وداعاً يا حبيبتَنا وداعاً وفي الجناتِ ننتظرُ اجتماعا أبادَ الهمُّ بعدَكِ كلّ نجمٍ فما أبقى لنا منها شُعاعا كأنَّا أعينٌ فقدت سناءً وآذانٌ غدت تبكي السماعا نرى أحزاننا الشمطاء باتت تُرَضِّعُنا مرارتَها رضاعا وقبلكِ ما عرفنا الحزنَ حتى أتى الناعي فقدَّمه اختراعا وضاقتْ فسحةُ الدنيا علينا لأنكِ أنتِ كنتِ لها اتساعا وما عُدنا نرى لغدٍ بريقاً كأنّ غداً بعُمْرِ الأمس ضاعا وبعدكِ ما سلونا غيرَ أنّا لبسنا من تبسُّمِنا قناعا عبرتِ وحيدةً بحر المآسي وصبرُكِ لم يكن إلا الشراعا وسُقمُكِ كم دعاك إلى التشكِّي ولكن لم يكن أبداً مُطاعا رضيت بأن حُسنَكِ قد تولّى وجسمكِ بعد قوّتِه تداعى جمالكِ قد شراه الله أختي فسلّمتِ الجمالَ له مُباعا يعزِّينا رجاءٌ أنّ ربي حباكِ بجنةِ المأوى رباعا إلى أن نلتقي فالشوقُ يبقى يأجِّجُ في مكامننا صراعا وداعاً يا حبيبتنا ليومٍ نراك وضوءَ بسمتِكِ المشاعا