أليس من الغريب حقاً أن تكتظ أسواقنا بهذا الكم الهائل من النساء في هذا الشهر الكريم وخصوصاً في الأيام الأخيرة منه!!؟ مع ما يقابل ذلك من تواجد كثيف لشباب بأزياء لم نألفها ولا نعرف مغزاها!! ثم ألا توافقني أخي الكريم على أن هذه الظاهرة سيئة جداً لما يحصل فيها من اكتظاظ النساء في الأسواق والذي يترتب عليه من المنكرات والزحام ما لا حصر لها؟ كذلك يزداد عجبك يا أخي حينما تعلم أن غالبية النساء لا يدخلن لحاجة ملحة فهي تستطيع أن تنهي حاجياتها في جولة أو جولتين ولكن الأمر يتعدى، فيحصل منها تكرار الدخول لأمور تافهة ومن ذلك إذا علمت أن إحدى جولاتها لمدة ساعتين من أجل أن تطابق لون فستان ابنتها مع الحذاء!! أظن أنك توافقني في ذلك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن من يستطيع أن يكشف لنا هذه الحقيقة المؤلمة؟ وكيف نستطيع أن نقنع المرأة بخطورة التساهل في تكرار خروجها من البيت، فضلاً عن أن يكون ذلك لشر بقاع الأرض وهي الأسواق كما أشار لذلك نبينا صلى الله عليه وسلم. الأسواق شر البقاع لا ينبغي الذهاب لها بلا حاجة مواقف حول هذا الموضوع الهام قمت بإجراء تحقيق حول خطورة هذه الظاهرة المتكررة وبدأتها بسؤال وجه لبعض العينات اللاتي وقعن في بعض المشاكل والإحراجات في السوق سواء من قبل بعض الباعة أو المعاكسين من الشباب وكان السؤال: ما إذا كان تكرار ذهابهن للسوق في رمضان هل كله لحاجة ملحة؟ فكانت الإجابات كالتالي: تقول الأخت «ف.ف» أعتقد بأن الغالبية من النساء والتي تكثر الدخول للأسواق أنهن يدخلن لغير حاجة ملحة فهي تعودت على أن تظهر في أجمل زينة في العيد وذلك يتطلب منها جهداً مضنياً لاقتناء المناسب لها، وعن الموقف الذي حصل لها وعرفت بعده خطورة التساهل في الدخول لهذه الأسواق تذكر الأخت: في يوم من الأيام دخلت عند أحد باعة العطورات ومساحيق التجميل فطلبت منه مسحوقاً بلون معين وحينما أراد أن يضعه في يدي فإذا بالبائع يمسك بيدي ويقوم بوضعه عليها ليتأكد بنفسه كما يدعي مما جعلني أرتبك في لحظتها وأخرج من المحل خوفاً من هذا الموقف! أما الأخت «ن.و» فتؤكد على خطورة التساهل في تغيير بعض النساء للملابس في بعض الأماكن المخصصة للتغيير أو دورات المياه ذاكرة هذا الموقف لها حيث تقول: في أحد الأيام اشتريت فستاناً من أحد الباعة وسألته هل يمكن لي أن أرجعه إن كان صغيراً فبادرني بقوله لماذا لا تتأكدين من المقاس هنا فقلت له وكيف ذلك؟ فقال لي في دورات المياه فما كان مني إلا أن ذهبت فإذا بأحد الشباب يتبعني وحينما دخلت فإذا به يحاول التحرش بي وفعل بعض الحركات التي أخافتني وأربكتني فما كان مني إلا أن صرخت به فلاذ بالفرار وبعدها صدمت من هذه الأسواق فأصبحت لا أدخل إلا لحاجة ماسة ومع أخي الأكبر!! جولات لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قصب السبق في إثراء مثل هذا الطرح ولقد أتجهنا للعضو إسماعيل العتيق الذي حدثنا بدوره عن هذا الموقف فقال: أثناء تجوالنا في أحد الأسواق لمحنا شاباً يقوم بالتحدث مع فتاة بشكل غريب يثير الشك فهي جالسة وهو يكلمها مرتبكاً من قدومنا فقامت الفتاة وذهبت مع الشاب وركبت السيارة أمام مرأى منا ثم تقدم بالسيارة قليلاً معتقداً أنه اختفى عنا فإذا به ينزل الفتاة ويهرب وحينما استوقفناها وقد بدا عليها آثار الهلع والخوف فإذا بها تقول إن هذا الشاب كان يعاكسني وأنا معرضة عنه لما رآكم ارتبك وقال لي حاولي أن تستري علي فالهيئة قادمة وسيقبضون علي فقلت ماذا أفعل، قال اركبي معي على أنك أختي وسأنزلك، فما كان مني إلا أن استجبت له خوفاً منه وستراً عليه فركبت