محافظة تيماء من المحافظات التابعة لمنطقة تبوك وتعد من المواقع الأثرية الهامة التي لا تقل أهمية عن منطقة أثرية مجاورة لها ألا هي مدائن صالح «الحجر» التابعة لمحافظة العلا. «الجزيرة» التقت بباحث الآثار الأستاذ محمد بن حمد السمير النجم مدير إدارة آثار محافظة تيماء، وجرى الحوار التالي: ü نود منكم اعطاء القارئ العزيز نبذة تاريخية عن محافظة تيماء تشمل موقعها. قال «النجم»: محافظة تيماء تابعة لمنطقة تبوك وتقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية وهي من أهم مدن منطقة تبوك تاريخياً، حيث تميزت بوفرة المياه وجودة التربة واعتدال المناخ والموقع الجغرافي مما جعلها مستقرة حضارياً ونقطة وصل هامة ما بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر وبلاد فارس، وقد ورد ذكر تيماء في العديد من النقوش المسمارية منها ما يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد ومنها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وكانت تيماء ملتقى طرق تجارية من أهمها: ü الطريق الذي يبدأ من مأرب باليمن ويمر في نجران ومكة والمدينة والعلا ومدائن صالح ويذهب فرع منه إلى تيماء ومن تيماء يستمر شمالا حتى العراق. ü الطريق الآخر هو الطريق الذي يبدأ من الجرهاء في شرق الجزيرة العربية قرب الاحساء ثم يمر بالهفوف ثم بريدة ومنها إلى حائل ثم تيماء ومنها إلى البتراء. وهي الآن تقع على طريق الحجاج القادمين من منفذ حالة عمار ومنفذ الحديثة ومنفذ جديدة عرعر. ü وعن أهم المعالم الأثرية بتيماء قال «النجم»: هناك العديد من المعالم الأثرية بتيماء ومن أهمها: 1 السور الأثري الكبير: يحيط هذا السور بمدينة تيماء القديمة ويبلغ طوله أكثر من عشرة كيلو مترات وارتفاعه في بعض الأجزاء أكثر من عشرة أمتار وعرض جداره ما بين المتر والمترين، وتعود فترة بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد. 2 قصر الحمراء: قصر مشيد من الحجازة وذو ثلاثة أقسام الأول معبد والآخران للسكن ويعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد. 3 بئر هداج: يعتبر بئر هداج أعظم وأشهر وأقدم بئر في الجزيرة العربية ويعرف ب«شيخ الجوية» أي كبير الآبار وكثيراً ما يطلق على الرجل الكريم «هداج تيماء» وذكر أن البئر يسقى عليها سبعة وسبعون جملاً في وقت الصيف القائظ في آن واحد. وقد ذكر هذه البئر الكثير من الشعراء ومنهم الشاعر ابراهيم مدني في القرن الثاني الهجري إذ يقول: أ الحمامة في نخل ابن هداج هاجت صبابة عاني القلب مهتاج 4 قصر الرضم: انه قصر مربع الشكل مشيد من الحجارة المصقولة، ذو دعامات من الخارج، وعرض جداره يصل إلى المترين ويعود تاريخه إلى منتصف الألف الأول، قبل الميلاد. «في السادس قبل الميلاد تقريباً». 5 قصر الأبلق: استمد شهرته مما قيل فيه من أشعار تتحدث عن حصانته وعظمته وروعة أسلوب بنائه. ومما ذكره صاحبه «السموأل» حيث يقول: بني لي عادياً حصناً حصينا وماء كلما شئت استقيت ويقول الأعشى: بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار 6 قصر البجيدي: أول قصر إسلامي يكشف عنه في تيماء يعود للعصر العباسي مربع الشكل وفي أركانه أبراج. 7 المدافن: تنتشر المدافن المختلفة الأشكال جنوب تيماء ويحوي بعضها على غرفة والآخر أكثر وقد أمدتنا هذه المدافن بعدد كبير جداً من المعثورات القيمة والسليمة ذات الدلالات المهمة. ü الأستاذ محمد حمد النجم مدير إدارة آثار محافظة تيماء سمع الكثيرون عن مسلة تيماء وانه تم نقلها خارج المملكة، فهل لكم أن تحدثونا عن هذه المسلة وهل تم اعادتها إلى المملكة؟ أجاب «النجم» بقوله: النقوش الصخرية من الآثار المهمة والمفيدة جداً وأقصد تلك الكتابات والنقوش التي نحتت على واجهة الصخور أو على جدران المنازل أو المعابد أو على شواهد القبور وتكمن أهميتها بأنها البرهان والدليل الذي تركه لنا سكان المنطقة لنعرف من خلاله تاريخهم ومستواهم الثقافي وتبقى شاهداً للرد على من يطلقون على مجتمع الجزيرة العربية بالأمية فنجد الخطوط الأرامية والثمودية والنبطية والكوفية والنصوص الإسلامية. فقد صنّف أحد أشكال الخطوط الثمودية على أنه خط تيمائي وسمي بذلك لانفراده بخصائص شكلية لا يوجد ما يماثلها في الجزيرة العربية. كل ما تقدم كان مقدمة لأجيبك عن «مسلة تيماء» لأنها عبارة عن صخرة تمت الكتابة عليها عن طريق النحت وتحوي معلومات تاريخية هامة عن تيماء. وقد تم نقل هذه المسلة عام 1884م إلى متحف «اللوفر» بفرنسا بعاصمتها باريس وقد تحدث عنها علاّمة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله وطيب ثراه وذلك في كتابه «في شمال غرب الجزيرة». والحقيقة أن «مسلة تيماء» ما زالت بفرنسا تحكي تاريخ تيماء في متحف «اللوفر» بباريس، وقد تم تزويدنا بنسخة مماثلة لها ومعروضة في المتحف الوطني وأخرى في جامعة الملك سعود.