشر بالسكين ويؤكل كما هو او يقطع مع ايدام القرع او الطماطم وغيرها.
الهفيت: ويعمل من دقيق البر ويختلف عن الرغيف بانه رقيق السماكة.الجمرية: وتعمل من دقيق البر وهي عبارة عن خبزة سميكة توضع على الجمر وتغطى بالجمر كذلك ويتم مسحها بالسمن البلدي وتسمى الفتة أو المفتوتة واذا كانت مع اللبن تسمى الخميعة.
الجريش: ويعمل من حب القمح المجروش.
المرقوق: ويعمل من دقيق البر وذلك بعجنه ثم يقسم اقساما بواسطة (المرقاق) وهو معمول من الخشب حتى يصبح رقيقة السمك لتوضع بعد ذلك بالقدر ويتم قلبها بواسطة المرقاق بداخله.
النميش:ويعمل من القمح وتأتي حبته كاملة بعد الطبخ.
الكعيكات: تقطع على هيئة قطع دائرية بواسطة إحدى العلب.
البكيلة: وتعمل من السمح الذي ينبت بالبر أو من العشير حيث تقطف السنابل وهي خضراء ثم شويها ثم طحنها وخلطها بالسمن.
الألعاب الشعبية عند أهل تيماء:
اولا: العرضة.
كانت العرضة تقام في السابق اوقات الحروب وتقام قبل الهجوم لشحذ الهمم وبعد رجوع الجيش منتصراً اما الآن فتقام في المناسبات السعيدة ومن اغاني العرضة قول الشاعر خالد عطا الله الرمان وهو من اهالي تيماء.
اليوم تيماء زانها فجر جديد
فجر يشع النور فوق اركانها
ثانيا: السامري:
وتؤدى في المناسبات ويكون المغنون جلوساً وبينهم من يقرع الدف ومن القصائد قول نفس الشاعر اعلاه:
يا ليت يا عرب يسمع الشور
ويجنب اللي جنبه وش يبي به
يترك هوى اللي صار للعمر عاثور
وشله فبهو يدفعه للهيبة
جتني العلوم وقلت هذا من الزور
بهتان ما يظلم حبيب حبيبه
واللي يشوفن قال داله ومسرور
واعيش بين الناس عيشة صعيبة
يا قلب اسس بك عمارات وقصور
واتلاه غير منزله وش تبيبه
ثالثاً: الهجيني:
وسمي بهذا الاسم نسبة الى الهجن (الإبل) لانه كان يغني بين مجموعة وهم على ظهور الابل ويلجأ المغنون للتسلية وقطع طريقهم الشاق الطويلة دون عناء.
ومن قصائد الهجيني قصيدة للمرحوم حامد المحمود من أهالي تيماء قالها وهو قادم من حائل باتجاه تيماء.
زمالتي فاطر كبه
ما يقطع الدوح راعيها
شدوا شدادي على شبه
حمرا طوال مخاطيها
إن درهم الجيش له خبه
ما يصمد الكور راعيها
نبي نلوذ على غبه
غرسة طوال مبانيها
جماعة حاليه ربه
من كل زين يقهويها
هداج بالوسط يحسبه
تسعين غرب سوانيها
ما لاق بالعين يجلبه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.