معه ثم أنزلني. ورد عليها العضو بعبارات التأنيب موضحاً أن الله قد رحمها شفقة بها وإلا فهي فرصة هذا الشاب المعاكس وأمثاله للتغرير بهذه الفتاة للوصول لما يريد، ولكنها السذاجة وتساهل بعض النساء في دخولهن بدون ولي كما أوضح العتيق ذلك. الأخ العضو يحيى الجديعي قابلناه فذكر لنا مشكلة «الترقيم الإجباري» كما يسميه وهي من المشاكل التي تواجههم في الميدان حيث يذكر الجديعي أن كثيرا من الفتيات تتفاجأ بوجود أرقام في الأكياس التي معها يتعمد الشباب وضعها وهذا بمثابة دعوة للفتاة المراهقة لأن تجرب المعاكسة وقد وقعت فتيات كثيرات بهذه الطريقة. وفي أثناء جولتي الميدانية في أحد الأسواق قابلت الأخ حمد السكيت عضو مركز هيئة ظهرة البديعة فسألته عن ظاهرة امتلاء الأسواق في رمضان وما هي المشاكل التي تعتري الأعضاء فأشار إلى أن الأسواق أصبحت معروفة بازدحامها في رمضان وخصوصاً في العشر الأواخر للأسف الشديد، موضحاً أن أكثر ما يعتري العضو في السوق هو التعامل مع المرأة بعكس الشاب المعاكس والبائع المخالف، وحول أبرز المخالفات يؤكد السكيت على التبرج والسفور الذي ما زال في ازدياد من لبس العباءات الضيقة والمزخرفة وكذلك النقاب الفاتن الذي يغري الشباب، موضحاً في ختام حديثه أن المتأمل في حال كثير من النساء يجد أنهن لا يأتين السوق لحاجة ملحة بل نسبتهن قليلة بالنسبة لمن جاءت عادة أو حب استطلاع للجديد من الموضة أو للتسكع إن صح التعبير وهذا خطير بالنسبة للمرأة في أن تتساهل في حضورها للسوق الذي يعج بالفتن فقد تفاجأ بموقف مع أحد الشباب أو الباعة فتصدم به. العضو الشيخ شريف الراجحي عضو مركز هيئة علي بن أبي طالب بحي السليمانية أكد على بعض الملاحظات المهمة في بعض الأسواق حيث أشار لخطورة الأسواق التي تلحق بها ألعاب ترفيهية في جانب السوق أو في الدور العلوي حيث يتسنى للفتاة أن تذهب وتترك من بصحبتها من اخوانها للألعاب فيحصل أن تقع فريسة في شراك أحد المعاكسين، كما ينبه الراجحي على خطورة الإهداءات التي يقدمها بعض أصحاب المحلات للفتيات بقصد الإيقاع بهن التي تصل في بعض الأحيان لأجهزة الجوال وهذا خطير جداً يجر الفتاة إلى التعلق بالبائع وإقامة العلاقات المحرمة ولو لم يأت منها إلا تبادل الابتسامات والضحكات التي نلاحظها بكثرة! باعة مقنعون وحول ذات الموضوع وهذه الملاحظات للتحذير من خطورة التساهل في ارتياد الأسواق يشاركنا الشيخ هذلول الدوسري وكيل مركز هيئة الشميسي والسبالة موضحاً اهتمام بعض الشباب بمحلات الملابس الداخلية والجاهزة ومحلات الذهب لأنها أكثر احتكاكاً بالمرأة فنجده يحسن هندامه ويظهر في أحسن صورة والسبب معروف لدى الجميع ولا يشك عاقل في ذلك، والقضايا في هذا الجانب من أكبر الدلائل على خطورة الوضع، فضعف الإيمان لدى هذا الشاب يقابله تساهل هذه المرأة وتبرجها ونظراتها المغرية مما يولِّد تقربا وتوددا بالكلام بطريق مباشر أو غير مباشر. ضوابط من جانبه أيضاً أكد الشيخ خالد بن عبدالله الشافي رئيس مركز هيئة النسيم أن الموضوع جدير بالاهتمام فهو يتعلق بأعراض وحرمات المسلمين، حيث إن هذه الأسواق يغلب عليها تردد العنصر النسائي ولذلك فإننا في مراكز الهيئة تحملنا أمانة ومسؤولية الرسالة والأمانة في عنق هذا الجهاز ومن المعلوم أن عدداً من المحلات النسائية أياً كان نوعها من ملابس أو ذهب ومجوهرات أو إكسسوارات أو غيرها مما يغلب على مرتاديها العنصر النسائي يجب أن تخضع لعدد من الضوابط ومقومات سلامة الأعراض من أي اعتداء أو جنوح، ومن المعلوم أن الجانب الوقائي في كثير من الأمور هو دليل وعي وإدراك لمجريات الأمور. ويعدد الشيخ الشافي بعض تلك المخالفات في المحلات التجارية والتي منها: 1 وجود أبواب خلفية وجانبية وأدوار علوية وزوايا ودورات مياه ومختصرات مما يهيئ ويفتح مجالاً للخلوة المحرمة بغية الفساد. 