نظمت المعارضة الفنزويلية الاربعاء اليوم الثالث على التوالي من إضراب عام، سلسلة من التظاهرات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة باستقالة الرئيس هوغو شافيز. وقد جمعت المعارضة آلاف الأشخاص في كركاس حيث قامت بتسليم الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية سيزار غيفاريا رسالة تطالب بتسريع إجراءات الوساطة لتسوية الأزمة السياسية المستمرة منذ عام في فنزويلا. وقال الأمين العام لاتحاد العمال الفنزويليين مانويل كوفا إن الرسالة تهدف إلى «التعبير لمنظمة الدول الأمريكية والأسرة الدولية عن الاحتجاج على الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الأمن الثلاثاء ضد المعارضين والمطالبة بعمل أكثر فاعلية لتسوية الأزمة». وتجري حركة المعارضة التي بدأت الاثنين بدعوة من اتحاد العمال الفنزويليين واتحاد أرباب العمل «فيديكاماراس» بدعم من التنسيق الديموقراطي التحالف الذي يضم أحزاباً وجمعيات معارضة. وهذا الاضراب هو الرابع منذ كانون الأول/ديسمبر 2001م ضد شافيز الذي انتخب في 1998م وأعيد انتخابه في 2000م لستة أعوام لكنه واجه انقلابا قصيراً في نيسان/ابريل الماضي وتطالب المعارضة برحيله عن طريق استفتاء. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك إلى النقطة التي انطلقوا منها في حي شواو وهم يرفعون إعلام فنزويلا ولافتات معادية للحكومة والحرس الوطني تدين القمع الذي شهدته تظاهرة الثلاثاء. وتحدث التلفزيون عن استخدام قوات الأمن غازا مسيلا للدموع ورصاصا مطاطيا أدى إلى إصابة حوالي عشرة أشخاص بجروح طفيفة بينما أكدت المعارضة جرح عشرين شخصاً، لكن الحكومة نفت سقوط جرحى. وشهدت تظاهرات جرت في مناطق أخرى في البلاد مواجهات بين مؤيدين لشافيز ومعارضين له في باركويسيميتو (وسط الغرب) وسان كريستوبال (جنوب غرب) وفالانسيا (وسط)، حسبما أفادت وسائل الإعلام المحلية. أما قادة حركة الجمهورية الخامسة التي أسسها هوغو شافيز فقد دعوا إلى تجمع في ساحة اوليري التي تبعد حوالي 500 متر عن القصر الرئاسي للدفاع عن «الدستور والسلام والتعايش والحوار». وبعد أن عبر عن رفضه لحركة الإضراب التي رأى أنها «تهدف إلى زعزعة الاستقرار»، اعترف شافيز باحتمال أن تؤدي إلى تأخير في تسليم شحنات النفط الذي يشكل مصدر العائدات الرئيسي للبلاد. وقال «لدينا قوة أمنية ستمنعهم من شل المؤسسة النفطية أو تسليم المحروقات، فليسببوا مشاكل وتأخيراً ولكنهم لن يحققوا هدفهم في زعزعة استقرار البلاد». وكان رئيس الشركة النفطية الفنزويلية «بتروليوس دي فنزويلا» على رودريغيز صرح الاثنين أن 40% من العاملين في الشركة مضربون، بينما تحدث أحد مسؤولي اتحاد العمال عن إصابة القطاع بالشلل بنسبة 91% الثلاثاء. يذكر أن فنزويلا التي تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للنفط في العالم والثامنة بإنتاجها البالغ حوالي 49 ،2 مليون برميل يومياً هي الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وهي من أبرز الدول المصدرة للنفط إلى الولاياتالمتحدة.