2- وجود الفترينات في واجهات المحلات وتغطيتها بالملابس مما يحجب معه رؤية من بداخل المحل وقد تم القبض على أشخاص يمارسون بعض الأفعال السيئة مع النساء مستغلين تلك الواجهات المغطاة. 3- وجود عدد من المحلات النسائية في شوارع ضيقة وغير تجارية. 4- وجود محلات تحمل أسماء أجنبية أو غير لائقة بالآداب والأخلاق الإسلامية. 5- وجود المرايا العاكسة لغرض عكس صورة المرأة عند التخفي والتحجب لرؤية البضائع. 6- إخراج البضائع خارج المحلات مما سبب الضيق على المارة واستغلال ضعاف النفوس ذلك لمضايقة محارم المسلمين حتى وصل الأمر ببعض المحلات إلى إخراج ما يقارب ثلاثة أمتار. 7- عدم وجود أوقات محددة لضبط أوقات فتح وإغلاق تلك المحلات مما يكون معه استغلال فترات غفلة الناس وغياب رقابة الجهات الأمنية المسؤولة بما فيها الهيئة. 8- قيام بعض المحلات بطبع كروت صغيرة تحمل هاتف المحل وبأسماء العاملين بها وإهدائها إلى الفتيات بحجة الاتصال عليهم للإفادة عن وصول نوعيات من البضائع معينة واستغلال ذلك بالحديث معهن وإسقاط حاجز الحياء وتمدد العلاقة إلى أبعد من ذلك. ويشير الشافي إلى أن تلك المخالفات وغيرها في ظل غياب دور ولي الأمر والقيم ساهمت سواء مجتمعه أو متفرقة في إيجاد مناخ مناسب ومرتع خصب لضعاف الإيمان فاستغل ذلك أبشع استغلال في الإحاطة بعدد من فتيات المسلمين وجرهن وإيقاعهن في مستنقعات الفساد وحمأة الرذيلة وربط العلاقات الآثمة حيث تم القبض على عدد من تلك القضايا المفجعة والتي راح ضحيتها فتيات حيث تم ربط علاقات غير شرعية من قبل أصحاب المحلات والتغرير بهن واستدراجهن للفساد ويحصل كذلك من الباعة محاذير نربأ عن ذكرها داخل المحل أو من الحديث معهن أو الضحك وتبادل عبارات البذاءة والإسفاف. ويؤكد الشيخ الشافي في معرض حديثه ضرورة العمل باللوائح والتعليمات التي وجهت لأصحاب المحلات سواء من قبل الهيئة أو غيرها من الجهات المسؤولة والمتضمنة منع وضع المختصرات ومنع وجود أبواب خافية ومنع تغطية واجهات المحل لرؤية من بداخل المحل، والمتضمنة أيضاً عدم السماح لأحد بعمل أدوار علوية في المحلات ومراقبة ذلك في المحلات وألا يكون هناك تساهل، وكذلك منع عرض الملابس الداخلية بأنواعها وإزالة الرأس من دمية العرض، وكذلك الحث على أن يكون من يعمل في محلات بيع الذهب وملابس النساء ومحلات بيع الأقمشة من كبار السن ممن يبلغون «40» عاماً فما فوق. ويؤكد الشافي في ختام حديثه أن تطبيق ذلك سيكون بمشيئة الله تعالى حصناً منيعاً لعورات المسلمين وسعياً حميداً إلى تضييق سدة المشكلات والسلوكيات غير الأخلاقية وصيانة وحفاظاً على الأعراض والحرمات. كما يؤكد الشيخ هذلول الدوسري على ضرورة اهتمام أولياء الأمور بالدخول مع مولياتهم للسوق لما في ذلك من صيانة لهن من الشرور وليس هذا كما يعتقد البعض عدم ثقة بهن بل هو قمة الثقة أن يدخل الزوج مع زوجته ويحافظ عليها من الأشرار والمعاكسين والباعة الاستغلاليين، كما يدعو الدوسري النساء عامة إلى استغلال باقي هذه الأيام فيما يرضي الله جل وعلا فهي أيام فاضلة لا تعود على المرأة إلا مرة في العام وقد لا تعود، فحري بالمرأة أن تستغل هذه الليالي بالذكر والصلاة والعبادة وتلاوة القرآن والتي تعود عليها بالأجر العظيم عند الله ساعية إلى عتق رقبتها من النار. * مندوب إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر